نعيم الهاشمي الخفاجي ||
المتابع لسير الأحداث في منطقة الشرق الأوسط يكتشف أن أردوغان يلعب ادوار متناقضة ويحاول أن يبتز الناتو بالتلويح في الذهاب نحو روسيا، وايضا يعطي رسائل للناتو انه البديل والنموذج الجيد للتصدي إلى روسيا، عندما تم تدبير محاولة الإنقلاب العسكري ضد أردوغان بدعم وتمويل خليجي، أردوغان التجأ الى جماهيره بسحق الانقلابيين واستثمر الانقلاب للقضاء على المؤسسة العسكرية التي بناها حلف الشمال الأطلسي الناتو طيلة سبعين عاما، استثمر العصابات الوهابية التكفيرية من خلال الاخوان واحتل أراضي سورية وعراقية واحتل الغرب الليبي وهزم حفتر الذي كاد أن يحكم قبضته على الغرب الليبي وليبيا في اكملها، ايضا انضار أردوغان اتجهت نحو اليمن من خلال المصالحة ما بين أردوغان ودول الخليج لكن نصحوه المحيطون به في عدم التورط في المستنقع اليمني، هناك تفاهمات بالخفاء مابين الناتو وأردوغان في الحلول محلهم في أفغانستان، المعروف أن أفغانستان شهدت حروب دامية ما بين حلف الشمال والسوفيت عندما اجتاح مائة ألف جندي سوفياتي أفغانستان عام 1979، بنفس العام الذي انتصرت به الثورة الإسلامية وانهار نظام الشاه في إيران، اغرب نكته أمريكا روجت لدول الخليج بأن السوفيت ينوون التوجه غرباً والاستيلاء على إيران لاحقاً، والهيمنة على الخليج، حيث توجد معركة الطاقة الكبرى مع الغرب.
وبهذه الطريقة استطاعت ادارة كارتر ومن بعده ريغان في استغلال المال الخليجي وتحريك المؤسسة الوهابية في استقطاب عشرات الاف الارهابيين لمقاتلة السوفيت نيابة عن الناتو، بتلك الفترة شاهدنا كيف هبَّت دول المنطقة بدعم مالي ضخم الى المعارضة الأفغانية لمقاتلة السوفيت وغايتهم لوقف عملية الزحف السوفيتي للخليج، وفي الحقيقة بعد الحرب العالمية الثانية ودخول السلاح النووي انتهت الحروب العسكرية المباشرة مابين الدول الكبرى وبقيت حروبهم تدور في شن حروب نفوذ وسيطرة على الدول النفطية والمهمة في الشرق الاوسط وجنوب شرق اسيا والكاريبي، دول الخليج دفعت فاتورة الحرب ضد السوفيت في أفغانستان ومن أدار المشروع مقاومة السوفيت امريكا ضمن الحرب الباردة، التي يقوم فيها «الوكلاء» بالدور الأكبر من الحرب.
امريكا امرت ذيولها في دول الخليج توظيف الوهابية وجعلت ائمة المساجد يفتون بالجهاد، وتشجيع الشباب على التطوع والقتال نيابة عن الناتو ولم يكن وجود خطر داهم يهدد دول الخليج، الجهل والبداوة جعلت دول الخليج تدفع فاتورة حرب ليست موجهة ضدهم، في الوضع الأفغاني هناك وجود إلى الصين وروسيا وباكستان وإيران، أردوغان أوجد له موطىء قدم من خلال حزب حكمتيار، واعرب أردوغان انه يساعد الأفغان وغاية الشيخ أردوغان موطئ قدم، لكن هناك صراع قديم ما بين طالبان والحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار تقاتلوا سنوات وقتل عشرات الاف الضحايا لذلك طالبان أعلنت رفض طلب أنقرة الإبقاء على قواتها الموجودة ضمن قوات التحالف الأمريكي لغزو أفغانستان خصوصاً في مطار العاصمة، وعدّتها قوات احتلال تابعة لـ«ناتو».
بل حتى الهند ايضا لديها مصالح في أفغانستان، أفغانستان ميدان حرب لدول كبرى وإقليمية، طالبان اليوم باتت لها علاقات مع روسيا، والصين ومع دول كثيرة معادية الى امريكا، المصالح تتحكم بهذا العالم وليس الأخلاق، لذلك العالم تحكمه مصالح وفاقد للأخلاق، هناك تنافس بين باكستان والهند، والولايات المتحدة وروسيا والصين، مما يعني أن حرب الوكالة ستهدد بتوسيع النزاعات، قبل عدة أيام أمريكا أمرت ذيولها في الخليج وتم عقد مؤتمر لعلماء وهابية من باكستان وأفغانستان في اسم المصالحة، في السعودية وتم اختيار مكة لخداع الشيوخ الأفغان والباكستانيين خدمة الى امريكا، بكل الاحوال ألعاب أردوغان أمام روسيا ومعسكرها يكون مصيره الفشل.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
https://telegram.me/buratha