وصف مقال نشرته صحيفة أمريكية" جزيرة غرينلاند المملوكة للدنمارك والتي تتمتع بحكم ذاتي، بأنها "تعيش أجواء حرب العراق"، حيث قارن المقال بين الأجواء المحيطة بغرينلاند والدوائر الامريكية السياسية والصحفية مع قرب تسلم ترامب للسلطة والذي اكد انه سيستحوذ على غرينلاند سواء عسكريا او عبر المال.
ويشير المقال، ان أجواء حرب العراق التي تسيطر على غرينلاند، لا يعني التوقع بحدوث غزو امريكي كارثي ومدمر، بل عن الديناميكية التي ترسخت في واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر حول ضرورة غزو العراق، وكانت هذه الرغبة كبيرة في الدوائر المحافظة النخبوية في أواخر سنوات كلينتون، حيث كان هذا هو أصل "قانون تحرير العراق" لعام 1998.
ويضيف انه "بعد هجمات 11 سبتمبر، أوضحت إدارة بوش بسرعة أنها تريد الإطاحة بالنظام الصدامي إما انتقامًا للهجمات أو كنوع من العمل الوقائي لمنع الهجمات المستقبلية، وكان هناك نوع من المزايدة التنافسية إلى حد كبير، في دوائر اليمين في واشنطن العاصمة التي تقدمت بحجج لصالح الغزو، وكانت هناك حجة الديمقراطية، وحجة أسلحة الدمار الشامل، وحجة تحالف صدام حسين وبن لادن، إلى جانب العديد من الحجج الأخرى.
وأوضح انه "كانت هذه المقترحات شبه التجارية تنتقل بين مراكز الأبحاث والإدارة، مع مجموعة من رواد الأعمال السياسيين والمحرضين الذين ينشطون في هذا المزيج، وكان من المستحيل على أي شخص كان موجوداً في ذلك الوقت ويراقب كل هذا عن كثب ألا يسأل: ما هي القصة الحقيقية هنا؟ ما الذي يحفز هذا فعلياً؟".
ويبين المقال، انه في الحقيقة، ليس هناك سبب حقيقي، أو بعبارة أكثر تحديدا، أصبحت فكرة غزو العراق والإطاحة بحكومته فكرة ثابتة في واشنطن العاصمة في عام 2002، وبمجرد أن اتضح أن الناس على أعلى مستويات الإدارة يريدون حقا القيام بذلك، بدأ نوع من المنافسة غير المعلنة للتوصل إلى سبب يجعل هذه الفكرة عظيمة، وقد بدأ الأمر يبدو كذلك مرة أخرى اليوم، فدونالد ترامب مهووس قليلا بامتلاك جرينلاند، وهذا يخلق نوعا من الجاذبية للتوصل إلى أسباب لتبرير الفكرة.
ويوضح المقال أن الأهمية الاستراتيجية لجرينلاند تتزايد نتيجة لتغير المناخ وستستمر في النمو، لكن هذا لا يعني أننا بحاجة إلى غزوها، فبريطانيا تتمتع أيضًا بأهمية استراتيجية، ولم نغزو بريطانيا. تتمتع جرينلاند أيضًا بثروة معدنية كبيرة. وكذلك الحال بالنسبة للعديد من الأماكن.
ويصف المقال، ان مايحدث هو حجة "روحية"، تزعم أن قطعة الأرض الضخمة غير المضيافة التي عاش عليها البشر على فترات متقطعة لأكثر من ألف عام ولا يزال عدد سكانها لا يتجاوز خمسين ألف نسمة هي المفتاح إلى نهضة ثقافية ورجولية لأميركا، حيث أن غزو/شراء جرينلاند من شأنه أن يخلق حدوداً أميركية جديدة والتي من شأنها أن تحفز تجدداً وطنياً للقيم الرائدة في القرن التاسع عشر، ولكن هذا هو مفهوم هؤلاء الرجال، سوف تصبح جرينلاند حدوداً أميركية جديدة من شأنها أن تحفز ولادة جديدة للقيم الذكورية التي فقدت أميركا أثناء ما يعتبرونه انحداراً طويلاً لأميركا خلال القرن العشرين. وعلى حد تعبير أحد المثقفين المؤيدين لترامب، إريك تيتسل، فإن خطة ترامب للاستحواذ على جرينلاند من شأنها أن تعيد ضبط الثقافة الأميركية إلى تقليد "المستكشفين الذين يتحدون الصعاب في سعيهم إلى تحقيق حلمهم بحياة أفضل.
ومنذ فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن تطلعه إلى السيطرة على غرينلاند وقناة بنما، كما دعا لضم كندا إلى الولايات المتحدة، كما إنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإجبار الدانمارك على منحها لواشنطن.
وغرينلاند هي أكبر جزيرة في العالم، حيث تفوق مساحتها دولا كالمكسيك والسعودية، لكن طقسها شديد البرودة ولا يسكنها إلا نحو 57 ألف نسمة، وهي تقع بين المحيط الأطلسي الشمالي وقارة أميركا الشمالية، وتتبع الدانمارك منذ نحو 600 عام لكنها تتمتع بالحكم الذاتي، بحسب تقرير لموقع الحرة.
https://telegram.me/buratha