اعتبر رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز والأمين العام لمؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ سامي أبي المنى أن "كربلاء محطة تاريخية في مسيرة الإسلام والإيمان والتوحيد، ومنعطفًا فكريًا وعمليًّا نحو الإلتزام الحقيقي بروحية الرسالة؛ ومبادىء الدين الحنيف".
الشيخ سامي أبي المنى كان ألقى كلمة شيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن في المجلس العاشورائي في مقرّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؛ وقال :"إنها المدرسة التي اكتمل دورها بالشهادة بعد أن أسسها الإمام علي بن أبي طالب... علي بن أبي طالب مدرسة أكملها الإمام الحسين ليفتح الأفق الواسع أمام كل مسلم مؤمن، وكل بني البشر، أفق الثورة على الظلم والفساد والإنحراف، وأفق الجهاد في سبيل الحق أنى كانت التضحيات. وهو ما أصبح عنوان آل البيت وأئمتهم الأطهار فيما بعد ".
وشدد الشيخ أبو المنى أنه من المهم " عيش رسالية الإسلام من خلال معاني الذكرى، وطرح مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على قاعدة الرقابة الذاتية على النفس والعائلة والمجتمع ، ليتحول كل مسلم إلى "خفير"، وإلى حارس للقيم، باعتبار أن سلامة المجتمع ترتكز إلى تلك القاعدة".
وقال: "لذا كان عنوان حركة الإمام الحسين الإصلاح في أمة رسول الله، بقوله: "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر"، عملا بقوله تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، ولو كان ذلك بالثورة في وجه الظالم إذا اقتضى الأمر، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يكونان بالكلمة، وقد يكونان بالموقف، وقد يكونان بممارسة القوة، بحسب ما تفرضه طبيعة الحال والظروف".
وأضاف: "لقد شكلت ثورة الحسين صدمة للواقع المرير الذي كان قائمًا، كونها تمثل تجسيدًا حيًّا للقيم الإسلامية والإنسانية التي جعلها الله أمانة في أعناقنا، فكانت ثورته وقفة تاريخية في وجه الفساد والطغيان، وصرخة دوت في فضاء الأمة وهزت بأصدائها عروش الظلم والاستبداد والعنجهية ."
ووصف واقع المسيرة البشرية، وحركة الإسلام، والواقع الحاضر ب"المرير" ؛ وعلل ذلك بالقول : "نحن اليوم نشهد ألف يزيد ويزيد، يخطف ويعذب وينحر ويعتدي على الوطن وأهله وجيشه، وها نحن نرى العنف يجر العنف، والكيد يولد الكيد، ووتيرة التحدي ترتفع بين مذهب ومذهب، وحزب وحزب، ونظام ومعارضة، فيما العدو الأساس يترقب أبناء العروبة والإسلام وهم يفتكون بعضهم ببعض.... وها هو الجيش اللبناني يدفع مجددًا ضريبة الدم الغالية عن كل الوطن، ويتعرض للغدر والاعتداء الآثم ".
وختم بالدعوة إلى أن تكون "مناسباتنا وذكرنا، بفرحها وحزنها، محطة للتأمل واستشراف العبر، لا للوقوف على الأطلال، وذرف الدموع وحسب، ولدينا من العبر الحسينية ومن عبر أئمة آل البيت، ما هو كفيل بأن يؤكد بأن أمتنا هي "خير أمة أخرجت للناس" .
12/5/141102
https://telegram.me/buratha