بإشراف مباشر وميداني من قبل قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة أنهت الكوادر العاملة بمشروع صيانة وتحديث مقام الإمام المهدي(عجّل الله فرجه الشريف) كافة الأعمال الخاصة بصيانته، ووفقاً لمواصفات هندسية ومعمارية عالية في التنفيذ وبما يتناغم مع العمارة الإسلامية مع المحافظة قدر الإمكان على أبرز تفاصيله القديمة وإعادة صياغتها بأسلوب فنيّ جديد وبمواد من أرقى المناشئ العالمية.
هذا ما بيّنه لشبكة الكفيل رئيس قسم مشاريع العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ، وأضاف: "بعد أن عانى مقام الإمام المهدي(عجّل الله فرجه الشريف) عقوداً من الإهمال حاله حال باقي الأماكن المقدسة والمزارات الشريفة، ها هو اليوم يعود بسواعد الغيارى من خَدَمَة العتبة العباسية المقدسة الذين وضعوا نصب أعينهم خدمة أهل البيت(عليهم السلام) ومحبيهم وكلّ ما يمتّ لهم بصلة، من مكانٍ أو إرثٍ ومنها هذا المقام، والذي يعتبر من الأماكن المقدّسة في مدينة كربلاء المقدسة ويرتاده الملايين من الزائرين سنوياً، ويكاد أن يعرّج أي زائر لمرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) لهذا المقام".
مُضيفاً: "بعد أن حصلت الموافقة على إعادة صيانة وترميم مقام الإمام المهدي(عجّل الله فرجه الشريف) من الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وبعد أخذ الموافقات الأصولية من ديوان الوقف الشيعي، شرعنا بإعداد دارسة كاملة ومفصلة شملت جميع فقرات المقام العمرانية بِدْءً من الجدار الخارجي والى القبة مروراً بالقاعات الداخلية، وبناء على هذه الدراسة والكشف الموقعي للمشروع تمّت إحالة المشروع للشركة المنفّذة وهي شركة الكفيل للاستثمارات العامة، والتي قامت بدورها بإعداد التصاميم اللازمة والمباشرة بالتنفيذ، حيث تمّ تقسيم هذه الأعمال لعدة مراحل منها قلع الكاشي الكربلائي وإزالة الطبقة الجصية القديمين، وإزالة وترميم المتضرّر من الجدران، وتغليف هذه الجدران بمادة المرمر بارتفاع (1,20م) من الخارج و(1,50م) من الداخل، والمتبقّي من هذه الجدران غُلّف بالكاشي الكربلائي، وشملت كذلك إعادة صبّ الأرضية وتغليفها بالكامل, وتم استخدام حوالي (2,000م2) من المواد الخاصة بتغليف الأرضيات والجدران".
وشملت الأعمال كذلك بحسب الصائغ: "ترميم القبة وإعادة صيانتها بعد أن تمّ قلع الكاشي الكربلائي القديم وإزالة كافة المواد الرابطة القديمة من (جص) وغيرها، وشملت هذه الأعمال وضع مواد كيميائية وإنشائية خاصة على كافة أجزاء القبة من الخارج لتغلف بمادة الهارب، وهي عبارة عن مشبكات معدنية تربط على الهيكل الخارجي للقبة بواسطة أسلاك المعدنية, ثم يتمّ تشميعها بـ(مونة الإسمنت والرمل) كطبقة خفيفة تحمي المشبكات من الرطوبة، بعدها تمّت المباشرة بعمليات تغليف القبة بالكاشي الكربلائي".
مُوضّحاً: "سقوف المقام شملت نوعين: سقوف جبسية، وأخرى سقوف رُكِّب عليها الزجاج المقطّع فنياً، كذلك زُوّد بمنظومات متطوّرة للصوت والكهرباء والإنارة والإنذار والحريق والتبريد والكاميرات".
مُبيّناً: "أن الكاشي الكربلائي المُستخدم بتغليف القبة والجدران الداخلية والخارجية هو نفس نوعية الكاشي المستخدم في عمليات تغليف جدران وسقوف العتبة العباسية المقدسة والمطعّم بالذهب بنسبة (30%)، والذي يتميز بأبعاد وقياسات متساوية وزوايا حادّة وهو ذو سطح مستوي ومقاومة عالية وعزل حراري وغير قابل لامتصاص الرطوبة كما يتميّز بثبات وزهو الألوان ويتمّ تركيبه بطريقة فنية مع إضافة مواد تقوية تكون ذات عزل حراري ومائي عاليين".
يُشار الى أنّه لم تُجرَ عمليات تطويرٍ لمقام الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بشكل مكثّف كما هو الآن منذ إنشائه، وبدأت تظهر آثار البيئة على البناء بالإضافة لاستخدام مواد غير جيّدة بالعمل في ذلك الوقت, وخاصة في القبة الشريفة والجدران والأرضيات, لذا كان من الملزم للعتبة العباسية المقدسة أن تقوم بأعمال صيانة شاملة وخاصة لمثل هذا المقام الطاهر، باعتباره أحد تشكيلاتها الإدارية.
ويُذكر أن قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة قد نفّذ العشرات من المشاريع الكبيرة فضلاً عن المئات من المشاريع الصغيرة والمتوسطة(ومنها هذا المشروع) داخل العتبة وخارجها منذ تأسيسه بعد سقوط النظام البائد، وقد تم تنفيذ معظمها بكوادره العراقية، وأشرف على ما تبقّى منها والمنفّذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفّذته عمالة أجنبية.
14/5/140506