كشفت صحيفة ذا كرايدل الامريكية في تحليل نشرته، اليوم الجمعة، (3 ايار 2024)، عن وجود ما وصفته بــ "تحركات كبيرة" تقوم بها ثلاث دول لـ "تأمين مستقبل العالم" مع قرب انهيار متوقع لنظام الأمم المتحدة نتيجة للسطوة التي تمارسها الولايات المتحدة على المنظمة الأممية وما تبعها من "دمار" أصاب العالم.
وقالت الصحيفة ان الصين، ايران وروسيا تقوم الآن بتحركات فعلية وغير مسبوقة لانشاء "نظام عالمي جديد" يعتمد على النظام الاقتصادي بريكس، كبديل عن نظام سويفت الأمريكي الغربي، بهدف تامين العالم من الانهيار المحتمل للنظام الاقتصادي نتيجة لـ "فساد" الأمم المتحدة وسطوة الولايات المتحدة على قراراتها.
وتابعت "روسيا استضافت منظمة الاونروا وقدمت لها دعما اقتصادية لمتابعة تمويل الجهود الإنسانية في فلسطين بعد محاولات إسرائيل وامريكا إيقاف تمويلها، كما ان الصين وايران اتبعت خطى روسيا باستضافة الأحزاب الفلسطينية في جهود مستمرة لتوحيدها نحو انشاء دولة فلسطينية رسمية".
الصحيفة اكدت ان النظام العالمي القديم بات الان "ينهار" تحت "وطاة فساد الأمم المتحدة وسيطرة الولايات المتحدة على قراراتها بشكل كامل دون اكتراث لباقي دول العالم، ومنه استمرار الدعم والحماية للنظام الإسرائيلي الذي دفع بالدول الثلاث الى التحرك لاقامة نظام جديد يحمي العالم من أنظمة وقادة الإبادة الجماعية وسيطرتهم"، بحسب وصفها.
الولايات المتحدة بحسب وصف الصحيفة، باتت "تخسر الان" نفوذها لصالح الصين التي أصبحت الان "تشكك بالولايات المتحدة وقدرتها علنا من خلال الصعيد الدولي مثل مسائلتها حول إصرارها على منع إقامة دولة فلسطينية وصمتها عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل علنا، بالإضافة الى الهجوم الإرهابي على خط نقل النورد ستريم في أوروبا".
ذا كراديل الامريكية، أعلنت ان نظام بريكس سيصبح قريبا "الأمم المتحدة الجديدة" في العالم، والتي ستفقد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين السيطرة على النظام الدولي الحالي المعتمد على الأمم المتحدة، موضحة "ما يحصل أيضا ان الصين وبعد ادانتها رسميا الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، أصبحت مقربة من طهران عقب التقارب الذي حصل العالم الماضي مع موسكو، حيث اتفقت البلدان الثلاث على ما يبدوا، على صيغة تحالف تعتمد على تقديم منفعة متبادلة من خلال توفير حاجات بعض لتامين مستقبل العالم بعيدا عن الأمم المتحدة وفسادها".
الصحيفة الامريكية أعلنت أيضا عن زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتن الى العاصمة الصينية بكين الشهر المقبل، حيث سيجري الاتفاق على تفعيل "النظام العالمي الجديد الذي كان الأساس المقام عليه فكرة نظام بريكس الاقتصادي"، حيث سيتفق الطرفان مع ايران على "موقف موحد" من إقامة "نظام عالمي امني جديد ينطلق من الموقف تجاه القضية الفلسطينية والابادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل والتي ما تزال بالنسبة للغرب الداعم لإسرائيل بكل حال، امرا بعيدا عن وصف الإبادة"، بحسب قولها.
وأشارت الصحيفة أيضا، الى ان الولايات المتحدة والتي أصدرت سابقا "تهديدات بموجة تسونامي من العقوبات" تجاه الصين في حال نفذت فكرتها لاقامة نظام عالمي امني جديد مبني على نظام بريكس الاقتصادي كبديل عن الأمم المتحدة، باتت الان تواجه اتحادا بين الدول الثلاث الكبرى و"حضاراتها القديمة وقدراتها الاقتصادية والصناعية الهائلة"، ودول اسيا وجنوب الكرة الأرضية، امرا يهدد بشكل واقعي تدركه واشنطن "هيمنتها" على الصعيد الدولي من خلال الأمم المتحدة الغربية التوجه بالكامل.
التحليل الذي أصدرته الصحيفة، توقع ان تنجح الدول الثلاث في إقامة نظامها العالمي الجديد مع قرب انهيار نظام سويفت الاقتصادي وفقدان الأمم المتحدة مصداقيتها امام دول العالم بعد "خضوعها الكامل" للرغبات الامريكية والإسرائيلية وقرارات "أنظمة الإبادة الجماعية" في إشارة الى دول الغرب الكبرى ودعمها المستمر لإسرائيل، متوقعة ان يشهد العالم مع نهاية العام الحالي ظهور "أمم متحدة جديدة" يكون مركز قوتها شرق وجنوب العالم، بدلا من غربه.
https://telegram.me/buratha