تجاهلت سفينة الإنزال الروسية الكبيرة التابعة لأسطول البحر الأسود "ساراتوف"، رفع العلم التركي وذلك خلال مرورها عبر مضيق البوسفور التركي في البحر الأبيض المتوسط.
ووفقاً للتقاليد فانه يجب على السفينة الروسية رفع علم الدولة التى يتبع لها المضيق، أو الدولة المضيفة للسفينة ومن الناحية التاريخية، فإنه يتم رفع العلم التركي لفترة وجيزة مما يدل على احترام الأتراك، ولكنه لم يتم رفع العلم هذه المرة.
وتحمل السفينة "ساراتوف" شحنة لميناء طرطوس السوري، حيث توجد قاعدة روسية لوجستية في البحر الأبيض المتوسط، وفي وقت سابق أفادت الأنباء أن سفينة الإنزال الكبيرة "كوروليف"، لم ترفع العلم التركي خلال عبورها المضيق.
الألغام الروسية قادرة على حرمان تركيا من مضيق البوسفور للأبد
الى ذلك ناقشت وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة في الأيام الأخيرة، إمكانية اتخاذ تركيا قرار بإغلاق مضيق البوسفور والدردنيل، في وجه السفن الحربية الروسية حيث أنه من المعروف وفقا لأحكام اتفاقية مونترو في عام 1936، تركيا لديها الحق في منع مرور السفن من المضيق إذا دخلت في حرب.
ووفقا لوسائل الإعلام الأمريكية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يحاول تبرير أعماله وغلق مضيق البوسفور على النحو التالي: "إن البلاد تحت تهديد عسكري من روسيا، والقرار الرئيسي هو إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل على جميع السفن الروسية التي تقع في البحر الأسود، التى تنقل أغراض عسكرية لسوريا.
ولكن ما لا تعلمه وسائل الإعلام الأمريكية أن روسيا أيضاً تمتلك مفاتيح مضيق البوسفور والدرنديل ولديها امكانية كبيرة لتحرم أنقرة من هذين المضيقين للأبد.
فوفقاً لصحيفة "نيزافيسمايا غازيتا" الروسية، روسيا بنفسها تستطيع إغلاق المضيق دون نشوب أعمال عدائية من جانبها، فالسيد أردوغان والمقربين له لا يعرفون أن روسيا تمتلك ألغام بحرية مسلحة ستمكنها من غلق المضيقين نهائياً.
لمحة بسيطة عن الألغام وقوتها!!
في أكتوبر عام 1950، انتقلت سفن الأسطول الأمريكي والتي تضمنت البوارج وحاملات الطائرات، إلى ميناء كوريا الشمالية لتطويق الجيش الكوري الشمالي، في ذلك الوقت كانت كوريا الشمالية لا تمتلك سفن حربية أو طائرات، ولم يتدخل الاتحاد السوفييتي والصين في الصراع.
نجحت العملية البرمائية الأمريكية دون وجود عوائق، كأن الجيش الأمريكي يقوم بتدريبات عسكرية، ولكن حدث مفاجأة لم يتوقعها الأمريكان حيث فقدت البحرية الامريكية التفوق في البحر في المياه الكورية ، فقد قامت الألغام الكورية باصطياد كاسحات الألغام الأمريكية والمدمرات الأمريكية.
وتعطلت سفن الإنزال في البحر، وكان مشاة البحرية الأمريكية على متن السفن يركبون فوق بعضهم حرفيا مثل أطباق "السردين"، وتمكن الجيش الكورى خلال 10 أيام التحرك نسبيا بصورة هادئة.
وأشارت الصحيفة الروسية أن هذا المثال هو ناجح للغاية للتطبيق الناجح للألغام البحرية، والتي يمكنها أن تكون مؤثرة، حيث أنه منذ عام 1939 لم تخسر الألغام البحرية حرباً واحدة.
تستطيع روسيا أن تملأ مياة مضيق البوسفور والدردنيل، وكذلك المياه المتاخمة بالألغام التي لا يمكن الوصول إليها عن طريق الغواصين، وهناك أيضاً ألغام الطوربيدات التي يمكن وضعها على عمق كبير وعلى مسافة عدة كيلومترات من بعضها البعض، التى تتمكن من إطلاق الطوربيدات لحظة اقتراب السفن وغواصات العدو.
لذلك فان روسيا أيضاً لديها إمكانية كبيرة لحرمان تركيا من المياه في مضيق البوسفور إذا فكرت في غلقه، ومثل هذا التحول في الأحداث سيكون أكثر تعقيدا.
https://telegram.me/buratha