المشاهد التي شاهدتها في الطريق وانا سائرة لتغطية البث المباشر ،هناك رجل كبير قد تخذ منتصف الشارع مكانا له ، لكي يقدم الى زوار أبي عبدالله القهوة ، وهو ينادي لا ترفضوا قهوة الحسين عليه السلام ، وطفل يسقي الماء وينادي (اشرب ماي يزاير ) وأصحاب المواكب يستقبلون الزوار بابتسامه ، كأني أرى طريق الجنه ، فهم يفشون السلام ويطعمون الطعام .
وبين تلك الجموع وقبل دقائق البث المباشر ،اذهلتني تلك المرأة ؟! التي تسير حافية القدمين صاحبة العيون الملونه بلون الحياة والعزيمة ، أنها العلوية أم عباس عندما سألتها أمي (المن رايحة للحسين )كان ردها "رايحة للزهره اعازيها بأبنها"قلت الها أمي عندك أبناء بالحشد فأجابتني بعبارة "خير من الله عندي سبعه بالحشد واجيت ادعيلهم وادعي لكل ولدنا ويحفظ العراق ويكفينا شر داعش " حقيقه اذهلني إيمان وعزيمة هذه الأم ، التي تبلغ من العمر ستة وستين عاما ، اوصيتها بالدعاء وسارت مع راية الولاء التي تحملها ، وفي ذلك الوقت التقيت بتلك المرأة أم سعد ، تقول ودعت إبني الوحيد في هذا الصباح ، وهو ملتحق إلى الرمادي وانا سوف اكمل المسير . واثناء الاستراحه في وقت الصلاة ، عند جلوسي في ذلك الموكب التقيت بمجموعه من النساء ، ودار بيننا الحديث ، فوجدت جميعهن أمهات وزوجات وبنات شهداء وأبطال في الحشد الشعبي ، جئن ليقدمن الخدمة ، بدل أزواجهن الذين يأدون الجهاد ، والذين استشهدوا لنصرة الدين والمذهب ، كأنهن اسود يرفضن الذل والهوان ، واخذن الصبر من سيدة الصبر زينب عليها السلام .
عند عودتي لمكان التصوير ، وقفت كي اعد الضيوف ، استوقفتني طفله صغيره ، تسير وتتلفت وحدها في الطريق بين جموع الزوار ، ذهبت باتجاهها ، فمسكت بيدها وقلت لها " حبيبتي وين ماما " فقالت "بالبيت" فقلت لها ويامن جايه ، فقالت "وحدي اجيت امشي خطوات لأبوي الشهيد " فما رد هذه الطفله إلا تأكيد على قول السيدة زينب سلام الله عليها (فوالله لا تمحو ذكرنا) فهو ذكر ال البيت عليهم السلام وحبهم زرع في قلوب الصغار والكبار النساء والرجال ، أمهات بنكهة الصبر والشموخ . اهدين خطواتهن لأبنائهن الذين التزموا مواقع الجهاد ، والذين استلهموا الهمم من سيد شباب الجنه ،ومن موقعهم ناصروا الحسين عليه السلام ، وقلوبهم وارواحهم تحوم حول حرم الحسين عليه السلام ، وهم ينادون لبيك ياحسين لبيك ياحسيـــن لبيك يا حسين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha