نعيم الهاشمي الخفاجي ||
في عام ٢٠٢٠ توصل الامريكان إلى اتفاق مع طالبان وبدأت قواتهم بالانسحاب، وطالبان بدأت بالسيطرة على المناطق التي انسحب منها الجنود الامريكان، مشاكل الشعب الأفغاني مستوردة من خارج البلاد، بريطانيا احتلت أفغانستان عام ١٨٧٩ واسست نظام فاسد وعميل، قبل اعلان الحرب العالمية الأولى، وكان الهدف من ذلك البدء في عملية رسم حدود دول الشرق الأدنى ودول الشرق الأوسط.
بينما المغفلين المضحوك عليهم العرب بكل عصر وزمان كانوا يعتقدون أن ثمن خيانتهم في إسقاط الدولة العثمانية، يقوم المستعمر البريطاني والفرنسي يهب إليهم مملكة للعرب بقيادة الخائن العميل مفتي مكة اللاشريف علي، سفاهة العرب عبر التاريخ بقياداتهم الدينية والسياسية، وإلا مفتي مكة كان موظف لدى الدولة العثمانية، بل اسياده الأتراك يحضرون له الفتيات ليقوم في نكحهن، لذلك معظم عائلة شريف مكة يتكلمون لغة تركية، الخليفة العثماني يهب نساء تركيات إلى شريف مكة وأقاربه للنكاح، فهو مستفيد جنسيا، لكن عندما خان مفتي مكة الدولة العثمانية، حدث العكس بشكل تام، حيث قام المستعمر البريطاني والفرنسي في نكح شريف مكة واذلاله، بل حتى بنته أو حفيدته الأميرة عزة نكحها طباخ إيطالي وفق الشريعة المسيحية، ياله من عار، وذل وانحطاط.
بسبب صراعات المعسكر الغربي والشرقي، بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وبعد سقوط نظام شاه ايران، وفقدان المعسكرين الغربي والشرقي ايران، حاول السوفييت احتلال أفغانستان لتوسيع حدودهم في اتجاه باكستان التي كانت ضمن النفوذ الغربي، والهند بذلك الوقت تحت النفوذ السوفياتي.
لكن أمريكا قاتلت السوفيت من خلال الوهابية والمال الخليجي، بعد أن روجت كذبة، أن الجيوش السوفياتية تريد الوصول إلى المياه الدافئة للخليج، أصاب زعماء دول الرجعية العربية الخليجية اسهال شديد مصحبوب في الام الدزنتري شديد، تسبب بنزف دموي شديد، أمريكا قاتلت السوفيت ببهائم الوهابية وفي أموال بترول الخليج.
بعد استنزاف السوفيت، ووصول عميل الماسونية ميخائيل غورباتشوف لزعامة السوفيت، أطلق مشروع إصلاحي هيكل حلف وارشو وبعدها هيكل السوفيت وألغى الشيوعية ومنح الناتو نصر مهم وتاريخي بدون قتال.
انتهت أهمية أفغانستان، لكن العصابات الوهابية بطبيعتها تكفر كل من هب ودب، وبسبب غزو صدام الجرذ الهالك للكويت، تمردت الحركات الاخوانية الوهابية على السعودية، وتم تأسيس حركات إرهابية برعاية طالبان لمهاجمة أمريكا والمصالح الغربية بكل دول العالم، وتم التخطيط من أفغانستان لتنفيذ غزوات عمليات إرهابية استهدفت العديد من الدول، ومنها غزوة الشيخ السعودي أسامة بن لادن في جريمة الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١، والتي ترتب عليها غزو أفغانستان والعراق.
بحقبة احتلال السوفيت تم تعليم المجاهدين الأفغان زراعة الحشيش، وبعد انسحاب السوفيت بقيت زراعة الحشيش رائجة ليومنا هذا، أكثر من ٩٠% من المخدرات مصدرها أفغانستان بشكل خاص، طبيعة دول الاستعمار تغض النظر وتدعم بشكل خفي انتشار المخدرات لاستهداف شعوب معينة لاخضاعها، خطط استعمارية لايعرف تلك الخطط إلا أصحاب العقول النيرة والمحترمة.
في نهاية شهر الواحد من عام ٢٠٢٠ بدأ الأميركيون الانسحاب بسرعة فائقة، من البلاد التي قاتلوا فيها ومن أجلها أكثر من «عشرين عاماً».
تم تسليم أفغانستان إلى طالبان، لأن العقل والمنطق يقول الاتفاق وقع ما بين أمريكا وطالبان ولم يتم إشراك الحكومة الأفغانية بوقتها في الاتفاق، شاهد العالم هروب عشرات آلاف الأفغان وتعلقوا في إطارات الطائرات بمشهد يكشف كذب نشر الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والعدالة والعيش الكريم.
عادت طالبان بعد أن تعلم الأفغان على نوع من الحرية، انتهت أخبار كابل وتوقف دعاة الاعتدال والمطبلين بالشريك الغربي لنشر الحرية، ودعم منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني التي كانت سفراء الناتو يتدخلون بشؤون الحكومات الأفغانية قبل تسليمهم الشعب الأفغاني إلى طالبان، إنه العهر والسفوط الأخلاقي السياسي الاستعماري.
المثير للسخرية، في كل بضعة أشهر نسمع عن منع البنات من التعلم، أو عن خروج بضعة نساء إلى الشارع مطالبات بحق العمل، تطاردهم مجموعة من جنود حركة طالبان الظلامية الديمقراطية،
عادت أفغانستان إلى حكم عصابات تحكم بعقلية كهوف تورا بورا.
ماحدث في أفغانستان من احتلال سوفياتي وامريكي كان نتاج لصراعات المعسكر الشرقي والغربي، عمليات الاحتلال السوفياتية والغربية لم تكن عمل رعوني كما يحاول الإعلام البدوي الخليجي الترويج لذلك، إنما تم ذلك وفق تحقيق أهداف بالمنطقة، القضية أن جورج بوش الابن، عندما احتل أفغانستان والعراق الغاية تحقيق هيمنة القطب الواحد، واكيد لو تم ترك الملا عمر في كهوف تورا بورا، فهو يهلك ولاحاجة إلى غزو افغانستان، بل يكفي دعم المعارضة الأفغانية القوية الى طالبان كافية لهزيمة حركة طالبان الإرهابية.
لاقيمة إلى الأخبار التي تصل للعالم من كابل، لاقيمة للشعب الأفغاني، من مصلحة الغرب بقاء أفغانستان تحكمها عصابات متخلفة مجرمة، تزرع الحشيش لتدمير شباب دول العالم في الإدمان على المخدرات، عادت كابل إلى عصر العبودية والذل، اعتاد الناس إلى ممارسة حياتهم بظل كثرة العاطلين عن العمل وافواج الحشاشين، بل أصبح منظر الحشاشين جدا طبيعي وعادي في شوارع كابل، حتى قناة الجزيرة عرضت تقرير اخباري بوجود كثرة من الناس يتناولون الحشيشة في أحياء كابل، الناس يمارسون حياة يومية عادية، وأسواق فارغة من البضائع والسلع، وشبان باحثون عن عمل، المستر جو بايدن فتح هجرة الأفغان إلى أمريكا ليقلل أعداد الشعب الأفغاني، وتبقى إمارة طالبان تحكم وفق عقلية التحجر والتخلف بل غالبية الأفغان بات مدمنين على المخدرات بسبب ظلم العالم لهم.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
4/6/2023
https://telegram.me/buratha
