قال المرجع الديني «آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي» "إنَّ الوهابيين التكفيريين يمتلكون اليوم عدداً من وسائل الإعلام الإسلامية، لكنَّ الوهابية أصبحت منبوذة في العالم بسبب أعمالها، واستطرد قائلاً: "إنَّ أهل البيت(ع) لا يسعون إلى العنف أو تكفير أحد من الناس، بل يسعون من أجل الوحدة الإسلامية".
وتحدث المرجع الديني «آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي» في مراسم الذكرى الرابعة لتأسيس قناة "الولاية" العالمية، والتي أقيمت في مدرسة أمير المؤمنين(عليه السلام) بمدينة قم المقدسة (وسط إيران) وقال: "أتمنى أن تأخذ قناة الولاية مكانتها في العالم، وتتطور في كافة المجالات"؛ وأضاف: "أتمنى أن تنتشر علوم ومعارف أهل البيت(ع) من قم إلى كافة أنحاء العالم، وأن تكون هذه العلوم والمعارف سداً منيعاً مقابل شبهات وهجمات الأعداء".
وأكَّد سماحته على أنَّ "أساتذة وأكابر الحوزة يتمتعون بالوعي، ولا يسمحون للأعداء أن يستأثروا بما تحقق من وسائل التقنية المعاصرة، وهم يقومون بهداية البشر نحو المستقبل المشرق".
ولفت سماحته إلى أنَّ قناة الولاية هي توفيق من الله، وقال: "لقد وصل خطاب هذه القناة إلى مختلفة مناطق العالم؛ لذلك قال لي أحد الأساتذة: لو لم تقدموا في حياتكم سوى هذا العمل لكان كافياً لكم في يوم القيامة، علماً أن مساهمتي في هذا العمل قليلة، والمساهمة الأساسية كانت للأساتذة ومعدِّي البرامج".
ووصف العصر الحاضر بعصر وسائل الإعلام، وقال: "إنَّ تأثير المعدات العسكرية أقل من تأثير الحرب الإعلامية، فإنَّ كل كلمة تنتشر في وسائل الإعلام يكون تأثيرها أكثر من تأثير الرصاصة".
واعتبر التطور مرهون بالاهتمام بوسائل الإعلام، وقال: "إنَّ الوهابيين التكفيريين يمتلكون اليوم عدداً من وسائل الإعلام الإسلامية، لكنَّ الوهابية أصبحت منبوذة في العالم بسبب أعمالها، ولم يصغ لأقوالها إلا النزر القليل"؛ واستطرد قائلاً: "إنَّ أهل البيت(ع) لا يسعون إلى العنف أو تكفير أحد من الناس، بل يسعون من أجل الوحدة الإسلامية، وهم لا يتحدثون إلا بالمنطق ولا يسمحون أن يساء للمقدسات".
وفي سياق متصل بيَّن آية الله الشيرازي أنَّ قناة الولاية في حالة تطور، وأضاف: "إنَّ كل شيء يتطور لابد أن يقترن ببعض النواقص؛ لذلك نطلب من جميع المفكرين وعلماء الشيعة وأهل السنة أن يشيروا إلى هذه النواقص؛ من أجل تحقيق تطور أكثر".
وأكَّد سماحته أنَّ "قناة الولاية متعلقة بكافة الحوزات العلمية في عالم التشيُّع"، وقال:" إنَّ قناة الولاية لا تتعلق بشخص خاص، ونحن لا نسمح في قناة الولاية أن يسيء أحد إلى مقدسات المذاهب الأخرى، وإذا صدرت كلمة من هذا القبيل فسوف تُقدِّم القناة اعتذارها عن ذلك".
واعتبر اتصال قناة الولاية بمحيط الحوزة العلمية من امتيازات القناة وقال: "لا تمتلك أي قناة في العالم هذا الامتياز، وبما أنَّ حوزة قم العلمية إلى جانب الحوزة العلمية في النجف من أهم الحوزات في عالم الإسلام، فلابد أن تكون القناة التي تتصل بهذه المجموعة مناسبة وفعالة".
وفي ختام كلامه شدد آية الله مكارم الشيرازي على ضرورة إيجاد الثقة بعمل قناة الولاية، وقال: "إنَّ ارتباط قناة الولاية مع الحوزة يمكن أن يؤدي إلى إيجاد الثقة، بحيث يتيقن المخاطب أنَّ ما يُطرح في هذه القناة هو من القضايا الإسلامية الأصيلة في عالم الإسلام والتشيُّع، وعندما تحصل مثل هذه الثقة، تصبح العلاقة بين المتكلم والمخاطب علاقة قوية وودية".
.................
6/5/140531
https://telegram.me/buratha