رفض الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا الاستقالة التي قدّمها، الخميس، رئيس الوزراء ماريو دراغي، وسط أزمة سياسية يحذر خبراء من أنها قد تدفع بثالث أكبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو إلى انتخابات عامة مبكرة.
وأعلنت الرئاسة الإيطالية أن ماتاريلا "لم يقبل الاستقالة، ودعا رئيس الوزراء إلى المثول أمام البرلمان (...) بغية إجراء تقييم للوضع" الناجم عن مقاطعة حركة "خمس نجوم" المنضوية في الائتلاف الحاكم جلسة تصويت على الثقة بالحكومة في مجلس الشيوخ.
وفي وقت سابق الخميس، قال ماريو دراغي خلال جلسة للحكومة: "أود أن أعلن أنني سأقدم هذا المساء استقالتي إلى الرئيس"، مضيفا أن الشروط اللازمة لاستمرار الائتلاف الحكومي "لم تعد قائمة".
كما اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي أن "ميثاق الثقة الذي تقوم عليه الحكومة لم يعد موجودا"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وكان زعيم حركة "خمس نجوم" جوزيبي كونتي قد أعلن الأربعاء أن أعضاء مجلس الشيوخ من حزبه لن يشاركوا في جلسة التصويت على الثقة الذي طلبته في البداية السلطة التنفيذية.
وحازت الحكومة الثقة في التصويت الذي أجري الخميس، لكن دراغي سبق أن حذّر مرارا من أنه لن يبقى في رئاسة الحكومة من دون دعم الحركة.
ويضم الائتلاف الحكومي كل القوى السياسية الممثلة في البرلمان باستثناء حزب "فراتيلي ديتاليا" اليميني المتطرف.
يشار إلى أنه إذا لم يتم حل هذه الأزمة على وجه السرعة، يحق لماتاريلا أن يحل البرلمان، ممهدا الطريق امام إجراء انتخابات في وقت مبكر من سبتمبر المقبل.
وكان دراغي قد تولى رئاسة حكومة "وحدة وطنية" في مطلع العام 2021 مهمتها التصدي للجائحة والأزمة الاقتصادية التي نجمت عنها. لكن رئيس الوزراء يعتبر أن حكومته من دون دعم "خمس نجوم" تصبح "سياسية" وهو ما لا يدخل ضمن التفويض المعطى له لرئاسة الحكومة.
وقال الخميس "لطالما قلت منذ خطاب التنصيب الذي ألقيته في البرلمان أن الحكومة ستبقى قائمة فقط في حال تمتعت برؤية واضحة لتحقيق البرنامج الحكومي الذي منحت القوى السياسية ثقتها على أساسه".
وفازت "خمس نجوم" في الانتخابات التشريعية الأخيرة في 2018 بحصولها على 32 بالمئة من الأصوات وأغلبية نسبية في البرلمان، ولم تكفّ منذ ذلك الحين عن التراجع في نوايا التصويت ولا تتجاوز نسبة التأييد لها اليوم 10 أو 11 بالمئة. وقد انسحب منها عدد من النواب.
وانشق ثلث نوابها - حوالي 50 نائبا - وتبعوا زعيم الحركة السابق وزير الخارجية الحالي لويجي دي مايو الذي أنشأ مؤخرا حزبه الخاص "معا من أجل المستقبل".
https://telegram.me/buratha