الصفحة الدولية

كندا تهتم بمصالحها وليس بالديمقراطية


 نعيم الهاشمي الخفاجي ||-

 

الدول الغربية تحكم شعوبها بطريقة حكم ديمقراطي، لكن الأنظمة الغربية الرأسمالية لاتتحرج في دعم أنظمة دكتاتورية قمعية بدوية متخلفة، الديمقراطية الغربية مخصصة للشعوب الغربية بشكل خاص.

المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي نقد ظاهرة تبني الدول الغربية في حكم شعوبها بالطرق الديمقراطية، وفي نفس الوقت تدعم دول الغرب أنظمة عربية  دكتاتورية متخلفة، تحكم بعقلية بدوية.

في مسرحية الربيع العربي تم استهداف دول عربية ذات أنظمة حكم جمهوري،  تقف أنظمتها مواقف عدائية من المشاريع الغربية، رغم أن بعض تلك الأنظمة العربية الجمهورية قد انبطحوا، لكن هذا لم يعفيهم من عملية إسقاط انظمتهم، مثل ماحدث مع معمر القذافي،  دعمت الدول  الغربية  المظاهرات بالدول العربية، بشكل انتقائي، شجعت ودعمت المظاهرات التي استهدفت أنظمة حكم عربية  لاتسير بفلك دول الغرب، الدول الغربية منعت انتقال المظاهرات المطالبة بالحريات للدول البدوية العربية التي تسير بفلك المشاريع الاستعمارية.

 السلطات السعودية قامت في عمليات قمع واضطهاد المواطنين السعوديين بطرق وحشية، أدت تلك العمليات إلى  عدد من الفتيات السعوديات إلى استراليا وكندا، السلطات السعودية اعتبرت منح لجوء سياسي أو انساني لفتيات سعوديات تدخل بالشؤون الداخلية السعودية، وتم تخفيض العلاقات الدبلوماسية.

السلطات الكندية ارتكبت خطيئة كبرى في عام، ١٩٩٧، قامت بتسليم مواطن سعودي مطلوب للسلطات السعودية اسمه ماجد الصايغ، شيعي سعودي من الشرقية بكذبة تفجيرات الخبر، التي نفذها تنظيم القاعدة الوهابي في أولى عمليات المجاميع الوهابية القاعدية في استهداف قواعد الرعايا الغربية في داخل السعودية والدول العربية والإسلامية والإفريقية، تم تسليم ماجد الصايغ رغم مطالبات منظمات حقوقية بالتحذير أن مصير ماجد الصايغ يكون الإعدام، السلطات السعودية تسلمت ماجد الصايغ ونفذت حكم الإعدام به، ولم تسلم جثته لذويه ليومنا هذا.

قبل عدة أيام تم الاعلان،  عن إعادة العلاقات الكندية السعودية، هناك حقيقة  قطع العلاقات السعودية الكندية ليست لها علاقة بالربيع العربي، لو كانت مرتبطة بالربيع لكانت قطع العلاقات  بعام ٢٠١٢، عندما تم قمع مظاهرات ابناء شرق السعودية، وإنما قطعت العلاقات بعام ٢٠١٨ بقضية لجوء الشابة السعودية الهذلول، صدرت  تصريحات رسمية كندية موجَّهة إلى الحكومة السعودية حول «الإفراج الفوري» عن مواطنين سعوديين  نشطاء حقوقيين، ومدافعين عن حقوق المرأة السعودية، كان رد السعودية بقطع العلاقات، مسؤولين وساسة ومنظمات حقوقية كندية  هاجمت تعسف النظام القضائي السعودية، بعد إعدام ٤٧ شخصاً أبرياء بحجج واهية غالبيتهم مواطنين سعوديين شيعة، المعروف أن السعودية سوق استهلاكية لمنتجات الشركات الغربية ومنها الكندية، كان حجم مبيعات الشركات الكندية يصل إلى اكثر من أربعة ملياردولار، أيضا السعودية اشترت أسلحة كندية، وتم توقيع عقد  تسليح لمدة ١٤عاماً،  السعودية ترسل آلاف من الطلاب للجامعات الأمريكية والكندية، سعر السمستر الواحد في الطب يصل إلى خمسين ألف دولار، بعد قطع العلاقات الكندية السعودية، كان يوجد ١٦٠٠٠ طالب سعودي في كندا، الحكومة السعودية  طلبت من الطلبة مغادرة كندا واستكمال دراستهم في بلدان أخرى، أو عودتهم لبلدهم، الطلاب قبل دخولهم للجامعات يوقعون عقد بدفع التكاليف، بكل الاحوال السعودية دفعت الأموال للجامعات بشكل كامل، وقامت بنقلهم إلى أمريكا وايضا دفعت أموال استكمال دراستهم بالجامعات الأمريكية.

بتلك الحقبة، وزيرة خارجية السويد انتقدت النظام السعودي في اجتماع حقوق الإنسان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، السعودية استدعت سفيرها، والبحرين تضامنت مع السعودية، بسحب سفيرها، النتيجة الاتحاد الأوروبي هدد السعودية والبحرين، باليوم التالي أعادت السعودية ومعها البحرين سفيريهم إلى السويد بروح رياضية.

بكل الاحوال، ما رأينا من مصالحات بالخليج والشرق الاوسط، كان بسبب الصين، التي باتت المشتري الرئيسي إلى بترول السعودية والإمارات وقطر وإيران والعراق والجزائر وليبيا.

بسبب علاقات السعودية مع الصين،  أعادت السعودية علاقتها مع سوريا، وايران، وكذلك مع تركيا، وأوقفت حرب اليمن واضطرت للتفاوض مع الحوثيين الذين كانت تصفهم في الفرس، المصالحات امر ضروري ومهم ومفيد لكل شعوب الخليج والشرق الأوسط والعالم،  حالة السلم والتهدئة يجلب الأمن والاستقرار وتطور الاقتصاد، أفضل مليون مرة من الحروب والخصومات والتشرذم،  رفض الآخر لا يمكن انهائه، لذلك المنطق والعقل يقول تعزيز الأمن والاستقرار يجلب التطور الاقتصادي والعيش الرغيد لكل شعوب المنطقة والعالم.

الواقع الجغرافي جعل السعودية والعراق وقطر والإمارات والبحرين وإيران جيران مع بعض، ومهما دارت حروب مذهبية، الشيعة والسنة باقون، لذلك من الأفضل والمهم أن تتظافر الجهود للتصالح والتعاون والعمل على تعزيز الاستقرار وإيجاد بيئة صالحة في بناء البنى التحتية والاهتمام  بالجانب الاقتصادي والصناعي لرفاهية الشعوب ورقيها.

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

31/5/2023

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك