نعيم الهاشمي الخفاجي ||
استطاع الرئيس التونسي قيس بن سعيد تحقيق أهم هدف من ثورته ضد حكم الإخوان المتمثل في حكم حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي والذي لايوصل من يتبعه إلى طريق الحق وإنما يوصله إلى طريق الظلال والهلاك، استطاع رئيس تونس إجراء الاستفتاء الدستوري، بحسب استطلاع لآراء المشاركين بالاستفتاء، أجرته مؤسسة سيجما كونساي، فإن 92.3 في المائة من ربع الناخبين المؤهلين الذين شاركوا في الاستفتاء يؤيدون الدستور الجديد.
نعم هناك نسبة عالية لم تشارك في التصويت ولم يقوموا في تحديث بطاقات الانتخاب بسبب الاحباط واليأس الذي اصاب غالبية الشعب التونسي بسبب المشاكل والاضطرابات التي خلقها راشد الغنوشي الذي تورط في تدمير الشعب السوري وسمح بشكل وآخر إلى آلاف التونسيين من النهضة المتوهبين للذهاب إلى سوريا ومن كلا الجنسين للفتك بالشعب السوري، مهمة الشباب ذبح السوريين ومهمة الفتيات لجهاد النكاح والمناكحة.
التصويت على الدستور الجديد يعني البداية بطريق طويل لإنقاذ تونس من ظلامية الإخوان واطماع أردوغان في تونس وليبيا والمغرب وبقية دول شمال افريقيا، ماحدث في تونس من فوضى، وفساد سياسي، واستهداف قيادات اليسار واغتيالهم كانت نتيجة طبيعية لسياسة الإخوان المسلمين، فرع حزب النهضة المتوهبة الظلامية التي سلكت طريق القتل والذبح وسيلة للاحتفاظ بالحكم.
الربيع العربي الذي انطلق من تونس عام 2011، واصاب الكثير من الدول العربية وعرف بالربيع العربي، هذا الربيع امتداد لخيانة شريف مكة ومفتيها عميل الاحتلال البريطاني والفرنسي الذي تسبب هذا العميل في إسقاط الدولة العثمانية بكذبة قالوا له نعطيك مملكة للعرب، النتيجة خلعوه مثل خلع الحذاء وقسموا الدول العربية إلى ٢٢ دولة حسب مزاجهم ودعموا عملاء جدد ليمكنوهم ليصبحوا رؤساء وملوك على الدول العربية لخدمة مشاريع الاستعمار في سرق ثروات العرب والمسلمين، ثورات الربيع سلكت نفس الطريق الخياني لاسلافهم من زعماء العرب المتعاونين مع الاستعمار، نعم انفرد الشيعة العرب ومعهم العلوية والدروز وبعض المسيح وجزء كبير من الفلسطينيين في مقاومة القوات البريطانية والفرنسية الغازية، وما أشبه اليوم بالبارحة تكرر المشهد ولم يرفض التطبيع والانبطاح سوى الشيعة العرب بكل مذاهبهم الجعفرية والزيدية والعلوية والاسماعيلية ومعهم جزء مسيحي ودورزي وجزء ايضا حاليا من الشعب الفلسطيني.
تونس اعدت قوتها من خلال قيس بن سعيد، انقذ الشعب التونسي من حكم الإخوان المسلمون، من يقفون ضد ثورة قيس بن سعيد في منطقتنا العربية هم حركات واحزاب الأخوان المتوهبين، من يقفون ضد بن سعيد ليسوا معارضة، بل هؤلاء كانوا أصحاب سلطة، وجربهم الشعب التونسي وسأم من تصرفاتهم، بل أصبح المواطن التونسي، مشغول بسداد فواتيره بدلاً من الانشغال بما يقوله السياسيون، أو متابعة مماحكاتهم التي عبثت بتونس حيث بات حال البلاد، ومنذ عام 2011، في تردٍ غير مسبوق.
نعم لقد ملَّ التونسيون من الوعود الإخوانية الفاشلة، من حزب النهضة الإخواني المتوهب.
طبيعة السذج من الحركات الاخوانية المتوهبة وممن على شاكلتهم لاتوجد لديهم مشاريع بناء دول، بل كل مشاريعهم هو الانتقاد والصراخ والبكاء وابرار المظلومية، لأنَّهم لا يجيدون إلا بثَّ السخط وعدم الرضا، هذا الكلام ينطبق علينا أيضا بالحالة العراقية.
المشكلة الحقيقية ان البيئة العربية جاهلة غير مؤهلة لإيجاد بيئة تخلق ساسة يفهمون ويفكرون بشكل جيد في العمل على إيجاد دساتير هي الحاكمة وليس شخص الرئيس أو الملك أو الأمير، أمة العرب من المحيط إلى الخليج عبر تاريخها محكومة من الأمم الاخرى، الاستعمار هو من صنع الحدود بين الدول العربية ودعم ومكن عملائه لحكم الدول العربية، لم يقوم الاستعمار في عمل دساتير ومؤسسات حاكمة في الدول العربية، بل لازال ابناء غالبية الدول العربية يجهل معنى المواطنة والدولة …….الخ.
ابن سعيد يقوم ببعض الإصلاحات لكنه لايقوم في تفعيل وتشريع دستور حاكم مثل الدستور الدنماركي والسويدي.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
27/7/2022