كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن المملكة العربية السعودية تقدمت بطلب للحكومة الأميركية من أجل منح حصانة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان على خلفية دعوى قضائية اتحادية تتهمه باستهداف ضابط مخابرات كبير سابق، يحمل أسرارًا حول صعود الأمير إلى السلطة، وفقًا لوثائق قانونية متعلقة بالقضية
وقالت الصحيفة إن الحكومة الأميركية تدرس الطلب، لكنها عادت ورجحت عدم استجابة واشنطن للطلب بحكم تغير الإدارة قريبا بمناسبة تقلد، جو بايدن، الرئيس المنتخب في 3 نوفمبر الماضي مفاتيح البيت الأبيض.
ووفق الصحيفة، طلبت الحكومة السعودية حماية الأمير من المسؤولية ردًا على شكوى قدمها سعد الجابري، وهو مسؤول سعودي سابق في مكافحة الإرهاب وحليف قديم للمخابرات الأميركية يعيش الآن في المنفى في كندا.
ويمكن أن تؤدي الحصانة، في حال الموافقة عليها، إلى إعفاء الأمير من اتهامه في قضايا أخرى تم رفعها مؤخرًا في الولايات المتحدة، بما في ذلك تلك التي تتهمه بالتوجيه بقتل وتقطيع الصحفي المعارض جمال خاشقجي في عام 2018؛ واستهداف عملية اختراق وتسريب لتشويه سمعة مذيعة الجزيرة الإخبارية، غادة عويس، رداً على تقاريرها الانتقادية للأمير محمد بن سلمان وولي عهد الإمارات العربية المتحدة.
وأرسلت وزارة الخارجية الأميركية استبيانا الشهر الماضي إلى محامي الجابري، للحصول على آرائهم القانونية حول ما إذا كان ينبغي أن توافق على الطلب السعودي، وفقا لشخص قريب من الأسرة تحدث لصحيفة "واشنطن بوست" بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الدعوى المعلقة والوثيقة.
وامتنع محامو الجابري ومحمد ومتحدث باسم وزارة الخارجية عن التعليق مشيرين إلى دعوى قضائية معلقة.
ويأتي الطلب إلى إدارة ترامب في الوقت الذي أدانت فيه وزارة الخارجية وأسرة الجابري والمشرعون الأميركيون الداعمون، الرياض لاحتجازها اثنين من أبناء الجابري في محاولة لإسكاته.
وقد يكون من الصعب على السعودية إقناع الولايات المتحدة بمنح حصانة للأمير محمد بن سلمان، بينما يستعد ترامب لمغادرة البيت الأبيض.
أما بايدن فقال إنه سوف "يعيد تقييم" علاقة الولايات المتحدة بالمملكة وندد بقتل خاشقجي، وهي علامة أخرى تنذر بصعوبة موقف الأمير السعودي.
وقال بايدن في بيان بمناسبة ذكرى اغتيال الصحفي، في أكتوبر الماضي، إن إدارته ستنهي الدعم الأميركي للتدخل العسكري السعودي في اليمن.
من جانبه، قال خالد، نجل سعد الجابري، وهو المتحدث باسم العائلة، إن "أي دعم من الولايات المتحدة للسعودية قد يعطي الضوء الأخضر لمؤامرات اغتيال أخرى".
وقال الجابري، وهو طبيب قلب في تورنتو بكندا إن "عدم المساءلة شيء، لكن السماح بالإفلات من العقاب من خلال الحصانة يعد إصدار رخصة بالقتل".
وفي الوقت الذي قدم فيه الجابري شكواه، وصفته وزارة الخارجية الأميركية بأنه "شريك مهم" للحكومة الأميركية وقالت إنها ستعمل مع البيت الأبيض لحل الوضع "بطريقة تكرم خدمة الدكتور الجابري لبلدنا" وفقًا لرسالة رد على أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين كتبوا نيابة عنه.
https://telegram.me/buratha