الصفحة الإسلامية

أثر الغدير ليومنا هذا

1844 00:48:53 2014-10-18

أن يوم الغدير قد شكّل محطة مهمة في تاريخ الرسالة الإسلامية تمثلت بانتقال الرسالة من مرحلة الولادة والوجود لمرحلة البقاء والخلود وذلك من تغيير الحامل الشخصي إلى الحامل النوعي كما يذكر ذلك المفسرون وبداية عصر جديد أضاف عمرا جديدا للرسالة لتمتد إلى يوم القيامة من خلال تنصيب من يحملها من الأولياء الصالحين بدءا بعلي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وانتهاء ببقية الله الأعظم عجل الله له الفرج والنصرة.
وهذا هو جوهر الغدير الذي نحتفل به بإكمال الدين بأن أصبح خالدا وبتمام النعمة بأن أصبحت باقية غير زائلة وإرتضائه لنا من قبل الله لأنه أصبح ملائما لأن يمتد به العمر ويكون الدين الخاتم والذي يغطي احتياجات البشرية إلى يوم القيامة.
لكننا لو تمعنّا أكثر لوجدنا أن هناك آثار لهذا اليوم قد امتدت عبر السنين لتشكل في النفوس قواعد ثابتة وأسسا رصينة لدى الفرد الشيعي وتلك الآثار إنما ظهرت من خلال مقارنة الشيعي المؤتمر بيوم الغدير عن غيره ممن لم يأتمر.
بمعنى آخر أن الظروف العصيبة التي خاضها أتباع أهل البيت ع من بعد الغدير ليومنا هذا والعداء العجيب الذي جبهوا به والحروب التي شنت عليهم هي التي أفرزت لنا هذا الاختلاف النفسي والقيمي والأخلاقي والمبدئي ولولا ذلك العداء لربما لم يظهر ذلك التمايز بوضوح.
وبمعنى آخر أن أعداء أتباع اهل البيت ع ومن خلال تصرفاتهم قد مارسوا من حيث لا يشعرون عملية التعرية بحق أنفسهم ليكشفوا بذلك سوءاتهم وكلما توغلوا في العداء كلما اشتدت معالم غيّهم وضوحا واتضحت سوءاتهم أكثر.
حيث أن روح الولاية التي يبعثها الغدير في نفوس المؤمنين تؤسس لهم أمرين مهمين يتقوم بهما الاتجاه السياسي الإسلامي للفرد الشيعي :
الأول: لابد من موالاة أولياء الله والذين تمثل ولايتهم الإمتداد الطبيعي لولاية رسول الله والتي هي الوجه الظاهر والقريب للولاية المطلقة لله الحق { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } (سورة المائدة 55), وهذه الولاية يعتز بها الفرد الشيعي بل يعتبرها مدعاة للفخر ويتشرف بحملها ويمتلئ أملا بالنصر الدنيوي والأخروي 
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (سورة يونس 62 - 64)
هذه الولاية تجعل من الفرد الشيعي رافضا لكل من لا يمثل ولاية الله بل تجعله ثائرا على كل من هو عدو لله ولا يرضى بأن يتسلط عليه من لا يمثل الولاية الإلهية بل تجده يسعى لمن تطمئن نفسه بأنه أقرب إلى الله فتراه يتحرى الأعلم والأتقى في شؤونه العبادية ولا يرضى دون ذلك.
الثاني: أن موقف الغدير لم يأمر بولاية أولياء الله فحسب والذين كان يمثلهم علي بن أبي طالب ع آنذاك بل جرى اختيار الله من خلال الوحي المعصوم من خلال رسول الله المعصوم لولي الله المعصوم .
بمعنى أن حادثة الغدير قد ثبتت قواعد اختيار ولي الله ومواصفات الولي المطلوب والذي يمثل ولاية الحق سبحانه.
فأصبح الفرد الشيعي يبحث عن الأقرب شبها بعلي بن أبي طالب ع كي يتولاه وقد انعكس ذلك على التوجه الشيعي السياسي فنرى موقفه اليوم يتصف بالثبات يتصف بالاستقرار بالاتزان بالوضوح عدم التلون عدم التناقض عدم التذبذب.
التوجه الشيعي السياسي لديه أعلى درجات الدقة في تشخيص العدو ومعرفته ونواياه وحقيقته وذلك يفتقر إليه باقي المسلمين وهذا ما نراه اليوم فلان يؤيد داعش وبعد يومين يتبرأ من داعش فلان مع تركيا وبعد يومين ضد تركيا اليوم خائن الحرمين وغدا خادم الحرمين.
وكذلك نرى بالوقت نفسه عندما حاول النظام العفلقي زرع العداء بين الشعب العراقي والإيراني لمدة 35 سنة نرى أن عملا إستغرق كل هذه المدة تبدد في سنوات قلائل والسبب أن تولّي أولياء الله والتبري من أعدائهم متغلغل في صدور أبناء الشعبين فهم يعرفون العدو الحقيقي ويميزوه ويعادوه ويعرفون الصديق ويميزوه .
هذا ما فات إخواننا من المسلمين فأضحوا في تخبط مستمر فتارة لا يوالون ولي الله ويعادونه وساعة لا يعرفون كيف يميزونه 
تلك هي آثار الغدير التي ربما لا نلتفت لها شكلت لنا نهجا في حياتنا السياسية إضافة للدينية ويبقى الغدير نعمة لن نوفي حق شكرها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد عماد الزيوري
2016-09-19
احسنتم سيدنا بوركت اناملكم الرائعة و فكركم الفذ و جعلنا الله و اياكم من المتمسكين بولاية الامير علي عليه السلام ...
احمد الطيار
2014-10-30
ربي يحفظكم مولاي الجليل كلام رائع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك