المُستبصر الكوسوفي جونا فميا على أعتاب مرقد سيد الشهداء عليه السلام في كربلاء المقدسة
محاولات خبيثة وطرق أخبث تتبعها مذاهب ودول ومؤسسات لمنع الحقيقة التي تتجلى بمذهب أهل البيت عليهم السلام، إلا أن تلك المحاولات سرعان ما تتلاشى كتلاشي السحب السوداء أمام أشعة الشمس الساطعة.
هذه الحقيقة التي أيقنها واعتنقها المستبصر الكوسوفي «جونا فميا» استكمل حلقاتها بزيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام ومرقد أهل البيت عليهم السلام في العراق ليحدثنا عن تجربته من قبل الاستبصار حتى محط رحاله في كربلاء قائلا : إنني من جمهورية كوسوفو البالغ عدد سُكّانها (2،100،000) نسمة، ومساحتها (10،908 كم2)، والذي يشكل المسلمون فيها نسبة (95 ٪) من سكانها، انتقلت سنة 2003 إلى فرنسا واعتنقت مذهب أهل البيت (عليهم السلام) سنة 2013، لديّ خمسة أطفال وأتحدث عدة لغات منها (الألبانية، الصربية، البوسنية، الفرنسية والإيطالية).
– ما هي دوافع الاستبصار واعتناق المذهب الجعفري؟
– كنت فيما سبق من معتنقي الصوفية، ولكنّي في الوقت ذاته على علم ودراية بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) ومكانتهم الإنسانية إلا أنني كنت جاهلا لأمور تخص المذهب بسبب إخفائها عنا من قبل علمائنا فكانت سببا ودافعا مهما للإطلاع والقراءة ثمّ الاستنتاج إن مذهب أهل البيت (عليهم السلام) هو الصحيح، حيث قمت بالبحث عن أهم الأدلة التي تزيد تمسكي بالمذهب الجعفري، خصوصاً بعدما قرأت مجموعة من الكتب الصوفية التي تتحدث عن فضائل وأخلاق وأصول ومعرفة أهل البيت (عليه السلام) واستشرت عددا من الأخوة المستبصرين حتى اتضحت أمامي الصورة ودخلت في رحاب مذهب أهل البيت (عليهم السلام).
– برأيك ما هو سر تخوف الصوفية من انتشار حقيقة مذهب أهل البيت عليهم السلام؟
– يوجد هناك تخوف كبير من التشيع فتعمدوا عدم إيضاح الصورة الحقيقية في العديد من الدول ومنها فرنسا، مما دفعني إلى زيارة كربلاء لأعود إلى فرنسا حاملا معي الأدلة الملموسة من الصور والفيديوهات التي تم التقاطها هنا في كربلاء ليعرفوا هذه المدينة المقدسة ومن هو الإمام الحسين وأخوه أبو الفضل العباس (عليهما السلام) اللذان يمثلان رمزا من رموز التضحية والوفاء والدين والمذهب الحقيقي للتشيع، مبينا أن في فرنسا عدد كبير من الصوفية ومن منهم من المذاهب الأخرى لا يعرفون شيئا عن الإمام الحسين (عليه السلام) ومرقده الطاهر، فضلا عن قلة الكتب والمصادر التي تتناول تاريخ وحياة أهل البيت عليهم السلام باللغات الفرنسية والألمانية، مؤكد أن فرنسا تشهد بروز تيارات تدعو وتروج للفكر السلفي واستقطاب الرؤوس الكبيرة لإقناعهم بالفكر السلفي بعد أن تم تشويه الصورة الحقيقية لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) الذي أخذ بالانتشار بصور واسعة على نطاق العالم».
– ما هو سر زيارتك إلى العراق عموما ومدينة كربلاء المقدسة على وجه الخصوص؟
– جئت للاطلاع على أهم الحقائق التي يتبناها العراق والذي عرفت أرضه على مر العصور بأرض الرسل والأنبياء والأئمة الأطهار (عليهم السلام)، والتعرف إلى مراقد أهل البيت (عليهم السلام) الموجودة هنا هذا من جانب ومن جانب آخر جئت للتعرف على مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) في مدينة كربلاء المقدسة، وماذا يضم هذه الصرح الشامخ، وأنا من جهتي سوف أقوم بنقل هذه الصورة إلى المذاهب الأخرى هناك في دولتي، وذلك لأنهم لم ينقلوا لنا هذا الصورة المتميزة التي نشاهدها الآن من حيث التراث والتطور والازدهار، وأتمنّى أن أكون سبباً في اعتناق الآخرين لمذهب أهل البيت (عليهم السلام).
* كيف تصف لنا مشاعرك وانت في رحاب سيد شباب أهل الجنة (عليه السلام)؟
– فرحتي لا تسعني وأنا في حضرة الإمام الحسين (عليه السلام) ولساني عاجز عن التعبير عما في داخلي فهذا شعور لم أشعر به من قبل، وأفتخر لكوني بهذا المكان ورؤيتي لهؤلاء الخدم الذين يقومون بخدمة الزائرين.
ويضيف، كنا نعتقد أن الإمام الحسين (عليه السلام) فقط مرقد وليس بهذه العمارة الموجودة حاليا لمالها من قدسية وهيبة وهذه الخدمة المقدمة من لدن العاملين في الإمام الحسين (عليه السلام) وسوف أنقل هذه الصورة إلى الأهل والأصدقاء هناك لكي نستقطب أكثر عدد من المذاهب الأخرى عند معرفتهم لهذا المذهب ويجب علينا جلب الإخوة إلى المراقد المقدسة في العراق ليعرفوا هذا الرمز الخالد، حيث تم تسليمي فولدر خاص بأقسام العتبة المطهرة ومترجم إلى اللغة الألمانية ونحن بدورنا نترجمه إلى اللغة الفرنسية ليتم نشره هناك.
حوار: أحمد القاضي / ترجمة: حسين علي عبد
تحرير: ولاء الصفار