سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء على أزمة مؤرقة في جزء آخر من العالم، حيث وجهت كوريا الشمالية تحذيرًا شديد اللهجة أمس عندما أجرت تجربة صاروخية عابرة للقارات أثارت بها قلق جارتها الجنوبية واليابان.
وقالت الصحيفة إن بيونغ يانغ أجرت تجربة صاروخية بعيدة المدى في البحر أمس، بعد يوم من تهديدها بعمل عسكري ردًا على التدريبات العسكرية المشتركة التي تعتزم كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إجراءها في غضون أيام.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين يابانيين قولهم إن الصاروخ "يمكنه الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة"، مشيرين إلى أنه "حلق لأكثر من ساعة" قبل أن يهبط في المياه داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.
في المقابل، أدانت واشنطن التجربة الصاروخية الأخيرة، وقالت إنه في حين أن الصاروخ "لا يشكل تهديدًا فوريًا" لأراضي الولايات المتحدة أو حلفائها، فإنه "يثير التوترات بلا داع ويخاطر بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة".
ووفقاً لوزارة الدفاع اليابانية، حلق الصاروخ لمسافة 900 كيلومتر لمدة 66 دقيقة، ووصل إلى ارتفاع 5700 كيلومتر، قبل أن يسقط على بعد 200 كيلومتر غرب جزيرة أوشيما في هوكايدو، شمال اليابان. وتعد التجربة هي الأولى هذا العام بعد سلسلة تجارب غير مسبوقة أجرتها بيونغ يانغ العام الماضي.
ونقلت "الإندبندنت" عن وزير الدفاع الياباني، ياسوكازو هامادا، قوله: "بناءً على بيانات الرحلة، يبدو أن الصاروخ لديه القدرة على الطيران لمسافة تصل إلى 15 ألف كيلومتر". وأضاف أنه اعتمادًا على وزن الرأس الحربي للصاروخ، "قد يكون البر الرئيسي للولايات المتحدة داخل مدى الصاروخ".
وكانت وزارة الخارجية الكورية الشمالية قد هددت، الجمعة، برد فعل "غير مسبوق" بعد وقت قصير من إعلان كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن خطط لإجراء تدريبات نووية تهدف إلى ردع التهديدات من بيونغ يانغ.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مسؤولين عسكريين من واشنطن وسيول سيجتمعون في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الأربعاء، لإجراء مناقشات "تتعلق بسيناريوهات محددة للرد على هجمات نووية من كوريا الشمالية". وقالت وزارة الدفاع في سيول إن البلدين يخططان أيضا لتدريبات ميدانية الشهر المقبل سترتقي عن تلك التي كانت في السنوات السابقة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن بعضا من صواريخ كوريا الشمالية الجديدة قد تشمل نظامًا جديدًا مرتبطًا برغبة بيونغ يانغ في الحصول على صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب بدلاً من السائل. وأوضحوا أن الوقود الصلب سيمنح الصواريخ سهولة أكثر في التنقل على المركبات مع فرص أقل للرصد.
ووفقًا لتقرير الصحيفة البريطانية، أشارت لقطات حديثة من عرض عسكري في بيونغ يانغ الأسبوع الماضي إلى أن كوريا الشمالية لديها صواريخ باليستية عابرة للقارات أكثر من أي وقت مضى، وربما تكون قد أنشأت أيضًا وحدة عسكرية منفصلة لتشغيل صواريخها الباليستية الجديدة العابرة للقارات.
https://telegram.me/buratha