بقلم: مفيد السعيدي
لكل امة تاريخ يروي تراثها وسير قادتها، والأمة التي ليس لها تاريخ، من السهل اقتلاعها ومحوها،الأمم بقائها من عراقة تاريخها وامتدادها التاريخي.
في كل زمكان هناك شواهد للتاريخ، لتستعلم الشعوب عن أخبار الماضي وسيرة الأوصياء والزعماء، والثوار، فكل بقعة من بقاع الأرض لا تخلوا من شاهد على الحقيقة. رغم ما يحصل من تضليل وتغييب، وتقييد بالسلاسل، آلا أن الشمس لا يمكن أن تغطى بغربال، فمصيبتنا اليوم أعظم واشد، رغم تغيبها بالسجون وتقيدها بالأغلال.
اليوم نعيش الحقيقة الإلهية السابعة، من حقائق ال بيت رسول الله (صلى الله عليه وعلى اله وسلم) فقد لاقا الأمام موسى بن جعفر عليه السلام، تغييب في سجون الرشيد الذي ليس برشيد، فمن سجن لسجن لتغيب تلك الحقيقة الإلهية وتكبلها بالأغلال.. الشمس قد ذوبت تلك القيود، وأنارت ظلمة الطامورة التي كان يقطنها الأمام.
رغم القيود والظلمة و صوت الأمام يعلوا، وتصل رسائله الى شيعته، بهذه الذكرى الأليمة ومنذ سنوات نرى شيعه الأمام تذهب سيرا على الأقدام، فنرى الملايين من محبيه تتجه نحو المرقد الشريف؛ كي تشيعه من جديد.
كان موعد الأمام مع شيعتها، من أهل بغداد بالخروج وإلقاء بهم، هو ضحى يوم 26 من شهر رجب الاصب، كان لقائهم بالأمام، على شكل نعش يحمله أربع من السجانين، حتى أخذوه وشيعوه آلا آن زبانية الخليفة، قد فرقوا ذالك الجمع واليوم اخذ يشيع نعشه في عام.
أصبح الأمام رمزا سياسيا، لكل سجين، وشهيد ومغيب في سجون الطغاة، أين الرشيد وقصوره وجواريه.. من ذالك القبر الذي بات اليوم منارتين، تنير بها السماء وتناطح به علوا، وتلألأن ذهب وفضة.
مصيبة الأمام، درسا تاريخيا وعبرة لكل طاغية حاول أخفاء الحقيقة الإلهية.. بغداد اليوم أخذت مكانها بالتاريخ وتفتخر به، يوم القيامة بان يحتضن شهيدا من شهداء الحق، شهيد الكلمة الناطقة، شهيد السجون على بقاع الأرض بما تمتاز به، بعدما كانت أسيرة لمراقص، وملاهي الطغاة و الدوانيقي والرشيد الذي أخذت تتألم، وتستحي من أعمالهم الدنيئة الرخيصة، فسلاما عليك يوم ولدت ويوم غيبت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ...
https://telegram.me/buratha