اعتبرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أنه لا يمكن تجنب سباق الأسلحة النووية دون "تدخل قوي"، في ظل الاستثمار المتصاعد للصين والولايات المتحدة وروسيا في أنظمة الصواريخ والدفاع الصاروخي.
وأضافت الصحيفة في تحليل نشرته الأربعاء، أنه "توجد تفسيرات متضاربة للأنباء التي تقول إن الصين اختبرت صاروخا خاصا جديدا طويل المدى، قادرا على حمل رأس نووي".
وبحسب التحليل الذي كتبته لورا جريجو، زميلة الأمن النووي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، "قال مسؤولون أمريكيون إن هذا جزء من نظام القصف المداري الجزئي، المعروف باسم FOBS، والذي يمكن أن يدور حول فلك الأرض، ثم ينفصل منه جزء يستطيع استهداف هدف أرضي".
ولفتت الصحيفة، إلى "رفض وزارة الخارجية الصينية هذا التفسير، ووصفت التجربة بأنها مجرد اختبار لتكنولوجيا فضاء يتم إعادة استخدامها".
وتابعت: "ربما تكون التفاصيل غامضة، ولكن هناك أشياء قليلة واضحة. الأولى أنه لا يوجد أي شيء من تلك التقنيات جديد، ويجب ألا يكون هناك أي شعور بالمفاجأة أن الصين نجحت في امتلاكها، والثاني أن الترسانة النووية الصينية لا تزال أصغر كثيراً من نظيرتيها الأمريكية والروسية، إلا أن بكين في نفس الوقت تمضي قدماً نحو جعل ترسانتها النووية أكبر وأكثر تقدما".
ورأت الصحيفة، أن "هناك سباق تسلح نووي قائما بالفعل الآن، في غياب أي جهد جاد بما يكفي لإيقافه".
وتساءلت حول السبب الذي "يدفع الصين لبناء أنظمة جديدة للأسلحة النووية، وتحديث أسلحتها، بعد عقود من الاحتفاظ بترسانة أسلحة متواضعة الحجم".
وقالت الصحيفة، إن "أحد الدوافع الأساسية هو أن تبعث برسالة إلى الولايات المتحدة، غير المقتنعة أنها عرضة للانتقام النووي الصيني، أنه رغم الاستثمارات الهائلة في الدفاعات الصاروخية، تم تصميم العديد من التقنيات في الصين، بما في ذلك تلك الوسائل، التي يُعتقد أنها اختبرت هذا الصيف، للتغلب على مثل هذه الدفاعات أو تجاوزها".
وأردفت: "من حيث الظاهر، تهدف جهود الدفاع الصاروخي الإستراتيجي الأمريكية، إلى الدفاع عن الولايات المتحدة ضد ترسانة كوريا الشمالية الأصغر، والأقل تطورا من الصواريخ بعيدة المدى، إضافة إلى الأسلحة المستقبلية المحتملة في إيران".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "رغم عقود من الجهد وإنفاق عشرات المليارات من الدولارات لتطوير الدفاعات الأمريكية، فقد أحرزت تقدما محدودا، حيث يمكن للصواريخ الصينية الحالية التغلب بسهولة على مثل هذه الدفاعات".
واستطردت: "إذا لم يكن هناك تدخل فوري وجاد، فإن هذا سيؤدي إلى تراكم مكلف وخطير للهجوم والدفاع على الصعيد النووي، وسوف يكون هناك سباق تسلح، يبدو أن كل من الولايات المتحدة والصين وروسيا على استعداد للمشاركة فيه، فكل من هذه الدول تقوم بتحديث ترسانتها بتكلفة كبيرة".
وختمت الصحيفة: "تعمل روسيا على تطوير عدد من الأنظمة النووية الهجومية الجديدة، والتي تملك أيضاً القدرة على التغلب على الدفاعات الصاروخية أو تجنبها، كما تعمل بريطانيا وفرنسا، اللتان تمتلكان قدرات نووية أصغر بكثير، بتحديث التقنية النووية".
https://telegram.me/buratha