اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الأسلحة الجديدة التي وُعدت بها أوكرانيا تعد مؤشراً واضحاً على أن الغرب يستعد لعام دموي آخر في الدولة التي مزقتها الحرب، كما إنها ستساعد كييف على مواصلة تقدمها في ساحات القتال مع موسكو.
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إن توفير الحلفاء الغربيين لمدرعات مشاة أكثر تطوراً يشير إلى مدى استعدادهم إلى ردع أي هجمات روسية جديدة في الأشهر المقبلة، وذلك مع دخول الحرب مرحلة جديدة من الهجمات الأوكرانية ضد القوات الروسية.
وقالت الصحيفة إن الأسلحة الجديدة تمثل تغييرًا بالسياسة في كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، إذ إنها تقدم دعمًا أكثر فتكًا للمشاة الأوكرانيين؛ ما يشير إلى "قلق أقل" لدى تلك الدول إزاء التقدم الروسي، وتطلعها لتحقيق انتصارات أوكرانية أكثر حسماً في العام الجاري.
وفي مقابلة مع الصحيفة، قال أولريش شبيك، خبير في الشأن الألماني، إن القرار الثلاثي "يوضح حجم الدعم الغربي لأوكرانيا استعداداً لهجوم روسي محتمل في الأشهر المقبلة، مشيرًا إلى أن الغرب لن يسعى لمفاوضات سلام قريبًا وأن القرار يعكس أيضًا تغيرًا في المناخ العام بالعواصم الغربية الكبرى.
وكانت فرنسا وعدت بإرسال مركبات مدرعة من طراز "إيه إم إكس-10" المتطورة إلى أوكرانيا، كما أعلنت ألمانيا عن إرسال مركبات "ماردر"، فضلاً عن مدرعات "برادلي" الأمريكية الأكثر تطوراً. ورأت الصحيفة أن هذه الإمدادات جاءت "تتويجاً" لهجومين أوكرانيين ناجحين دفعا القوات الروسية من شمال شرق البلاد وجنوبها.
وتحت عنوان "دفعة قوية لطرد الروس"، نقلت الصحيفة عن روب لي، المحلل العسكري في "معهد أبحاث السياسة الخارجية"، قوله إن الأوكرانيين يخططون للقيام بمزيد من العمليات الهجومية ضد المواقع الروسية، "لذا فإن الحصول على مركبات قتالية مدرعة سيقربهم بشكل كبير من تحقيق هذا الهدف."
وذكرت "نيويورك تايمز" أن شحنات المركبات المدرعة تعكس أيضاً ثقة الغرب المتزايدة في القوات المسلحة الأوكرانية. وقال مسؤولون أمريكيون إن نوع المركبات والمدفعية والأسلحة المقدمة يوضح ثقة واشنطن في قدرة كييف على التدريب على المركبات المتقدمة المعقدة وتشغيلها وصيانتها بشكل فعال.
وقالت الصحيفة إن نشر مركبات "برادلي" الأمريكية قد أثار تساؤلات مرة أخرى حول سبب بطء إدارة الرئيس، جو بايدن، في إرسال أسلحة ومعدات عسكرية أخرى إلى أوكرانيا بعد أن فاجأت الأخيرة الغرب بنجاحها في ساحة المعركة وطلبت المزيد من المعدات المتقدمة.
وكانت لورا كوبر، مسؤولة السياسة البارزة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) صرحت الجمعة، بأن "هذا هو الوقت المناسب لأوكرانيا للاستفادة من قدراتها لتغيير الديناميكية في ساحة المعركة". وأضافت أنه "من منظور الصيانة والاستدامة وهذا أمر مهم حقًّا أظهر الأوكرانيون الكثير من الكفاءة في هذا الشأن".
https://telegram.me/buratha