زحف العراقيون بعد اختتام أكبر فعالية سياسية في العراق، في 30 نيسان /ابريل المنصرم، استعداداً لتشكيل حكومة جديدة، الى مرقد الامام موسى بن جعفر (عليه السلام)، تلبيةً لواجب ديني يوحّد ولا يفرّق.
وفي كلا التظاهرتين السياسية والدينية، دَلَّلَ العراقيون على انّ زحفهم في الحشود المليونية الى مراكز الاقتراع، وفي مسيرتهم العظيمة الى إمامهم المظلوم، على انهم ماضون في تحدي الإرهاب، والقوى التي تحول دون اتحادهم.
وعانت المسيرات الدينية في العراق طوال عقود من اعمال العنف والإرهاب والقمع بحق المشاركين فيها، فطيلة ثلاث عقود
أخرج نظام الدولة كل ما في جعبته من عنف منظّم، لاستئصال هذه الظاهرة الايمانية بشكل نهائي لما تمثله من خطر على بقاء النظام وقتذاك.
وبعد العام 2003، نالت هذه التظاهرة الدينية الكثير من إرهاب وعنف التنظيمات الإرهابية.
واذ كان العامل الامني على الدوام، هو الحاسم في اقبال العراقيين على زيارة بلدهم، الا ان هذا الاعتبار يصبح في ادنى اهمية، حين يتعلق بواجب وطني مثل الانتخابات، او طقس ديني مثل زيارة الامام الكاظم(ع).
وتصحب الزيارات الدينية في العراق، خطط أمنية كبيرة، لكن ذلك لم يمنع “الاختراقات” التي تقوم بها الجماعات التكفيرية، ففي الخميس الماضي سقط عدد من الشهداء بعدما فجّر إرهابي نفسه في صفوف الحجاج في بغداد وهم في طريقهم الى الكاظمية”، فيما قال مدير مركز العمليات في وزارة الصحة عدنان محمد علي إن “الوزارة خصصت 147 مفرزة طبية، لمعالجة الحالات المرضية والمعالجة الميدانية لأي ضحايا محتملين من جراء الارهاب اثناء زيارة الإمام موسى بن جعفر (ع)
وشارك أكثر من ثمانية ملايين زائر من داخل وخارج العراق في احياء زيارة شهادة الامام ، موسى بن جعفر ، الكاظم(ع) بحسب الأمانة العامة للعتبة الكاظمية، اليوم ".
وقال الامين العام للعتبة الكاظمية المقدسة ، جمال الدباغ ، في مؤتمر صحفي ، اليوم ان" عدد الزائرين الذين شاركوا في احياء مراسم زيارة الامام موسى الكاظم (ع) ناهز (8) ملايين زائر".
واكتضت شوارع مدينة الكاظمية خلال الايان الخمسة الماضية بالزائرين الذين جاءؤا سيرا على الاقدام من العاصمة بغداد ومن مختلف محافظات العراق في حين انتشرت مواكب العزاء على طول الطرق المؤدية الى الحرم الشريف .
لم تمنع الظروف الجوية السيئة التي تشهدها البلاد، مئات الالاف من الزوار، من التوجه الى المدينة المقدسة في الكاظمية للمشاركة في احياء ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام).
وفي مشهد يتكرر في الخامس والعشرين من رجب في كل عام، يتوجه المسلمون من جميع المحافظات، ومن خارج العراق، الى مدينة الكاظمية، حيث يحيون ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع).
وانتشرت مختلف صنوف القوات الأمنية والآليات العسكرية على الطرق المؤدية الى المدينة المقدسة في بغداد، وانتشرت معها السرادقات والمواكب لتقديم الخدمات للزائرين المتوجهين الى ضريح الامام الكاظم.
كما شاركت عجلات الاسعاف الفوري معززة بالمفارز الطبية في خطة الزيارة، في وقت أعلنت وزارتا النقل والتجارة، والحكومة المحلية في بغداد تخصيص مئات الحافلات والمركبات لنقل الزوار طيلة أيام الزيارة التي تستمر حتى يوم السبت المقبل.
في تلك الاثناء، دعا الناطق باسم الحكومة الى عدم استغلال الزيارات والمناسبات الدينية لأهداف سياسية.
وكان مسؤولين محليين قد توقعوا ان يتجاوز عدد المشاركين في الزيارة هذا العام الـ(5) ملايين زائر. غير أن توقعاتهم لم تحسب حساب القادمين من أصقاع بعيدة من العراق ودول الجوار، ناهيك عن عشرات الآلاف من الزوار من دول مسلمة كبنغلادس وأفغانستان والباكستان والهند
ويتزامن موعد الزيارة مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وتصاعد الغبار، اذ توقعت هيئة الانواء الجوية ان تصل درجة الحرارة العظمى في بغداد الى 46 مئوية.
في غضون ذلك، قررت وزارة الكهرباء استثناء مدينة الكاظمية من القطع المبرمج بشكل تام ابتداء من يوم أمس ولغاية يوم السبت المقبل، مؤكدة قيامها بانارة جميع الشوارع المؤدية الى المدينة المقدسة والاخرى المؤدية الى بغداد التي يسلكها الزائرون الوافدون من المحافظات سيرا على الاقدام لاحياء هذه الذكرى.
26/5/140526
https://telegram.me/buratha