منذ بداية شهر محرم وإلى الآن يواظب الأمريكي (مايك) على المشاركة في الشعائر الحسينية ولبس الثياب السوداء وحضور مجلس العزاء كل ليلة إلى جانب المسلمين الشيعة في مدينة ديترويت.
مايك الذي يعتنق المسيحية ويناهز الخامسة والاربعين من العمر اعتاد أن يقطع يوميا مسافة طويلة تقدر بعشرات الاميال من بيته إلى الحسينية للاستماع بشغف وتأثر إلى خطب ومحاضرات يلقيها علماء الشيعة وخطباؤهم من على المنبر وهي تدور حول أحداث عاشوراء ومبادئ الإمام الحسين عليه السلام.
كما يشارك في مآتم اللطم وبعض الشعائر الأخرى معلولا ذلك بأن الإمام الحسين ليس لأمة معينة ولا لدين خاص وإنما هو للإنسانية كلها.
ويتابع مايك: أنه (الحسين) صاحب قضية عادلة ومبدأ إنساني عظيم يجدر بكل شعوب الأرض أن تستلهم منه الدروس وتتخذه مثلا أعلى وتسير على نهجه.
ويشدد مايك على ضرورة فهم المسلمين لدورهم في نشر الثقافة الإصلاحية الحسينية وأن يحافظوا على جذوة الحب الحسيني المقدس واستمراره وتعميقه في القلوب والضمائر.
وتعبيرا عن حبه الكبير للحسين عليه السلام يقول مايك: أنني مثل عابس حب الحسين اجنني.
وللوهلة الأولى آثار حضور مايك المتكرر واليومي إلى الحسينية دهشة واستغراب من لا يعرفونه ولكن مع مرور الوقت واستماعهم الحديثه عن الحسين وتاثره الذي بدا واضحا من خلال بكائه أثناء تطرق الخطباء إلى مظلومية أهل البيت وما جرى عليهم من المصائب يو م عاشوراء اعتاد الجميع على وجوده بينهم بل أصبحوا يتفقدونه ويسالونه عن أحواله.
وليس من الغريب أن يتأثر الناس من أي ديانة أو جماعة كانوا بقصة مقتل الإمام الحسين عليه السلام ويشارك في إقامة العزاء له فهو الرمز الملهم للثوار المطالبين بالحرية والعدل والاصلاح.
ولعل هذا ما جعل مشاهير السياسة والفكر من مختلف الحضارات والاديان يتحدثون عن الحسين ويعترفون بتاثرهم به كغاندي وماوتسي تونغ وتوماس كارليل وبرنادشو وغيرهم الكثير.
وتشهد مدينة كربلاء في العراق حيث دفن الأمام الحسين توافد الملايين.في مثل هذه الأيام سنويا لإحياء ذكرى عاشوراء وفيهم الشيعة. والسنة والمسيحيون والصابئة والايزيديون وسائر الطوائف والأعراق والجنسيات الأمر الذي يدل على شمولية النهضة الحسينية وخلود أهدافها ورسوخها في الوجدان وتناغمها مع الفطرة الإنسانية السليمة.
https://telegram.me/buratha