أشارت وكالة أنباء "بلومبيرغ" الأمريكية إلى أن تصريحات بوتين الأخيرة الي تتزامن مع هجمات روسية "لا هوادة فيها" على شرق أوكرانيا، حيث تستعد قواته لشن "هجوم كبير" على المنطقة المشتعلة، بينما تنتظر كييف المزيد من الأسلحة الغربية.
وأصدر بوتين أمس الخميس "تحذيرا قاتما" بشأن قدرة بلاده على الرد، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، خاصة ألمانيا، مؤخرًا أنها ستزود أوكرانيا بعدة أنواع من الدبابات لاستخدامها في الحرب مع روسيا.
ونقلت الوكالة الإخبارية عن تقييمات غربية حديثة أن الأسابيع القليلة المقبلة ستمثل تحديًا صعبًا لأوكرانيا التي تواجه بالفعل ما يصل إلى 300 ألف جندي روسي على طول الخطوط الأمامية، مشيرة إلى أن تهديدات بوتين أمس تترك مستقبل الحرب على المحك.
وأبلغ مسؤولون أمريكيون "بلومبيرغ" أنه من غير المرجح أن يكسب أي من الجانبين المزيد من الأرض قريبًا في حرب لا تزال متعثرة للغاية، موضحين أنه من غير المرجح أيضًا أن تشن روسيا هجومًا جديدًا عبر بيلاروسيا.
وخلصت التقييمات الغربية إلى أنه في حين أن مجموعة الأسلحة التي من المقرر إرسالها لأوكرانيا في غضون أيام ستساعد الأخيرة على صد القوات الروسية، إلا أنها "ليست كافية لاسترداد أي من الأراضي التي يسيطر عليها الكرملين"، قبل الهجوم الروسي المتوقع.
وقالت التقييمات إن عددًا متزايدًا من الأسلحة الثقيلة سيتم إرسالها خلال أشهر، الأمر الذي يعني استمرار الصراع على الأقل طوال العام الجاري.
ووفقًا لـ"بلومبيرغ"، تؤكد التقييمات الغربية هذه صدى تحذيرات القادة الأوكرانيين في الأيام الأخيرة بشأن الحملة الروسية الجديدة، التي ربما تفوق حملتها الأولى من الغزو.
من جانبها، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إطالة الحرب للعام المقبل يمكن أن يخدم مصلحة روسيا، مما قد يجبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على الدخول في أي مفاوضات مستقبلية، رغم أنه حذر مرارًا أنه لن يتنازل عن شبر واحد من الأراضي الأوكرانية. وقالت إن الحرب التي ستستمر لسنوات ستعمل على تآكل الدعم الغربي لكييف.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين بارزين قولهم إن واشنطن "نصحت كييف بمجاراة الروس لكسب بعض الوقت حتى وصول الدبابات والأسلحة الأخرى".
وأضاف المسؤولون - الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم - أن بلادهم طلبت من أوكرانيا أيضًا سحب قواتها من بلدة باخموت المحاصرة بالشرق، مما يمنح روسيا نصرًا رمزيًا.
وأكد المسؤولون أن الانسحاب من باخموت لن يكون له تأثير استراتيجي كبير على الحرب.
وفي المقابل، قالت "نيويورك تايمز" إنه إذا تمكنت موسكو من الاستيلاء على باخموت، ستندفع بعد ذلك نحو سلوفيانسك وكراماتورسك، الأمر الذي يمنحها سيطرة شبه كاملة على منطقة دونباس، في خطوة حاسمة لبوتين.
وفي منطقة أخرى مشتعلة، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مدينة كراماتورسك، وهي مركز عسكري رئيسي لقوات كييف في الشرق، قد تعرضت لقصف روسي مكثف خلال الأيام الماضية، في تصعيد يكشف مدى رغبة الكرملين في السيطرة على منطقة دونباس التي تمنحه مركز قوة في أي مفاوضات مستقبلية.
وأوضحت الصحيفة أن كراماتورسك كانت هدفًا لهجمات صاروخية متكررة من قبل القوات الروسية منذ بدء الغزو، لكنها أشارت إلى أن الضربات على وسط المدينة قد تكثفت في الأسابيع الأخيرة مع تكثيف القوات الروسية لشن هجوم متوقع يهدف إلى السيطرة على منطقة دونباس بأكملها.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن السيطرة "الوشيكة" على مدينة باخموت، إلى جانب كراماتورسك أيضًا، ستكون أول انتصار عسكري كبير لموسكو منذ الصيف، على الرغم من تكلفته الباهظة في الأرواح الروسية والأوكرانية.
https://telegram.me/buratha