يسعى الاعلام العربي والغربي الى التجاهل المتعمد لهذا التظاهرة المليونية، لانها تظهر قوة المسلمين الشيعة، كما تطلق إشارات رفض الظلم والاستكانة الى الحاكم الجائر، وتسعى بعض دول الخليج الى التعتيم على المناسبة، وحجبها عن وسائل الاعلام مثل السعودية وقطر والبحرين، حيث تعيش في هذه الدول مسلمون من الشيعة يتعرضون الى الاضطهاد الديني والسياسي. وتضع هذه الدول العراقيل امام توافد مواطنيها الى كربلاء المقدسة، واعتقلت السلطات الأمنية على جسر الملك فهد، الأربعاء، المصور البحريني، السيد باقر الكامل وذلك أثناء توجهه إلى زيارة العتبات المقدسة في العراق، فيما لم يعرف بعد التهم الموجهة إليه.
اما فيما يتعلق بالاعلام الغربي وتعاطيه المسيّس مع القضية الحسينية، من خلال تغطيتهم مظاهرة صغيرة في لندن او مسيرة لبضع المئات في هونغ كونغ او تجمّع محدود في روسيا ويتم غض الطرف عن أعظم تجمهر بشري سلمي في العالم حيث السيل الجارف من النساء والرجال والأطفال يثير لدينا الكثير من الاسئلة .
واستعرض مقال في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تابعتها " الاتجاه برس " الأدلة التي جعلت من زيارة الأربعين أعظم وأكبر وأرقى تجمهر ديني في العالم حيث يفوق عدد الوافدين الى كربلاء، اعداد حجاج مكة المكرمة، بخمس مرات.
واعتبرت الصحيفة ان "هذا التجمع الديني يفوق مهرجان (كوم ميلا) الهندوسي الكبير، لأن الأخير يحدث مرة كل ثلاث سنوات، كما أن زيارة الأربعين تجري في أجواء أمنية خطيرة، ما يمثّل تحدّيا للإرهاب، ورسالة الى العالم كله..
و يذكّر المقال بقصة رجل أسترالي أسلم وتخلى عن ديانته الكاثوليكية وقد بدأت رحلته الاستكشافية بعد مشاهدة تقرير عن زيارة الأربعين الأولى بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003.
ومن خلال عرض مقارنات بين التجمهر المليوني في زيارة الأربعين ومشاريع دولية كبيرة مثل المساعدات التي قدمتها وزارة الدفاع الامريكية لضحايا زلزال هايتي، حيث تم توزيع 4 ملايين وجبة طعام، فان نحو 200 مليون وجبة طعام توزع في العراق خلال فترة الزيارة، وكل ذلك من نفقات المتطوعين والخيّرين.
وفي ذات السياق قال المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم خلال مشاركته زائري اربعينية الامام الحسين عليه السلام انه لايوجد في العالم مثل هذا التجمع والتماسك بين هذه الطائفة وامران وراء الحشود غير المحدودة ولا يستطيع فعل ذلك في العالم لولا العقيدة اولا والتاييد الالهي الذي يحوطها.
وأشار ايضاً المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي أحد مراجع الدين في مدينة قم المقدسة ان هذه المسيرات اذهلت الدنيا وبات العالم ينظر اليها بعين الحيرة ، مشددا علي ضرورة الحفاظ علي اقامة هذه المراسم بصورة تقليدية . موضحا أن الاعلام المضلل والممارسات غير الاسلامية ، التي ترّوج لها وسائل الاعلام الاستکبارية ، تستهدف الدين الحنيف ، الامر الذي يتطلب تحشيد علماء الدين کل جهودهم لمواجهة هذا الهجوم الاستکباري الشرس دفاعا عن الدين الاسلامي والرسالة المحمدية التي استشهد من أجلها ريحانة رسول الله (ص) الامام الحسين بن علي عليهما السلام.
وأعرب السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عن استغرابه للتعتيم الإعلامي حول الزيارة وهي أكبر مسيرة عرفها الإنسان فيما تعج وسائل الأعلام بتغطيات إعلامية كبيرة لمسيرات لا يشارك فيها أكثر من مئات أو ألاف المشاركين".
اعداد / سعدون الساعدي
31/5/141212
https://telegram.me/buratha