حذر قائد عسكري سابق في ما كان يعرف بالجيش السوفيتي، الولايات المتحدة وحلفاءها، من حرب لا يمكن الانتصار فيها في أفغانستان، قائلاً إن "التاريخ يعيد نفسه"، في إشارة إلى فشل الجيش السوفيتي في تحقيق نصر عسكري في تلك البلاد.وقال الجنرال فيكتور يرماكوف، الذي قاد جيش الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان بين عامي 1982 و1983، إن الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي تنغمس في حرب خاسرة ولا يمكن الانتصار فيها.
وفي عام 1979 اجتاحت القوات السوفيتية أفغانستان لتدعم الحكومة الماركسية في كابول، لكنها واجهت فشلاً كبيراً بعد أن بلغت خسائرها في الأرواح نحو 15 ألف جندي، وتداعى اقتصاد الدولة الشيوعية آنذاك، لتضطر إلى انسحاب مخز عام 1988.وللسخرية، كانت القوات السوفيتية تواجه حركة مسلحة شرسة تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، بالسلاح والمال، لم تستطع هزيمتها، وأصبحت حرب موسكو في أفغانستان تعرف بـ"فيتنام الروس."
وقال الجنرال يرماكوف: "اجتحنا أفغانستان بقوات كبيرة.. ولم نذهب هناك لغزوها واحتلالها، ولكن لنفرض الأمن والاستقرار.. لكن لا يمكنك فرض الديمقراطية بالقوة.. سيقول الأفغان الآن إن النظام الأمريكي هو الأفضل.. تماماً كما قالوا إن السوفييت ونظامهم كان الأحسن."وتابع يقول: "لكن ما أن تغادر البلاد حتى تعود الأمور إلى حالها.. أود فقط أن أذكركم بمقولة للقائد الأفغاني الشهير سيزار بابور، عندما أكد أن بلاده كانت وما زالت عصية على الغزاة.. ولن تستسلم لأحد."
تأتي تصريحات الجنرال السوفيتي السابق، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ليل الثلاثاء، إرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان، في إطار إستراتيجية جديدة لكبح مليشيات طالبان، على أن يبدأ انسحاب تلك القوات من هناك في منتصف 2011.وحسم أوباما التكهنات الرائجة بشأن عدد القوات الإضافية التي سترسلها إدارته للمساعدة في استتباب استقرار أفغانستان، قائلاً إن نشر تلك القوات يجب أن يتسم بالسرعة، على أن يبدأ في مطلع 2010.
وحدد الرئيس الأمريكي في كلمة بأكاديمية "ويست بوينت" العسكرية في نيويورك الثلاثاء، ملامح إستراتيجيته الجديدة، وربط نجاحها بتعاون الجانب الباكستاني.وقال في كلمته: "ليس هناك خطراً وشيكاً للإطاحة بالحكومة (الأفغانية) لكن طالبان اكتسبت زخماً.. والقاعدة لم تعاود الظهور بذات الكم العددي قبيل 11/9، إلا أنهم مازالوا يحتفظون بملاذهم الآمن على طول الحدود."ورفض أوباما المقاربة بين الحرب الأمريكية في أفغانستان وحرب فيتنام، التي قسمت الشعب الأمريكي إبان فترة الستينيات والسبعينيات، قائلاً: "على نقيض فيتنام.. يشاركنا تحالف واسع من 43 دولة يقر بشرعية عملنا."
https://telegram.me/buratha