شهدت مدينة كربلاء المقدسة بعد ظهر اليوم السبت العاشر من محرم الحارم الموافق 24 /10 /2015 ، انطلاق مراسيم (ركضة طويريج ) المليونية وسط إجراءات أمنية مشددة .
مراسيم الركضة هذه ، انطلقت بشكل عفوي وذلك بعد صلاة الظهرين من منطقة قنطرة السلام التي تبعد حوال (3) كم عن مركز كربلاء المقدسة شرقا من جهة كربلاء ـ الهندية ، متجهة صوب قبلتها مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ، إذ ردد فيها المعزون نداء (يا حسين يا حسين ) و ( لبيك يا حسين ) و ( ابد والله يا زهراء ما ننسى حسينا ) ، ليشكلوا بذلك اكبر تجمع بشري في العالم .
الى ذلك ، فقد أشارت عدد من الإحصائيات التي أجرتها عدد من المراكز المختصة بمجال الإحصاء الى تجاوز عدد المشاركين في عزاء ( طويريج ) عن ثلاث ملايين زائرا تواجدوا جميعهم بعد ظهيرة اليوم في البقعة التي تضم مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) اشارة الى زمان ومكان استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ورهطه الكرام .
يذكر ان عزاء طويريج يعود تاريخه الى عام 1303 هــ الموافق 1885 م ، الا أنها قد تعرضت للقمع والمنع من قبل ازلام النظام الصدامي البائد وتم اعادة العمل بها بعد سقوطه عام 2004 ، إذ تنطلق هذه الشعيرة من قنطرة السلام باتجاه المدينة القديمة وذلك بعد صلاة الظهر، وهي الساعة واللحظة التي استشهد فيها الامام الحسين وبقي وحيدا على ارض كربلاء ينادي (هل من ناصر ينصرنا ) ، وقد حدد هذا المكان كمنطلق لهذه الركضة بعد ان يلتحق أبناء مناطق الوسط والجنوب بأبناء كربلاء المقدسة ليشكلوا بذلك اكبر سلسلة بشرية تسيل كسيل بشري عارم صوب قبري الامام الحسين واخيه العباس (عليهما السلام) ولسان حالهم يقول ( لبيك يا حسين ... جئناك ناصرين لأننا لم نكن معك في وقت تلك المعركة الدامية ) وهم يجددون بذلك عزائهم وولائهم بشكل سنوي .
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة كان قد اجرى ـ خلال الركضة المليونية ـ بعض اللقاءات مع شخصيات لها باع طويل في تاريخ ركضة طويريج ومنهم السيد سالم علي من محافظة بابل الذي تحدث الينا قائلاً : ان لركضة طويريج اثر كبير من الناحية المعنوية والنفسية فضلا عما فيها من آجر وثواب ، إذ ينقل بخبر ثقة عن اية الله العظمى السيد بحر العلوم ورؤيته للإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف ) وهو راكضا فيها ، ناهيك عن عدد الكرامات التي حصلت للمؤمنين إذ لا يمكن عدها وحسابها ، وأخيرا فهي بمثابة تجديد الولاء والبيعة لأبي عبد الله (عليه السلام) ومواساة لرسول الله محمد وامير المؤمنين علي ابن ابي طالب وفاطمة الزهراء (عليهم السلام) بهذه الفاجعة الاليمة .
في حين يرى السيد حمزة الجابري (رجل دين) بأنها ـ ركضة طويريج ـ شاهدٌ على التحدي من جهة والولاء من جهة أخرى ، عدا انها بمثابة تأسي واقتداء بما ورد عن علمائنا الصالحين امثال السيد بحر العلوم لهكذا حضورات مباركة بحضور صاحب العصر والزمان ، مما يدفعنا لأن نكون من ضمن المشاركين فيها ، إذ أنها تربط المؤمن ارتباطا روحيا مع سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين (عليه السلام) .
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
https://telegram.me/buratha