حذّر الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الأميركي، آلان غرينسبان، من أزمة مالية جديدة سيعاني منها العالم وستكون مختلفة عن الأزمة الراهنة، وتأتي رداً على فترة طويلة من الازدهار، لكنه توقّع أن يجتاز العالم بسرعة الأزمة المالية المقبلة. وقال غرينسبان، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» اليوم، إن «الأزمات المالية مختلفة، لكنّ لها مصدراً رئيسياً واحداً يتمثل في قدرة البشر غير القابلة للإخماد حين يواجهون فترات طويلة من الازدهار ويفترضون أنها ستستمر». وأضاف أن الأزمة المالية الراهنة نجمت عن «التجارة في سوق الرهن العقاري والقروض العقارية في الولايات المتحدة نتيجة منح قروض لأشخاص لهم سجل مالي سيئ، ولو لم تكن سبب مشكلة هذه الديون السامة، لكان شيئاً آخر برز عاجلاً أو آجلاً».
وقال غرينسبان إن المؤسسات المالية العالمية «كان من المفترض أن ترى الأزمة تلوح في الأفق»، محذّراً من أزمات جديدة مقبلة، لكنها «ستكون مختلفة عن الأزمة المالية الراهنة»، لاعتقاده بعدم وجود قواسم مشتركة بين أيّ أزمتين ماليتين متتاليتين.
وحمّل غرينسبان إهمال المؤسسات المالية تداعيات الأزمة الحالية، قائلاً إن المصرفيين «كانوا على علم بأنهم بخسوا في تقدير خطر الأزمة المالية الراهنة، وكان بإمكانهم في إحدى المراحل تجاوز هذا الخطر وتصحيحه، غير أن الكثير منهم اعتقدوا أن بإمكانهم رصد السبب الرئيسي للأزمة في الوقت المحدد والخروج منها».
كذلك حذّر الاقتصادي الأميركي من أن الركود الاقتصادي الراهن وانهيار التجارة العالمية سيضران ببريطانيا أكثر من الولايات المتحدة، لكون «اقتصاد بريطانيا منفتحاً عالمياً أكثر، ولذلك أثّر الهبوط الحاد للصادرات والتجارة العالمية تأثيراً حاداً على نظامها المالي، وتحتاج (بريطانيا) إلى فترة طويلة للتعافي من هذه الأزمة». ونصح الحكومات والمؤسسات المالية بزيادة احتياجاتها من رأس المال واستئصال الفساد لمنع الوضع من البروز من جديد في المستقبل
https://telegram.me/buratha