نشرت وكالة غريبة تقريرا مفصلا ادعت من خلاله أن الصين استطاعت "تطويق أمريكا نوويا" معتبرة أن هذه العملية تنم عن وجود "مؤامرة" تنفذها بكين بهدف تقويض قدرات واشنطن.
وقعت الصين اتفاقية جديدة مع قادة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تنص على تعميق العلاقات في جميع المجالات المجتمعية، حيث شبه بعض المعارضين لسياسات بكين هذه الاتفاقيات الشاملة بـ"مؤامرة للاستيلاء على المنطقة".
الاستيلاء على الفناء الخلفي لأمريكا
وبحسب التقرير المفصل المنشور في مجلة "ديلي ميل" البريطانية، التي اعتبرت فيه أن الصين تنفذ "مؤامرة للاستيلاء على أمريكا اللاتينية"، من خلال توقيع بكين صفقة جديدة لمشاركة التكنولوجيا النووية من بعض الدول، وبناء شبكات اتصالات من الجيل الخامس، وتطوير برامج الفضاء، وضخ قروض رخيصة في "الفناء الخلفي" لأمريكا الأمر الذي يشكل "تهديدا متزايدا لأمريكا".
وكجزء من الصفقة، التزمت بكين بتزويد المنطقة بالتكنولوجيا النووية "المدنية"، والمساعدة في تطوير برامج فضائية "سلمية" ، وبناء شبكات الجيل الخامس "5G " من النوع الذي "تحذر واشنطن من أنه سيتم استخدامه للتجسس على الناس"، بحسب المزاعم، حيث تم ضخ هذه التقنيات وغيرها بثمن بخس، وعن طريق قروض وتمويل "خطط التنمية".
وبحسب "ديلي ميل" تنفذ بكين هذه العملية عن طريق مجموعة عقود واستثمارات ومشاريع تنموية صينية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والتي شهدت ضخ مئات المليارات من الدولارات في المنطقة لبناء البنية التحتية الحيوية مثل الموانئ والطرق ومحطات الطاقة فيما يعتقد البعض أنها "محاولة لكسب المزيد من القوة والنفوذ في الفناء الخلفي لأمريكا".
الاتفاق الذي تم التوقيع عليه رسميا الشهر الماضي حمل عنوان "خطة العمل المشتركة للتعاون في المجالات الرئيسية" بين الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وهو تحالف من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي يشمل جميع دول المنطقة تقريبًا بما في ذلك اللاعبين الرئيسيين مثل البرازيل والأرجنتين، وكولومبيا وفنزويلا وأوروغواي وشيلي.
"أدمغة البنتاغون" قلقة من توسع بكين
وبحسب المصادر، فإنه على الرغم من أن معظم بنود الاتفاقيات تبدو طبيعية، لكن بعضها سيجعل "الأدمغة في البنتاغون تقف للتفكير مليا بما يحدث"، خصوصا بسبب بند ينص على الالتزام بتبادل التكنولوجيا النووية وتعزيز "المشاريع العملية ذات الصلة" بما في ذلك تدريب العلماء النوويين من أجل "الاستفادة من المزايا التي توفرها التكنولوجيا النووية والطاقة النووية".
ونوهت المصادر إلى أن الاتفاقيات حددت الاستخدامات النووية بالسلمية حصرا بل ألزمت الأطراف بالسعي إلى "نزع السلاح النووي"، لكنها "ستثير قلقا شبه مؤكد لأن التكنولوجيا المستخدمة لتخصيب الوقود النووي يمكن إعادة استخدامها لصنع مواد تصلح لصنع الأسلحة".
ومن البنود التي تثير قلق واشنطن، البند الذي ينص على التزام الجانبان بالتعاون في "بناء البنية التحتية الأرضية" لدعم برامج الفضاء، مما يزيد من احتمال إطلاق مثل هذه التكنولوجيا أو التحكم فيها أو مراقبتها "قريبا من عتبة أمريكا".
بالإضافة إلى ذلك، تنص الاتفاقية أيضًا على وجود وتعزيز التعاون الكبير في "البنية التحتية الرقمية، ومعدات الاتصالات، وشبكات الجيل الخامس"، حيث تشن واشنطن حربا ضد بكين لمنع انتشار هذه الشبكات.
كما اتفقت الصين ودول أمريكا اللاتينية على التعاون المباشر بين جيوشها، "ظاهريا لغرض محاربة الإرهاب والقضاء على شبكات الجريمة المنظمة".
وتعهدت الصين بالمساعدة في التنقيب عن النفط والغاز، على الرغم من أن المشاريع الخضراء ستعطى الأولوية على الوقود الأحفوري.
التعهد الأخير الذي قد يكون مصدر قلق هو بناء ما يسمى بـ "معاهد كونفوشيوس"، وهي مدارس وبرامج تعليمية تهدف إلى تعليم اللغة والثقافة الصينية، حيث اتهمت بنشر معلومات كاذبة ودعاية حكومية صينية، حيث اعتبرت واشنطن أن هذا المعهد مؤسسة صينية حكومية مسيطر عليها من الصين.
اعتبر التقرير أن هذه الاتفاقيات تمنح الصين "النفوذ الذي ستستخدمه للحصول على بصمتها الخاصة في المسرح الدولي، عن طريق كسب المزيد من الأصوات في الأمم المتحدة وعزل أعدائها.
https://telegram.me/buratha