قالت تقارير أمريكية إن كثرة الأزمات التي يواجهها الرئيس، جو بايدن، في الوقت الحالي، بما في ذلك أزمة الديون وقضية الوثائق السرية، قد تتسبب في موجة استقالات رفيعة المستوى تهدد استقرار الإدارة وفترة الرئيس الديموقراطي المقبلة.
واعتبرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" بشأن اعتزام كبير موظفي البيت الأبيض، رون كلاين، الاستقالة من منصبه، هو الأحدث في ظل التقلبات السياسية التي تضرب إدارة بايدن بشكل شبه يومي، وكان آخرها الإعلان عن كشف جديد لست وثائق سرية بمنزل الرئيس بولاية ديلاوير.
وقالت الصحيفة إنه في حال أقدم كلاين على الاستقالة، سيتسبب ذلك في إرباك خطط البيت الأبيض وتماسكه، نظراً لأن الاستقالة تأتي من مسؤول رفيع المستوى، محذرة من أن القرار قد تتبعه موجة أخرى من الاستقالات على المستوى الأدنى.
وأضافت أن كلاين (61 عاماً)، الذي قاد العامين الماضيين بما فيهما من الانتصارات والنكسات، سيصبح أول عضو في "الدائرة المقربة من بايدن" يغادر البيت الأبيض، ما يهدد إدارة كانت مستقرة بشكل ملحوظ خلال عامين من الأزمات والمعارك السياسية.
ولم تذكر "نيويورك تايمز" ما إذا كان قد تم بالفعل اختيار خليفة كلاين أو متى سيتم الإعلان عن القرار، لكنها نقلت عن مسؤولين بارزين في الإدارة أن الإعلان عن المسؤول الجديد سيأتي عقب خطاب حالة الاتحاد المقرر أن يلقيه بايدن في 7 فبراير المقبل للكشف عن جدول أعماله المقبل.
وأوضحت الصحيفة أن كلاين ترأس سلسلة من المشكلات التي استنزفت الدعم الشعبي لبايدن، بما في ذلك أزمة البطالة، والتضخم الذي وصل إلى أعلى معدل له في 40 عامًا، وارتفاع أسعار الغاز إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، وتوقف النمو الاقتصادي لبعض الوقت، وارتفاع عدد الهجرة غير الشرعية عند الحدود الجنوبية الغربية إلى مستويات قياسية.
وفي موجة أخرى من الاستقالات، قالت الصحيفة الأمريكية إنه من المتوقع أن يغادر مسؤولون آخرون البيت الأبيض بعد خطاب حالة الاتحاد، بما في ذلك برايان ديس، المستشار الاقتصادي الوطني للرئيس، وسيسيليا روس، رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن بايدن يدخل العام الجديد بمعدلات تأييد منخفضة قريبة من أدنى المستويات التي شوهدت في رئاسته، وذلك على الرغم من نجاح الحزب الديموقراطي في انتخابات التجديد النصفي والحفاظ على أغلبية مجلس الشيوخ.
وقالت إن استطلاعاً حديثاً للرأي خلص إلى أن 40% من الأمريكيين فقط يوافقون على أداء بايدن الوظيفي، مما أثار مخاوف الديمقراطيين بشأن إعلان متوقع لبايدن بشأن خوضه السباق الرئاسي في 2024.
ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين الاستراتيجيين للحزب الديموقراطي قوله: "لا أعرف ما إذا كان أي شخص لديه نسبة تأييد 40% فقط قد يفكر حتى في محاولة إعادة انتخابه.. أنت، على الأقل، تريد أن تكون أعلى بخمس أو ست نقاط".
وأرجعت تراجع التأييد لسلسلة من الأزمات التي ضربت الإدارة خلال الأيام القليلة الماضية، بما في ذلك أزمة التخلف عن سداد الديون التي قد تتسبب في أزمة عالمية، وقضية الوثائق السرية.
وأضافت أن تجاهل مساعدي بايدن للمخاوف السياسية بشأن قضية الوثائق قد زادت من الغضب الشعبي، مما كان له الأثر على نتائج الاستطلاعات.
https://telegram.me/buratha