محمد كسرواني
أمران بات الشعب في باكستان يدركهما جيداً، لا حوار مع الجماعات التكفيرية الإرهابية، ولا امن واستقرار إلا بالقضاء نهائياً على هؤلاء. قراءة لم تولد نتيجة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المدرسة التربوية للأطفال التابعة للمدرسة العسكرية في بيشاور مؤخراً فحسب، بل هي خلاصة لمعاناة أكثر من 100000 باكستاني عرفوا من هي الدول التي لا تريد لبلدهم النووي ان يكون رقماً صعباً في معادلة الشرق الأوسط.
الشارع الباكستاني: قاتلوا الإرهاب أينما كان"عقيدة الشارع الباكستاني في التعامل مع التكفيريين تغيرت كثيراً منذ اشهر"، يوضح الأمين العام لمجلس وحدة المسلمين الشيخ ناصر عباس رجا، ويضيف "اليوم الشارع بات جريئاً، في مواجهة التكفيريين، الى حدٍ يقف فيه وزير في حكومة نواز شريف ليقول إن كل مصائبنا من التكفيريين المدعومين من السعودية واميركا".
وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري يشرح الشيخ ناصر عباس مراحل تقلب رأي الشارع، مشيراً إلى أنه "عندما كان مجلس وحدة المسلمين يدعو لمحاربة الإرهاب لم يكن صوته يصدح بين العوام، أما اليوم فالشارع "الملدوع والملدوغ" من جرائم هذه الجماعات بات هو من يضغط على الحكومة لتكثيف العمليات العسكرية ضد الإرهابيين التكفيريين".
أعوان السعودية يتصارعون فيما بينهم!الأمين العام لمجلس وحدة المسلمين، يوضح في حديثه لموقع "العهد" الإخباري، موقف الحكومة -المدعومة من السعودية واميركا- من التكفيريين الممولين من امراء الوهابية في المملكة نفسها. ويلفت إلى أن الحكومة أيقنت أن عدم تصديها للتكفيريين سيؤدي حتما إلى استقالتها تحت ضغط معارضة الشارع لها، لذلك هي تدير العملية العسكرية رغماً عنها. ويتابع: "الارهابيون تجاوزوا الحدود المرسومة من قبل الحكومة، صحيح أن الأخيرة سمحت لهم بتكفير الصوفيين والإسلاميين إلا أنها اليوم تدفع الثمن".
برأي الشيخ ناصر عباس رجا، لا يمكن للحكومة من الآن وصاعداً تجاهل مطالب شعبها، مذكراً بالمرحلة السابقة وخاصة حيث "كنا نطالب بإسقاط الحكومة نظراً لدورها في التغاضي عن الجرائم المرتكبة من طالبان وغيرها، وقتها لم نلق اهتماما من الشارع أما اليوم فطبيعي جداً أن ترى طفلاً عمره لا يتجاوز الـ 12 سنة، خلال تظاهرة يرفع شعاراً بعنوان اعطوني سلاحاً لأقاتل التكفيريين".
هل نشهد قوات الحشد الشعبي الباكستانية قريباً؟من جهة ثانية، يؤكد الشيخ ناصر عباس رجا، أن الجيش الباكستاني قوي ولا يحتاج الى قوات دعم شعبيّ للمساندة، ويقول "الجيش يختلف عن الجيوش الأخرى كالتي في العراق أو سوريا، فتركيبته لا تحتاج الى دعم لوجيستي أو بشري"، لكنه يستدرك بالقول "هذا لا يعني أننا لو اضطر الأمر لمساندته ان نقف مكتوفي الأيدي، فكلنا سندعمه في معركة مكافحة الإرهاب".
وإذ يثني الأمين العام لمجلس وحدة المسلمين على سرعة تنفيذ العمليات العسكرية للجيش ضد الإرهاب، يشدد على أن هذه المعركة لا بد ان تستكمل حتى النهاية، ويشير الى أن على الجيش في بعض المناطق عدم الاكتفاء بالضربات الجوية، بل بشن تدخلا عسكريا، تحديداً في المناطق التي يوجد التكفيريون فيها منذ زمن وباتت تحصيناتهم تحميهم من الغارات.
كيف نوحّد الجميع تحت سقف الدولةوفي ختام التصريح الخاص لموقع "العهد" الإخباري، يشدد الشيخ ناصر عباس رجا على أن توحيد الصفوف في خط واحد هي الطريقة الأفضل والأنجع لحماية الدولة، ويضيف "التكفيريون منذ 40 عاماً وهم ينشرون الفتنة وعلينا اليوم العمل سوياً لنشر فكرة الجماعة والتوحد".
ولا يستبعد الأمين العام لمجلس وحدة المسلمين، إمكانية التوحد السني - الشيعي والسني - الصوفي، لا سيما واننا نرى ان السنة يهتفون في تظاهراتهم بشعارات الثورة الصادقة كـ "لبيك يا حسين"، و كـ "لبيك يا زينب"، فالكل بات مقتنع أن الإرهاب ينهيه التوحد "صفاً صفاً".
25/5/150201
https://telegram.me/buratha