بقلم: جميل ظاهري
..رسم الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليهم السلام) والذي يصادف الخامس من شعبان المعظم ذكرى مولده المبارك، معالم مدرسته الإسلامية ونهجه المقاوم للطغاة وفضح الظلم ونبذه والتصدّي إليه بأدعية عالية المضامين تستند كلها لوحي القرآن الحكيم وتعتبر بحق دائرة معارف عليا لجميع المعارف الالهية، ابتداءً من معرفة الله سبحانه وتعالى، وانتهاءً بتكريس الصفات الرسالية عند الإنسان المسلم في التوحيد والعدالة والمساواة كما وردت في صحيفته السجادية في وقت كان العالم الإسلامي يمر بأصعب مراحله وحكم أعتى طغاته من بني أمية المجرمين..
شدّد الدين الإسلامي المحمدي الأصيل على دور الدعاء في تربية الإنسان المسلم وتوعيته وتنوير فكره وهدايته نحو الصواب والطريق القويم، وتعزيز إرادته وعزمه على مواجهة المصاعب والمصائب وردع الظلم والفرعنة والطغيان والتصدّي للظلم والاحتلال والاستعمار والدعوة نحو التحرر والاستقلال.
وقد أشار القرآن الكريم والأحاديث النبوية أن للدين مظهراً وجوهراً، فالعبادات كالصلاة والصيام والحج و.. مظهر الدين، فيما يشكل الدعاء جوهر الدين وعماده القويم فهو اتصال الإنسان بالله سبحانه وتعالى وحديثه الخاص مع البارئ المتعال ومناجاته مع ربّه الكريم.
ومن هذا المنطلق رسم الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليهم السلام) والذي يصادف الخامس من شعبان المعظم ذكرى مولده المبارك، معالم مدرسته الإسلامية ونهجه المقاوم للطغاة وفضح الظلم ونبذه والتصدّي إليه بأدعية عالية المضامين تستند كلها لوحي القرآن الحكيم وتعتبر بحق دائرة معارف عليا لجميع المعارف الالهية، ابتداءً من معرفة الله سبحانه وتعالى، وانتهاءً بتكريس الصفات الرسالية عند الإنسان المسلم في التوحيد والعدالة والمساواة كما وردت في صحيفته السجادية في وقت كان العالم الإسلامي يمر بأصعب مراحله وحكم أعتى طغاته من بني أمية المجرمين.
فقد ساد الحياة السياسية في عصره ألوان من القلق والاضطراب، حيث خيم الذعر والخوف على الناس وفقدوا جميع أشكال الأمن والاستقرار، مما سبب تفكك المجتمع وشيوع الأزمات السياسية الحادة، واندلاع الثورات المتلاحقة. والسبب الأول والأخير في كل هذه الأحداث المؤلمة يعود إلى طبيعة الحكم الأموي الجائر والمستبد والفساد الذي استشرى في البلاد من قبل الملوك والولاة.
كما أثار الإمام علي بن الحسين السجاد (ع) مسألة العصبية القبلية والطائفية والقومية البالغة الحساسية حيث قال: "العصبيّة التي يأثم عليها صاحبها، أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قومٍ آخرين"، وأراد من وراء ذلك مقارعة العصبية ومحاربتها بكل صورها المقيتة التي لا تزال تسري ويتوسّع نطاقها في البلاد الإسلامية، حيث نرى كيف يتفرعن الحكام ويطغون على أبناء جلدتهم بعد أن ينعتوهم بنعوت طائفية أو قومية أو قبلية وبأفكار انحرافية تدفع المجتمع الإسلامي نحو التفرقة والنفاق والتحلّل الفكري والمتطرّف بحلة الدين وعبر وعاظ سلاطينهم المنحرفين، مما أدى الى ظهور الفرق المنحرفة لتدفع بالشاب المسلم نحو تكفير أخيه المسلم وهدر دمه بأبسط الصور.
وقد عرف حكام الجور والطغاة على امتداد العصور وحتى يومنا هذا أن اجتماع الناس تحت مظلة أهل البيت (ع)، وتمسّكهم بنهجهم والتفافهم حول رايتهم الخفاقة عالياً لهو خطر كبير على سلطتهم ومساند حكمهم التي كسبوها بالظلم والتزييف والطغيان والانحراف وتشويه الصورة الحقيقية للإسلام المحمدي الأصيل، فصبّوا جلّ اهتمامهم في محاربة هذه المدرسة الوضّاءة والمنيرة الصادقة، لأنه وكما أشار إلى ذلك الإمام الخميني (قدس سره) في صحيفة النور، ج16، ص208 قائلاً: أن "اجتماع الناس تحت هذه الراية الإلهية راية أهل البيت (عليهم السلام) يوجب الوحدة والتكاتف.. إن ذكر مناقب أهل البيت (عليهم السلام) وإحياء ذكرهم، واستعراض المظالم التي مرّوا بها تخلق حركة ونهضة عالمية، على مستوى العالم. فلا تحتقروا هذه المجالس".
.................
2/5/140604
https://telegram.me/buratha