الصفحة الإسلامية

الامام الحكيم وبن باز !

5038 09:02:02 2015-01-20

طارق الأعسم

ما سببها؟ .. وكيف ردّ الحكيم على وقاحة الشيخ؟ مشادة كلامية بين المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم وشيخ الوهابية عبد العزيز بن باز

قرر المرجع الاعلى في العراق السيد محسن الحكيم (رحمه الله) السفر الى حج بيت الله الحرام فوجهت له ثلاث جهات الدعوة لخدمته في الزيارة لبيت الله الحرام كانت اولاها من المملكة السعودية بدعوة ملكيّة إبان حكم فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وخصص له طائرة خاصّة، ودعاه كذلك شاه إيران وخصص له طائرة وكذلك فعل طاهر يحيى رئيس وزراء العراق في أواخر حكم عبد الرحمن محمد عارف.

كان رأي بعض المشاورين أن يقبل السيد دعوة شاه إيران، وبعضهم أن يقبل دعوة طاهر يحيى. ورأي بعضهم ومنهم السيد الصدر (رحمه الله) أن يقبل دعوة السعودية، وقال: هذه أول مرة ينفتح فيها الوهابية على مرجعية الشيعة. وأخيراً اختار السيد المرجع (رحمه الله) السفر بطائرة الحكومة العراقية، وكان رئيس الوزراء طاهر يحيى في توديعه من المطار ببغداد..

وحال وصول المرجع الاعظم الحكيم الى مكّة المكرّمة تشرّف ملك السعودية آنذاك فيصل بن عبد العزيز باستقباله وتهيئة مستلزمات الاستقبال المهيب بدعوة شخصيات من كل دول العالم تضم الزعامات الدينيّة البارزة في مشارق ومغارب الارض، وفعلاً استقبله في مدخل القصر وكان بصحبته ولده المعمم الصغير المغفور له المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم. وبعد الترحاب والتهليل من الحاضرين جلس الملك فيصل وأجلس إمامنا الحكيم الى يمينه وبجانبه ولده وأشار للآخرين بالجلوس وبدأت وفود الامراء بالتوافد للسلام على الملك والسيد الحكيم وولده.

وجاءت اللحظة الحاسمة حين دخل المجلس شيخ الوهابيّة التكفيري الضرير عبد العزيز بن باز وكان سليط اللسان لا يقيم وزناً للأصول والأعراف ولا الى قيم الكرم وحسن الضيافة، ومشى وسط المجلس بخطى عصبيّة وسلّم على الملك فيصل ثم تجاهل الإمام الحكيم وولده وسلّم مصافحا باقي الجلوس مما أوجد جوّاً مشحوناً وأصيب الحضور بالصدمة للتصرّف الوقح لعبد العزيز بن باز.

وما أن اتخذ ابن باز مجلسه الى يسار الملك حتى التفت اليه الملك فيصل غاضباً معاتباً ومذكّراً بأن السيد الحكيم ضيفه شخصيّاً إلا إن ابن باز بدا مصرّا على موقفه رافضا التزحزح عنه وعلا صوت الملك الذي نهره بعبارات كرر فيها بصوت عال ان السيد ضيفي وابن باز يكرر بدوره عبارات جوفاء من قبيل ان هؤلاء رافضة يفسّرون القرآن بالباطن وهم بذلك مشركون، والملك يجيبه بالإصرار على عبارة هذا ضيفي.

وسط هذا الجو المشحون فغر الجالسون من رجال الدين والامراء افواههم من هدوء وسكينة السيد الحكيم ومن رقاعة ابن باز ووقاحته على قامة السيد الحكيم, وبعد ان عجز الملك عن ثني ابن باز التفت الى السيد الحكيم معتذرا من تصرّف شيخ الوهابية ابن باز، فردّ السيّد الحكيم بعبارات تمتم بها من ان الأمر لا يستحق.

فقال الملك فيصل ضاحكاً في محاولة لترطيب الاجواء: سيدنا لقد ابتلينا بقصّة تفسير الشيعة للقرآن بالباطن خلاف الظاهر, فما كان من الإمام الحكيم رضوان الله عليه الا ان يجيب بصوت جهوري مخاطباً الملك فيصل: ان شيخكم عبد العزيز بن باز الضرير هو اوّل من يصيبه الضرر اذا ما فسّرنا القرآن بالظاهر كما يريد فرب العالمين يقول في محكم كتابه "من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا"!! ما أن سمع شيخ الوهابيّة الآية التي غمزه فيها السيد الحكيم حتّى احمرّ وجهه ولملم أطراف عباءته وخرج غاضباً من المجلس من دون ان يودّع احداً وهو يرعد ويزبد من الحرج والإهانة التي تلقّاها في الصميم فقد بهت الذي كفر. ران صمت عميق في المجلس اثر كلمة السيّد الحكيم ولم يقطع التوتّر الا القهقهة التي أطلقها الملك فيصل والذي اقبل على السيّد الحكيم وهو يردد: أحسنتم سيّدنا أحسنتم والله احسنتم!! وفعلا انتقلت عدوى القهقهة والضحك المتواصل من كل الجالسين الذين أعجبتهم التفاتة السيد الحكيم والدرس البليغ الذي ادّب واخرس فيه بكل برودة اعصاب شيخ الوهابيّة في عقر داره الامر الذي اثار اعجاب الجميع ملكاً وضيوفا وامراء من سعة علم السيد الحكيم وجرأته وحزمه.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك