نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي ||
الشعوب دائما تعشق القائد الذي يستمد قوته من شعبه، بل الجماهير اذا عشقت زعيم تقوم في تأليهه وتستعد أن تضحي بكل ماتملك من أجل الدفاع عن الرمز والزعيم، اردوغان نجح من خلال كسبه للجماهير مستغلا مواقف العسكر والعلمانيين المبالغة في كره ومحاربة الحجاب الإسلامي والتدين، الامام الخميني رض استمد قوته من الجماهير وحتى عندما وصل للقيادة اتبع أسلوب استفتاء الشعب على التصويت على الدستور وعلى اسم الدولة هل إيران أم الجمهورية الإسلامية، صوت غالبية الشعب في اختيار الجمهورية الإسلامية.
الزعيم الباكستاني عمران خان رغم انه نشأ في بريطانيا ويفترض أن يكون بريطانيا وغربيا لكنه رفض الوصاية على بلاده، عمران خان حفيد لعائلة لها تاريخ في إقامة دول بالهند وفي باكستان من الشيعة الإسماعيلية البهرا، فهو ليس نكرة أو أتت به الصدفة والظروف، انتخب رئيسا لوزراء باكستان حاول الغرب وادواته من ساسة الأحزاب الباكستانية زج باكستان بصراع الناتو مع روسيا في حرب أوكرانيا وتم إسقاط حكومة عمران خان، لكن خان لم يستسلم بل صارح شعبه وطلب منهم المساعدة، خرجت الملايين لإعادة عمران خان لكن بما ان باكستان تحكم بنظام برلماني يعتمد على نتائج الصندوق الانتخابي، لذلك فضل الحل من خلال الانتخابات، أجريت يوم الأحد الماضي انتخابات في البنجاب، شملت الانتخابات الفرعية انتخاب 20 نائبا محليا جديدا، إن الانتخابات كانت بمثابة اختبار لشعبية نجم "الكريكيت" الدولي السابق الذي أطيح بحكومته جراء تصويت على حجب الثقة في أبريل الماضي، وفاز حزب عمران، حركة الإنصاف بـ15 مقعدا، فيما لم يحصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف إلا على أربعة مقاعد، رغم دعم دول الخليج بمليارات الدولارات لحزب الرابطة. وفاز في المقعد الأخير مرشح مستقل. وينظر إلى انتخابات يوم الأحد الماضي على أنها، مؤشر للانتخابات التشريعية الوطنية التي من المقرر أن تنظم في أكتوبر من العام المقبل، إلا أن عمران خان يطالب بانتخابات مبكرة منذ الاطاحة بحكومته، وغرد خان في يوم الاثنين بعد صدور النتائج في ولاية بنجاب، قائلا: "السبيل الوحيد للمضي قدما بعد الآن يقوم على إجراء انتخابات حرة وشفافة، وكل سبيل آخر سيؤدي إلى مزيد من عدم اليقين السياسي والمزيد من الفوضى الاقتصادية.
ونظم رئيس الوزراء الباكستاني السابق، منذ خروجه من سدة الحكم، تجمعات استقطبت ملايين الناس، وألقى خطبا طويلة أكد فيها أن مؤامرة تقودها الولايات المتحدة فرضت الحكومة الحالية.
ويحمل خان الحكومة المحلية مسؤولية الارتفاع الكبير في التضخم، الدول الغربية سارعت إلى عمل اتفاق في الأسبوع الماضي مع صندوق النقد الدولي لتنفيذ خطة المساعدة البالغة قيمتها 7.2 مليارات دولار للحكومة الباكستانية الحالية لعل ذلك يعيد الشعبية إلى الحكومة الحالية والتي يؤل مصيرها إلى السقوط سواء في الانتخابات المبكرة أو في الانتخابات القادمة في العام القادم، استطاع حزب الإنصاف بزعامة عمران خان اكتساح الانتخابات في البنجاب، أكبر الأقاليم الباكستانية سكانا وأكثرها تأثيرها في المشهد السياسي، حيث يمتلك هذا الإقليم أكثر من نصف مقاعد البرلمان، وتكون الفرصة سانحة للفائز في انتخاباته المحلية لتشكيل الحكومة الفدرالية لاحقا، للعلم البنجاب تعتبر المعقل الرئيسي لحزب الرابطة الإسلامية بزعامة شريف، بقية الأقاليم تكون مؤيدة بشكل كبير للسيد عمران خان.
عمران خان عائد إلى رئاسة الحكومة وبدعم شعبي كبير يؤسس إلى إعادة باكستان في مكانها الطبيعي بالمشاركة في النظام العالمي.
كل ساسة العالم الناجحين كسبوا الجماهير إلا وضعنا الشيعي العراقي، يجيد الكثير من ساستنا التلاعب بالألفاظ، عندما تشاهد محلل فاشل ليل نهار يلغي في محطات احزابنا الفاشلة وهو يتمنطق ويتكلم وفق عقلية مدرسته البعثية مدرسة العبودية والذل ويقول عندما يطالب ابناء الاقليات بحقوق المكون بدلا من حقوق المواطنة فإن ذلك يمثل واحدا من دلالات الفشل في أداء القوى الشيعية.
ألم تكن أنت عضو في مجلس النواب وشغلت منصب مهم في حزب تأسس بعد عام ٢٠٠٣ للكسب المادي فلماذا لا تكون مثل عمران خان الذي قلب الشعب الباكستاني وجعل الغالبية من الشعب تلتف حوله، يا اخي بدل هذا الخرط والسوك كان الأجدر بك تقول ان العراق يعاني من صراع قومي مذهبي منذ عام ١٩٢١ ونحتاج حلول جذرية تنهي هذا الخلاف وبعدها يعم الأمن والسلام وتتحصن الجبهة الداخلية ويتم قطع دابر التدخلات الخارجية وتعم حقوق المواطنة، يا مسخ متى أحزاب الشيعة حكمت البلد، شو حكومات محاصصاتية مع أعداء العملية السياسية وواجهات العصابات البعثية الوهابية، لا تجلد ذاتك يا ممسوخ،
خلافات المكون الأكبر سبب كل الكوارث، العراق يتكون من ثلاث مكونات تعاني من صراعات قومية مذهبية مستدامة، الشيعة هم المكَوِن الأكبر في العراق، لذلك المكون الأكبر يملك كل مقومات ونقاط القوة، إذا كان هناك مشروع سياسي يجمع قادة المكون فهذا المشروع والاتفاق عليه يكون عامل استقرار لشركائنا بالوطن، وإذا دب التشرذم والصراعات البينية بين ساسة المكون الشيعي يفتح شهية شركاء الوطن من فلول بعث وهابي للعودة إلى امجادهم البائسة وايضا يعطي ساسة الشريك الكوردي في المطالبة في مطالبات ربما تكون خارج المعقول، إذا صلُحَ ساسة شيعة العراق ينعكس ذلك ايجابيا على الشريك السني والكوردي، وإذا عمت المشاكل بين ساسة المكون الشيعي عندها حتى المهتوك من فلول البعث يصبح رجل وشجاع، تحية تقدير واحترام إلى السيد عمران خان الذي استطاع كسب الشارع الشعبي الباكستاني، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا بساسة لديهم كرامة وشجاعة مثل شجاعة وكرامة عمران خان.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
https://telegram.me/buratha