يعكف الباحثون حول العالم على تطوير جيل جديد من لقاحات كورونا، على شكل بخاخات الأنف كبديل للقاحات الشائعة التي تؤخذ عن طريق الحقن، ويمكن للقاح البخاخ أن ينتج رد فعل مناعياً في الشعب الهوائية عن طريق محاكاة العدوى الطبيعية بفيروس تنفسي.
وهذا النوع من اللقاح ليس بالشيء الجديد، ففي كل عام يتم تحصين حوالي 3 ملايين طفل في المملكة المتحدة ضد الأنفلونزا باستخدام لقاح موهن، ويأتي أيضًا على شكل بخاخ للأنف.
ويعتقد العلماء أن اللقاحات الموهنة لـ"كورونا"، يمكن أن تكون أكثر فعالية من العديد من اللقاحات في التجارب التي تستهدف بدلاً من ذلك بروتينًا محددًا، بروتين "سبايك"الموجود على سطح فيروس كورونا وتستخدم هذه اللقاحات جزيئات جينية من هذا البروتين لتحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة، والتي تبحث عن البروتين في الدم وتدمره.
ويبدو أن ذلك سيعتبر البديل المثالي لكل من يعاني من عدم الراحة والخوف من الحقن.
وقد كشف ألكسندر جينتسبيرج، مدير مركز جماليا Gamalya، أن لقاح كورونا على شكل بخاخ بالأنف سيتم تسويقه خلال من 3-4 أشهر، موضحا، إنه سيكون فعالًا ضد سلالة فيروس كورونا اوميكرون.
وأضاف ألكسندر جينتسبيرج مدير مركز جماليا لوكالة تاس، أن لقاح الأنف ضد عدوى فيروس كورونا الجديد سيكون متداولا للمدنيين الروس في غضون من 3-4 أشهر، موضحا أنه سيكون فعالًا ضد سلالة فيروس أوميكرون الجديدة، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة تاس الروسية.
وأوضح، أن "الاختبارات المعملية تظهر أن لقاح فيروس كورونا سبوتنيك Sputnik V يقي من سلالة اوميكرون في شكل الحقن العادي، وسيكون بالتأكيد فعالًا في شكل الأنف".
ووفقا لما ذكرته وكالة تاس الروسية، أصدرت وزارة الصحة الروسية تفويضًا بالموافقة لمركز جماليا بالمرحلة الثانية من التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا على شكل بخاخ للأنف.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة بحسب "بوابة الأهرام": إن العالم بحاجة لتدخلات طبية جديدة ترفع المناعة المجتمعية لسكان العالم، مع ابتكار طرق جديدة سهلة التطبيق للتطعيم بعيداً عن الحقن خطوة بارقة ستزيد من إقبال المواطنين في العالم كله على التطعيم، وتوفر نفقات الحقن والعمالة المطلوبة للقيام بالتطعيم .
وتجرى العديد من الأبحاث في اليابان وروسيا وأمريكا على لقاحات جديدة ضد فيروس كورونا في شكل بخاخات للأنف في خطوة للاستغناء عن تطعيمات الحقن في المستقبل القريب.
كما يمكن استنشاق اللقاح عن طريق الأنف، وبذلك يمكن تحفيز المناعة ضد فيروس كورونا وإنتاج أجسام مناعية مضادة للفيروس.
وأوضح بدران من المتوقع أن يستخدم بخاخ لقاح كورونا الأنفي كجرعة معززة في المستقبل، لافتاً أن الأنف بوابة هامة لتنشيط استجابة مناعية فعالة ضد المتضادات المستنشقة بما في ذلك إنتاج مضادات أجسام مناعية و إنتاج خلايا مناعية، تفتك بالفيروسات وخلايا مصنعة لمضادات الأجسام ضد الفيروسات الغازية.
وتابع: هناك شبكة منتشرة من الخلايا المناعية تشترك مع كافة الأسطح المخاطية في الجسم شاملة الفم و تجاويف الأنف و الجهاز التنفسي والأمعاء والمسالك البولية والتناسلية.
وتتميز الأغشية المخاطية التي تغطي أسطح التجاويف والمجارى الهوائية والتناسلية بآليات تطهير ميكانيكية وكيميائية قوية تعمل على التخلص من معظم المواد الغريبة وصدها، بالإضافة إلى ذلك يحمي جهاز المناعة المتخصص للغاية هذه الأسطح المخاطية ، وبالتالي أيضًا الجزء الداخلي من الجسم من العدوى.
وأضاف، أما في البالغين الطبيعيين يساهم هذا الجهاز المناعي المحلي في توفير 80% من جميع الخلايا المناعية في الجسم.
كما أن سهولة الوصول لهذه الأماكن بصورة غير مباشرة عن طريق الأنف ميزة مناعية تجعل اللقاحات الأنفية أعلى في المزايا المناعية والوقائية من تطعيمات الإبر مما يجعل الغشاء المخاطي للأنف مرشحًا جيدًا لتطوير اللقاحات في المستقبل.
ونوّه بدران أن المسار الأنفي يمتلك إمكانات ممتازة للتطعيم بسبب الجهاز المناعي المنظم للغشاء المخاطي للأنف.المساحة السطحية لتجويف الأنف حوالي 160 سم مربع، وهى مساحة كبيرة تسمح للمناعة المخاطية بالعمل ضد الفيروسات عند أول بوابة تطرقها لدخول الجسم.
كما أن اللقاح الأنفي يحفز استجابة مناعية واسعة، وإنتاج أجسام مناعية في الدم والأغشية المخاطية مع استجابات الخلايا التائية المناعية في الغشاء المخاطي للأنف لمنع العدوى.
وأكد بدران أن الأمل في لقاحات مخاطية ضد مجموعة متنوعة من مسببات الأمراض الميكروبية، حيث إن اللقاحات الأنفية شكل واعد من أشكال التعديل المناعي لعلاج أمراض الحساسية والعدوى.
https://telegram.me/buratha