بيان مؤتمر الوحدة الاسلامية يؤكد ضرورة المقاومة الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ، وهذا لا يتمّ إلاّ بالتعاون بين البلدان الإسلامية حول محور المقاومة الشاملة .
إختتم المؤتمر الدولي التاسع و العشرين للوحدة الاسلامية، مساء أمس الثلاثاء أعماله في العاصمة طهران بالتاكيد على أنّ السبيل الوحيد لمواجهة الأزمات الراهنة هو المقاومة الفكرية و الثقافية و الاقتصادية و السياسية والعسكرية ، وهذا لا يتمّ إلاّ بالتعاون بين البلدان الإسلامية حول محور المقاومة الشاملة ، كما اعتبر فلسطين هي القضية الاولى للمسلمين ، مشددا على ان انتشار الارهاب مخطط استعماري يراد منه تشويه صورة العالم الاسلامي واشاعة "الفوضى الخلاقة" تمهيدا لهيمنة الاستعمار الغربي والصهيوني على مقدرات المسلمين
واصدر المؤتمرون فی الیوم الاخیر بیانا ختامیا للمؤتمر الدولی التاسع والعشرین للوحدة الإسلامیة الذی عقد تحت عنوان "الازمات الراهنة فی العالم الاسلامی و دراسة سبل التغلب علیها" ، اکد ان انتشار الارهاب مخطط استعماری یراد منه تشویه صورة العالم الاسلامی واشاعة الفوضى الخلاقة تمهیدا لهیمنة الاستعمار الغربی والصهیونی على مقدرات المسلمین ، معتبرا الارهاب التکفیری امتداد للارهاب الصهیونی .
واعتبر البیان قضیة فلسطین ، هی القضیة الاولى للمسلمین ، وتشکل الاولویة فی الازمات التی تعانی منها الامة الاسلامیة داعیا جمیع الشعوب لنصرة الفلسطینیین والمسجد الاقصى .
ومن الازمات التی اشار الیها البیان ازمة التضلیل الاعلامی وانتشار الفضائیات الفتنویة التی تحرض على المذهبیة والطائفیة داعیا الدول الاسلامیة لاستحداث فضائیات تنشر الخطاب التقریبی والوحدوی .
وفیما یلی نص البیان :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطیبین الطاهرین وصحبه المنتجبین.
بفضل الله وعونه وتسدیده انعقد فی طهران المؤتمر التاسع والعشرون للوحدة الإسلامیة لدراسة «أزمات العالم الإسلامی وسبل التغلب علیها» خلال أسبوع المولد النبوی الشریف (12 – 17) ربیع الأول وهو أسبوع الوحدة الإسلامیة، واستمرّ ثلاثة أیام من (15-17) ربیع الأول 1437هـ بمشارکة أکثر من 600 شخصیة من إیران و70 بلداً من بلدان العالم . و بعد أن افتتح السید رئیس الجمهوریة حجة الاسلام والمسلمین الدکتور حسن روحانی المؤتمر ، تلاها عدد من الکلمات، ثم انتظم المؤتمر فی 14 لجنة عمل ، کما تشرف المشارکون بلقاء قائد الثورة الإسلامیة سماحة الإمام الخامنئی (دام ظله) واستمعوا إلى توجیهاته، وخرج المؤتمر بالقرارات التالیة :
1- یعتقد المؤتمرون أن أکبر الأزمات الراهنة فی العالم الإسلامی هی تجزئة وتقسیم بلدانه، وانعدام الثقة بین حکوماته، مما یخلق ثغرات ینفذ منها أعداء الأمة لإثارة ألوان الحروب والصراعات البینیة.
2-یرى المؤتمرون أن ما یعانیه العالم الإسلامی من أعمال عنف و إرهاب وراءه تخطیط مدبّر لتشویه صورة العالم الإسلامی، ولخلق المبررات لمزید من التدخل الأجنبی فی شؤون المسلمین.
3-یرى المؤتمرون أن موجة الإرهاب التی تجتاح البلدان الإسلامیة إنما هی امتداد للإرهاب الصهیونی والمخطط الأمریکی الذی یستهدف السیطرة على المسلمین بعد إعادة رسم خارطة العالم الإسلامی وتنفیذ مشروع الفوضى الخلاقة ثم الوصول إلى ما یسمونه بالشرق الأوسط الجدید، وأن هذه الید التخریبیة سوف لا تقتصر على تدمیر هذا البلد أو ذاک، بل ترید الامتداد إلى جمیع بلدان العالم بما فیها البلدان الداعمة للإرهاب.
4-قضیة فلسطین هی رأس قضایا الأمة وتحتل الأولویة فی الأزمات التی تعانیها الأمة، بل إن الکیان الصهیونی الغاصب هو العامل الأساس المسبب لأزمات العالم الإسلامی، ومن هنا یدعو المؤتمرون الحکومات والشعوب إلى بذل کل الاهتمام لمناصرة هذه القضیة الکبرى بکل ما وسعهم من جهود ، وأن لا یَدَعوا الأزمات الراهنة المفتعلة تبعدهم عن هذه الأولویة . کما یدعو المؤتمرون الفصائل الفلسطینیة إلى إزالة الخلافات بینهم وتوحید کلمتهم أمام عدوهم المشترك .
5- یشدّد المؤتمرون على خطر الدمار الشامل الذی تتعرض له بعض بلدان العالم الإسلامی خدمة لصالح الصهیونیة و الاستکبار العالمي وخاصة فی سوریا والیمن والعراق ، و یرون أن من الواجب تعبئة الامکانات وبذل الجهود لمنع تفکک هذه البلاد ومن أجل اقرار الأمن والسلام فیها.
6-یدین المؤتمرون ما تتعرض له بعض البلدان من فتن طائفیة تؤدی إلى انتهاک مقدسات المسلمین وعباداتهم کالذی حدث أخیراً فی نیجیریا وآذربیجان، ویطالبون السلطات النیجیریة بالکشف عن هویة المسببین لهذه الفتنة التی ذهب ضحیتها مئات القتلى والجرحى، ویطالبون الجهات المسؤولة بالکشف عن مصیر المجاهد الصابر المحتسب الشیخ إبراهیم الزکزاکی عضو المجلس الاعلى لمجمع التقریب، وإعادته إلى ممارسة عمله فی الدعوة والإرشاد . کما یطالبون حکومة آذربیجان لضمان حقوق الشعب الآذربیجانی و الکفّ عن ایة محاولة ظالمة کالذی حدث أخیراً بشأن المسلمین هناک.
7-یدعو المؤتمرون العالم الإسلامی إلى أن یتحرر قراره من الهیمنة الاستکباریة والصهیونیة لتتجه طاقاته إلى التطویر والتقدم بدل إحراق هذه الطاقات فی الحروب البینیة وإبادة البلدان الإسلامیة وتکریس التخلف فی بلدان المسلمین ، کما یعربون عن أسفهم لما یرونه من احتراق أموال النفط الإسلامی على طریق قتل المسلمین وهدم بلدانهم ، وإثارة الخلافات بینهم والتآمر على مقاومتهم.
8-یدعو المؤتمرن العلماء و أصحاب الفکر والمؤسسات الدینیة فی العالم الاسلامی إلى الحذر من الوقوع فی مؤامرات شراء الذمم وفتنة المال والمحافظة على شخصیتهم وهویتهم ، کما یحذّرون أولئک المفتین الذین یشجعون على ممارسة العنف والإرهاب والتکفیر، ویدعونهم إلى أن یتقوا الله فی الولوغ بدماء المسلمین وکرامتهم وأعراضهم.
9-یرى المؤتمرون أنّ السبیل الوحید لمواجهة الأزمات الراهنة هو المقاومة الفکریة والثقافیة والاقتصادیة والسیاسیة والعسکریة، وهذا لا یتمّ إلاّ بالتعاون بین البلدان الإسلامیة حول محور المقاومة الشاملة.
10-أکد المؤتمرون أن الأزمات الاقتصادیة الناشئة فی العالم الإسلامی الیوم تعود فی جانب منها إلى ما یقرره أصحاب رؤوس الأموال فی البلدان الاستکباریة، ومن هنا فمن الضروری أن تتعاون بلدان العالم الإسلامی مع بعضها فی سوق مشترکة لتفادی تلک الأزمات.
11-إن المسلمین بحاجة إلى أن یضعوا نصبَ أعینهم الأهدافَ الإسلامیة الکبرى ، وأن یُعَبئوا طاقاتهم لتحقیقها وبذلک یبتعدون عن الصغائر والانحرافات الفکریة والعملیة، وأهم هذه الأهداف بناء الحضارة الإسلامیة الحدیثة.
12-من الأزمات التی یعانیها العالم الإسلامی أزمة التضلیل الإعلامی ، وقد تفاقمت هذه الأزمة مع اتساع شبکات الاتصال والفضائیات ، وفی هذا المجال نشط أعداء الأمة لاستخدام الاعلام فی إثارة الصراعات الطائفیة والقومیة بین المسلمین، ولذلک یرى المؤتمرون ضرورة التعاون بین البلدان الإسلامیة لاستحداث فضائیات وشبکات تنشر خطاب الوحدة والتقریب وتدحض افتراءات التفرقة والتشتیت.
13-یضم المؤتمرون صوتهم إلى صوت قائد الثورة الإسلامیة الإمام السید علی الخامنئی فی دعوة الرأی العام الغربی عامة والشباب منهم بشکل خاص إلى الاطلاع على رسالة الإسلام وتعالیمه من مصادره الصحیحة ، لیدرکوا الحقیقة التی ترید سیاسة الکراهیة إبعادهم عنها، کما یضمون صوتهم إلى صوت سماحته فی التأکید على أن الخطوة الأولى فی توفیر الأمن والاستقرار هی إصلاح الأفکار والسیاسات المنتجة للعنف المتمثلة فی المعاییر المزدوجة التی یمارسها الغرب وهکذا فی تقسیم الإرهاب إلى أنواع جیدة وأخرى سیئة وترجیح مصالح الحکومات على القیم الإنسانیة والاخلاقیة.
14-یرى المؤتمرون ضرورة التعاون بین المؤسسات التعلیمیة والبحثیة وجامعات العالم الإسلامی لنشر ثقافة التقریب، وتقدیم حقیقة الإسلام البعیدة عن العنف والتطرف، کما یدعو المؤتمر کل فئات الشعب من أحزاب ونقابات وقطاعات نسویة وشبابیة للمشارکة الجادة فی نشر هذه الثقافة کی لا تکون منحصرة فی فئة خاصة، کما یدعون المهتمین بشؤون التقریب أن لا یکتفوا بالجانب النظری بل أن یسعوا إلى تنفیذ قضیة التقریب فی مشاریع تقریبیة عملیة .
15-یبارک المؤتمرون للجمهوریة الإسلامیة انتصارها فی الملف النووی وفی ما قطعته من أشواط مشرفة فی مجالات التقنیة والتطویر ویدعون سائر البلدان الإسلامیة إلى تطویر قدراتها التقنیة والعلمیة.
16-یتقدم المشارکون فی المؤتمر بالشکر والتقدیر للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لما تنهض به من مشروع الوحدة الاسلامیة وتقریب المذاهب الإسلامیة، والشکر موصول للمجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة على إقامة هذا المؤتمر وعلى الجهود المبذولة فی حسن التنظیم والإدارة وکرم الضیافة ، سائلین الله أن یوفق أمتنا الإسلامیة لحثّ خطاها على طریق مؤسس الجمهوریة الإسلامیة ورافع رایة الوحدة والتقریب بین المسلمین الإمام الخمینی وخلفه الصالح الإمام الخامنئی مؤسس المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة ، والمتابع لتنفیذ مشروع وحدة الأمة الإسلامیة .
طهران 15-17 ربیع الأول 1437
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین
...................
https://telegram.me/buratha