أثبتت السينما الايرانية مرة أخرى أنها على المستوى العالمي وباستطاعتها انتاج أفلام ضخمة يمكن أن تبقى في ذاكرة تاريخ الميديا. فبعد ثماني سنوات من العمل إنتهى المخرج الايراني العالمي مجيد مجيدي من انتاج فيلم محمد رسول الله (ص) وهو الجزء الأول من مجموعة سينمائية ثلاثية تتحدث عن حياة الرسول الاعظم(ص).
ويعرض الفيلم، ومدته ثلاث ساعات، حياة الرسول محمد(ص) منذ الولادة حتى الـ13 من عمره فضلا عن عرضه اجزاءاً مما مر به المسلمون خلال حصارهم في زمن ابي طالب وهجوم ابرهة على مكة. ويتوقع أن مجيدي يريد أن ينتج جزءاً ثانياً وثالثاً للفيلم خلال الاعوام القادمة حيث سيتناول حياة الرسول الاعظم(ص)خلال أيام شبابه حتى وفاته.
الفيلم الذي عرض لأول مرة خلال أيام ذكرى انتصار الثورة الاسلامية، يعد من أفضل الاعمال السينمائية في تاريخ ايران، كما أنه أفضل فيلم عالمي أنتج عن حياة الرسول الاعظم(ص).
ومن المتوقع أن يستقطب الفيلم خلال عرضه العالمي عدداً كبيراً من المشاهدين من مختلف الاديان السماوية، خاصة وأن المخرج نجح في التعريف بحقيقة الاسلام المحمدي الاصيل وشخصية الرسول محمد(ص)خير تعريف في ظل محاولات الغرب تشويه صورة الاسلام عبر الاسلاموفوبيا.
هذا ويتمتع الفيلم بأعلى المعايير العالمية لانتاج الافلام. وعلى الرغم من بعض التصريحات في العالم العربي واختلاق مواضيع هامشية حول الفيلم من بعض الجهات فان المخرج لم يعرض بتاتاً وجه الرسول محمد (ص).
وقد شارك في انتاج الفيلم الى جانب الطاقم الايراني بعض من المحترفين الاجانب في صناعة السينما ومن بينهم المصور السينمائي الايطالي العالمي (الحائز على ثلاثة جوائز اوسكار) ویتوریو استورارو والذي قام بتصوير الفيلم، كما شارك في اعداد المؤثرات الخاصة السينمائي الامريكي (الحائز على جائرة اوسكار) اسکات ای. اندرسون، كما قام بإعداد موسيقى الفيلم الموسيقار الهندي (الحائز على جائرة الاوسكار) اِی.آر. رحمان، بمساعدة مهندس الديكور العالمي (الحائز على جائزتي ايمي و سيزار) میلجن کرکا کلجاکویج.
ولانتاج هذا الفيلم تم بناء مدينة سينمائية ضخمة الى جانب مدينة طهران تم فيها بناء ديكور مدينة مكة و يثرب (المدينة) و دير بحيرا الراهب.
خلال مرحلة انتاج الفيلم زار آية الله العظمى سماحة الامام السيد علي الخامنئي(دام ظله) مراحل تصوير الفيلم و ذلك لفترة ست ساعات وأشاد بهذا العمل السينمائي الضخم.
ومن أبرز المشاركين في الفيلم علي رضا شجاع نوري بدور عبد المطلب، مهدي باكدل بدور أبو طالب، مينا ساداتي بدور آمنة، سارة بيات بدور حليمة، محسن تنبانده بدور ساموئيل، داريوش فرهنك بدور أبو سفيان.
وقد تم تصوير ٩٩ بالمائة من المشاهد في ايران، فيما تم تصوير مشاهد خروج ابرهة الحبشي بجيشه الكبير في إحدى الدول الأفريقية.
وفي هذا الاطار، أكد مدير مشروع انتاج الفيلم محمد مهدي حيدريان في تصريح صحفي له أن هذا الفيلم "سينال اعجاب المتابعين والمشاهدين في داخل وخارج ايران، لافتاً إلى أن السيناريو يتمتع بدقة عالية إضافة إلى تميز الفيلم من الناحية الفنية، وأشار الى أن كل من شاهد الفيلم أقر بأنه عرض صورة حقيقية عن الشخصية العظيمة للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وحول عرض الفيلم في دول العالم، قال حيدريان أنه وصلتنا العديد من الطلبات من شركات عرض الافلام العالمية وخلال الاسابيع القادمة سنبدأ مباحثاتنا مع هذه الشركات.
بدوره، قال المخرج مجيد مجيدي في حديث لموقع العهد الاخباري أنه قام بتصوير مرحلة من حياة الرسول الاعظم (ص) لا خلاف عليها من قبل المذاهب الاسلامية، معتبراً أن الفيلم سيشكل عنواناً لوحدة الامة الاسلامية.
مجيدي أشار إلى أنه خلال فترة انتاج الفليم التقى بالمراجع الدينية في النجف الاشرف وقم المقدسة وعلى رأسهم الامام الخامنئي (دام ظله) وآية الله السيد علي السيستاني، كما التقى بكبار علماء الاخوة من أهل السنة في ايران ودول العالم وقدم لهم شرحاً عن انتاج الفيلم وأهدافه.
واضاف: إن ما رأيته منهم خلال هذه اللقاءات هو كان حسن الظن والثقة وقدموا لي نصائح في هذا المجال وأعلنوا دعمهم المعنوي للفيلم.
وفيما لفت إلى انه تم بناء مدينة سينمائية ضخمة لهذا العمل، قال مجيدي "أننا مستعدون لاستضافة كل من يريد انتاج فيلم عن الاسلام في هذه المدينة"، ورأى أن الفيلم محمد (ص) ليس مجرد فيلم بل هو دعوة من العالم الاسلامي لبدء حركة ثقافية لقراءة صحيحة عن الاسلام بأنه دين الرحمة و المودة.
37/5/150225
https://telegram.me/buratha