نعيم الهاشمي الخفاجي ||
مايحدث الان في أوكرانيا هو حرب عالمية مابين الناتو وروسيا على الأرض الاوكرانية، استعملت دول الناتو كل ماب مابوسعها من فرض عقوبات اقتصادية ومصادرة أموال المواطنين الروس المودعة في البنوك الغربية، وتم مقاطعة حتى القطط الروسية، ووصلت المقاطعة لطرد الطلاب الروس من غالبية الجامعات الغربية، العقوبات على روسيا مثل مقاطعة البنوك لاتؤثر على روسيا، وإنما الشيء الذي يؤثر على روسيا مقاطعة الغاز والبترول الروسي، هذه المقاطعة تجعل روسيا تخسر السوق الاوربية الاقتصادية، لكن بلا شك رخص الغاز والبترول الروسي ايضا يسبب خسارة كبيرة إلى الاوروبيين الذين يضطرون لشراء غاز وبترول في اسعار مضاعفة عن اسعار الغاز والبترول الروسي.
اهمية البترول العربي والشرق الأوسطي باتت غير مهمة لو قورنت بحقبة السبعينات والثمانينيات من القرن الماضي، كان النفط العربي والخليجي يمثل نسبة ٧٥% من الطاقة بالعالم اما الآن كل بترول الخليج وإيران والعراق وشمال أفريقيا لاتساوي سوى نسبة ٢٥% من الطاقة بالعالم، أمريكا الان باتت دولة مصدرة للغاز والبترول، بحقبة ترامب طلب من أوروبا التوقف عن استيراد البترول والغاز الروسي وشراء البترول والغاز الامريكي، لكن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا رفضت العرض الترامبي السخي لأنها تدرك حجم المشاكل التي ربما تحدث مع روسيا.
البترول والغاز العربي يباع إلى الصين والهند بشكل خاص، لذلك روسيا قبل سنتين اتجهت نحو السوق الصينية والهندية، ووقع الرئيس الروسي بوتين اتفاقات استراتيجية مع الصين والهند، وحسب الاتفاقية الروسية الصينية فقد بدء مد خطوط أنابيب نفط والغاز الروسي إلى الصين، وهذا يعني بدء تحويل الطاقة الروسية من أوروبا إلى آسيا، وهذا ما كان يطلبه الأسيويون بأسعار منخفضة للطاقة كي تكون هناك إمكانية تنافس مع المنتج الغربي، حسب الأخبار المتداولة القيادة الروسية تعطي أسعار تفصيلية إلى الصين والهند، اكيد وجود أسعار تفصيلية يجعل الصين والهند تشتري البترول والغاز الروسي، قبل عدة ايام وسائل الإعلام الروسية ذكرت ان الرئيس بوتين أمر في المباشرة في مد أنابيب البترول والغاز الروسي إلى الصين، وإن الخط الجديد الذي أعلنت عنه روسيا سوف يصل من حقول سيبيريا إلى الصين في غضون 3 سنوات، وينقل 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويا إلى الصين، مع توقعات لامتداده إلى الهند، دول الخليج تمد أوروبا بالبترول والغاز لكن تخسر السوق الصينية والهندية، لذلك سوف تخسر، بل أكبر المتضررين من بيع روسيا للغاز والبترول إلى الصين هي (دويلة قطر) حيث ستنخفض حصتها من الغاز للسوق الأسيوية نظرا لتكلفة نقل الغاز المُسال الضخمة، لكن القيم والمبادىء لدى روسيا تختلف عن قيم عربان الخليج طوال قرن من الزمان عملوا على تخفيض أسعار البترول خدمة إلى أمريكا وضد السوفيت سابقا وروسيا الحالية، لذلك روسيا تواصلت مع السعودية وباقي دول الخليج طمىنتهم في ضمان عدم تأثر حصص النفط العربية إلى الصين والهند، يعني روسيا بهذه الطريقة تفتح الطريق لدول البداوة في تغير موقفها والتوجه نحو روسيا والصين، رغم ان حكام البداوة الوهابية ينفذون اطماع دول الاستعمار، لكن دول العالم تحكمها المصالح، لأن دول الخليج أيضا تبقى سوق استهلاكية للمنتجات الصينية والروسية، نعم هناك بوادر تغييركبير سيحدث للعالم خلال السنوات المقبلة، شيء طبيعي يشهد العالم صعود اقتصاديات وهبوط أخرى، وتغير الدول في شراء الغاز والبترول رغم ان هناك توجه عالمي نحو الطاقة البديلة المستدامة، الازمة الاوكرانية صراع مابين الناتو وروسيا ولابد أن تتفق الدول الكبرى الخمسة على اتفاق تقاسم النفوذ لتجنب وقوع حرب نووية، بوتين بكل الأحوال لايقبل بالهزيمة ابدا، لذلك على الناتو القبول بتقاسم النفوذ وتقسيم الدول الشرق الاوسطية وأفريقيا ودول العالم الثالث مابين الدول الخمسة الكبرى، نحن العرب مبي مبيوعين ومحلوبين وخارج الحسابات الدولية مابين الدول الكبرى، دول الخليج تبقى ابقار حلوبة إلى ترامب، لكن الدول العربية التي كانت محسوبة على السوفيت مثل ليبيا والجزائر وسوريا والعراق وتونس واليمن تعود إلى المعسكر الروسي الصيني.
في حالة وصول اتفاقية مابين الناتو وروسيا وتتوقف حرب أوكرانيا وعقد اتفاقية سلام، اكيد الأوضاع تعاد إلى وضعها السابق وخاصة (ألمانيا والمجر) هم أقرب دول أوروبا الغربية والوسطى للروس، إذا تم توصل إلى اتفاق سلام مابين روسيا والناتو يكون من يوقف الصراع ألمانيا والمجر بشكل خاص، ألمانيا والمجر ابقت خطوط تواصل مع روسيا، وسوف يحدث اتفاق السلام عن طريقهم.
طوال العقود الماضية كانت الصين تصدر بضائع لامريكا واوروبا ومن ثم تحتفظ بفائض التصدير من اموال في البنوك الغربية.
وطوال هذه الفترة كان الغرب يشتري المنتجات الصينية باستخدام الأموال الصينية الموجودة في البنوك الغربية، بعد أحداث أوكرانيا اكيد الصين وروسيا وحتى الدول الأخرى في العالم سوف تجد وسيلة بالتعامل التجاري وعدم وضع الأموال في البنوك الغربية حتى لايتم مصادرتها وتتعرض للعقارات…..الخ.
وضع أموال الصين وروسيا والبلدان الأخرى في البنوك الغربية يعني تبقى تلك الدول تعمل سخره وبفضل اموالهم الموجودة في البنوك الغربية لصالح تعزيز رفاهية الغرب.
بعد سقوط نظام الشاه كانت لدى إيران عشرة مليارات دولار في البنوك الأمريكية والغربية وبعد مضي ٤٢ سنة الأموال الإيرانية لازالت مجمدة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
18/4/2022
ـــــــ
https://telegram.me/buratha