الصفحة الإسلامية

لماذا أوصى الإمام الصادق(ع) للمنصور كواحدٍ من خمسة بالإمامة؟

3451 11:35:50 2015-08-15

مرّت على إمامنا الصادق (عليه السلام) كباقي أئمّة أهل البيت (سلام الله عليهم) منعطفاتٌ ووقفاتٌ عديدة منذ ولادته وحتى استشهاده (عليه السلام) على يد المنصور الدوانيقي، وكانت هذه الوقفات كصبابة الماء من سيرة مولانا ومؤسّس مذهبنا محقّق الحقائق الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه الصلاة والسلام). ومن تلك المواقف هو ما أوصى به (سلام الله عليه) قبيل شهادته، فقد روى الشيخ الكليني والطوسي وابن شهر آشوب (واللفظ للكليني) عن أبي أيوب النّحوي أنّه قال: بعث إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل، فأتيته فدخلت عليه وهو جالسٌ على كرسيّ وبين يديه شمعةٌ وفي يده كتاب، قال: فلمّا سلّمت عليه رمى بالكتاب إليّ وهو يبكي. فقال لي: هذا كتاب محمد بن سليمان يُخبرنا أنّ جعفر بن محمد قد مات، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون –ثلاثاً-، وأين مثل جعفر؟ ثم قال لي: اكتب، قال: فكتبت صدر الكتاب، ثم قال: أكتب إنْ كان أوصى إلى رجلٍ واحدٍ بعينه فقدّمه واضرب عنقه. قال: فرجع إليه الجواب أنّه قد أوصى إلى خمسةٍ وأحدهم أبو جعفر المنصور ومحمد بن سليمان وعبد الله وموسى وحميدة. قال العلامة المجلسي (رحمه الله): كان الإمام (عليه السلام) يعلم بعلم الإمامة أنّ المنصور سيقتل وصيّه، فأشرك هؤلاء النفر ظاهراً، فكتب اسم المنصور أوّلاً، لكنّ الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) هو الذي كان مخصوصاً بالوصية دونهم، وكان أهل العلم يعرفون ذلك كما مضى في رواية أبي حمزة الثمالي، … فقد روي: ولمّا سمع ذلك علماء الشيعة مثل أبي حمزة الثمالي, قال ما معناه: أمّا الأوّلان فكانا للتقية, والأفطح كان ناقصاً إذ كان أفطحاً, والإمام لا يكون ناقصاً، وهو مع ذلك كان جاهلاً بأحكام الشريعة, والمرأة ليست بإمام, فتعيّنت الإمامة بموسى الكاظم, وهو معنى كلام أبي حمزة عندما سمع خبر الوصية: الحمد لله الذي هدانا إلى الهدى وبيّن لنا عيوب الكبير, ودلّنا على الصغير, وأخفى عن أمر عظيم. ومن الجدير بالذكر أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) استُشهِدَ في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة (148) للهجرة على أشهر الروايات بالعنب المسموم الذي أطعمه إيّاه المنصور، وكان عمره الشريف حين استشهاده خمساً وستين سنة، ودُفِنَ في البقيع عند أبيه وجدّه، وروى الشيخُ الكلينيّ عن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) أنّه قال: أنا كفّنت أبي في ثوبين شطويّين (مصريّين) كان يُحرم بهما، وفي قميصٍ من قمصه، وفي عمامةٍ كانت لعلي بن الحسين(عليه السلام) وفي بردٍ اشتراه بأربعين ديناراً.

(العتبة العباسية المطهرة)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندس نوفل الجزائري
2015-08-15
رأيت تناقض بالمقالة في وصيته عليه السلام تقولون يعلم بعلم الأمامة وفي شهادته : قلتم استشهد بالعنب المسموم فأذا يعلم بعلم الأمامة .. فقد علم أن العنب مسموم وهذا انتحار وخوف وحاشاه عليه السلام واذا كان لا يعلم ... فأين علم الأمامة الرجاء توخي الدقة في نقل المعلومات التأريخية فتأريخنا بحاجة الى دراسة أرجو أن يُهم كلامي بالخطأ... قصدي تحرّي الدقة بالروايات وعرضها على العقل والمنطق والتمحيص
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك