هلسنكي ثانية أقصى العواصم الشمالية التي يعيش فيها مسلمون، وعلى الرغم من أن عددهم في هذا البلد الشمالي لا يتجاوز الأربعين ألفاً معظمهم من المهاجرين، فوجودهم ظاهر، خاصة في الشهر الفضيل.
في رمضان هذا العام لا تغيب الشمس عن هلسنكي إلا لثلاث ساعات ونصف الساعة فقط. في الأفق ينبسط شفق ما بعده غسق. لكن طول النهار وقصر الليل لا يثنيان عباد الله عن أداء فريضة الصيام.
"مسجد الأمان" الذي أنشأته الجالية البنغلاديشية في فنلندا بيت من بيوت الرحمن. إنه اسم على مسمى، فهو يسع كل مسلم بغض النظر عن أصله وجنسيته ومذهبه.
ويقول إمام المسجد، عبد القدوس خان إنه "لا شك أن الصيام مرهق في المناطق القطبية، في فترة الليالي البيضاء، لكن الله يدعونا إلى الصبر، فالإنسان المؤمن صبور ومطيع لله، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لذا من لا يستطيع الصوم لمرض أو معوق آخر، فلا حرج".
وبعد صيام دام نحو عشرين ساعة حان موعد الإفطار. زوار المسجد افترشوا الأرض ومدوا مائدة الإفطار التي تصبح تلقائياً سحوراً، فلم يبق على الإمساك سوى ثلاث ساعات، أو أقل.
ويؤكد أحمد محيي الدين، بروفيسور وأستاذ جامعي، أن الفنلنديون "يتعجبون كيف يمكن للمرء أن يبقى بلا ماء وطعام أكثر من عشرين ساعة، لذلك ينظرون إلينا بنظرة إحترام، وبعضهم اعتنق الاسلام إعجاباً بصبر وخشوع المسلمين".
ولم نسمعْ شكوى من أحد عن عبء الصيام، هنا يقولون إن إخوتهم في إيسلندا يصومون هذا العام اثنتين وعشرين ساعة.
https://telegram.me/buratha