وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في فيينا في 16 كانون الثاني/يناير 2016
انقرة (أ ف ب) - حاول الاتحاد الاوروبي الاثنين تهدئة غضب تركيا القلقة من التأخر في تنفيذ الشق المالي من اتفاق حول الهجرة، وذلك بتأكيده ان المليارات الثلاثة الموعودة ستدفع لانقرة ضمن "مهلة زمنية معقولة".
وخلال زيارة لانقرة قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان المباحثات حول هذا المبلغ لا تزال "جارية"، لكنها قللت من شأن المعلومات التي تحدثت عن خلافات حول كيفية استخدامه.
واضافت موغيريني للصحافيين "انا واثقة بان الاموال الموعودة ستصرف في مهلة زمنية معقولة".
من جهة اخرى، دعت المسؤولة الاوروبية الى الوقف الفوري للمعارك الدائرة بين قوات الامن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا حيث الغالبية الكردية.
ووقعت انقرة وبروكسل في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر "خطة عمل" تنص على منح السلطات التركية مساعدة اوروبية بقيمة ثلاثة مليارات يورو مقابل تعهد انقرة مراقبة افضل لحدودها والتصدي للمهربين.
لكن استخدام الاموال التي وعد بها الاتحاد الاوروبي يثير توترا.
وقالت موغيريني "هذا المبلغ ليس للانفاق الخاص، انها اموال ستستخدم في مشاريع"، مضيفة "ليست اموالا ستحصل عليها الحكومة التركية انها اموال ستستخدم في مشاريع للاجئين".
من جهته اسف وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو مجددا للبطء في تسديد الاموال. وقال "لا نعتبر هذا الامر شخصيا انه قرار داخلي للاتحاد الاوروبي. لكن اي تأخير يؤثر على الحياة اليومية للاجئين وتعليمهم واوضاعهم الصحية".
ومنذ اشهر تنتقد تركيا، التي تقول انها تستقبل وحدها 2,2 مليون لاجىء سوري، بطء تحرك الاتحاد الاوروبي في مواجهة الازمة وتذكر باستمرار بانها انفقت 10 مليارات دولار لاستقبالهم.
- "اتفاق كامل" -
في المقابل ذكر الاوروبيون الاثنين الاتراك بتعهداتهم لاحتواء تدفق المهاجرين الذي يعتبرونه كبيرا جدا. وقالت موغيريني "المهم بالنسبة الينا هو ان يطبق الاتفاق الذي ابرمناه تطبيقا كاملا".
ورغم الاتفاق لا يزال الاف المهاجرين يحاولون يوميا الوصول بحرا من السواحل التركية الى الجزر اليونانية رغم الطقس البارد.
ومنذ مطلع العام احصت المنظمة الدولية للهجرة وصول 36 الف مهاجر الى اليونان بعد وصول اكثر من 850 الفا في 2015.
واشاد المفوض الاوروبي المكلف ملف التوسيع يوهانس هان الذي يزور ايضا انقرة، بقرار تركيا الاخير منح تراخيص عمل للاجئين السوريين واعتبر ذلك "خطوة مهمة وكبيرة".
ودعت بروكسل، التي وافقت في اطار هذا الاتفاق على تحريك مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي، لوقف المعارك في النزاع الكردي.
وقالت موغيريني "ندعو الى وقف فوري لاطلاق النار في جنوب شرق تركيا وندين بشدة كل اشكال الارهاب".
وبعد وقف لاطلاق النار لاكثر من عامين تجدد النزاع الكردي الصيف الماضي ما عطل مفاوضات السلام التي بدأت في خريف 2012 مع الحكومة التركية الاسلامية-المحافظة لوضع حد للتمرد الذي اوقع اكثر من 40 الف قتيل منذ 1984.
ويدرج الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني على قائمة المنظمات الارهابية.
واوقعت هذه المواجهات عددا كبيرا من الضحايا لدى الجانبين وخصوصا في صفوف المدنيين بحسب منظمات غير حكومية.
ودعا هان الى استئناف سريع لمفاوضات السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني المتوقفة منذ الصيف وقال ان الاتحاد الاوروبي مستعد للمساهمة فيها.
ورد الوزير التركي المكلف الشؤون الاوروبية فولكان بوزكير بقوله "بوصفها دولة ذات سيادة، ستواصل تركيا محاربة كل المنظمات الارهابية بما فيها حزب العمال الكردستاني الذي يهدد امنها القومي".
والسبت، اكد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن دعمه لتركيا في محاربة حزب العمال الكردستاني، معتبرا ان المتمردين الاكراد يشكلون "تهديدا" لوجود تركيا على غرار تنظيم الدولة الاسلامية.
وصرح هان "نحن مستعدون للمساهمة" في عودة المفاوضات بين انقرة والمتمردين الاكراد، لافتا الى ان هذه المشكلة الامنية ستضر بالاتحاد الاوروبي.
https://telegram.me/buratha