كان الزمن الذي يعيش فيه الامامين شديد التقية لان المنصور العباسي المعروف (بالدوانيقي) كان يضيق على الامامين (عليهما السلام) حتى امتد هذا الفعل الى هارون العباسي ايضاً ، وحين توفي الامام الصادق (عليه السلام) كانت وصيته من بعده لخمسة من الاشخاص , منهم : ابنه المعروف بالأفطح وهو عبد الله ، والثاني ابنه موسى الكاظم (عليه السلام) ، الثالث: الوالي على المدينة (محمد بن سليمان) ، الرابع : زوجته (حميدة) ، الخامس: الخليفة (المنصور العباسي ، الدوانيقي) ، ولقد استغرب الكثير من هذا الامر ولهذه التشكيلة العجيبة ولم يفهم ذلك الا اصحابه وقادته الرساليون منهم ابو حمزة الثمالي في الكوفة ، فحينما وصل اليه الخبر وهو عند قبر الامام علي (عليه السلام) مع جماعة من اصحابه يتذاكرون الدرس ، شهق شهقةٌ وأغمي عليه فلما أفاق قال : هل اوصى الى احد ؟ اجابه الأعرابي صاحب الخبر الذي نقله له : نعم اوصى الى ابنه عبد الله ، موسى ، وابي جعفر المنصور ، فتبسم ابو حمزة الثمالي وقال:( الحمد لله الذي هدانا الى الهدى وبيّن لنا عن الكبير ودل على الصغير، واخفى عن امر عظيم . فسئل عن قوله فقال : بيّن عيوب الكبير ودل على الصغير لإضافته ايّاه ، وكتم الوصية للمنصور لأنه لو سأل المنصور من الوصي لقيل انت، واخفى عن امر عظيم)
ومعنى بيّن عيوب الكبير ودل على الصغير لإضافته ايّاه ، وكتم الوصية عن المنصور لأنه لو سُأل المنصور من الوصي لقيل انت ، وحينما قرن ابنه الكبير عبد الله مع ابنه الصغير موسى فأن في الامر شبهة حيث لا يحتاج الأبن الكبير الى وصية مع انه قرن مع الصغير وهذا يدل على ان الكبير ذو عاهة ولو كانت الامامة له لما احتاج الى هذه الوصية المقرونة مع اخيه الصغير ، وهذا دليل على امامة الامام موسى الكاظم (عليه السلام) ، وحينما اراد ان يخفي الامر عن المنصور ادرجه كأحد الاوصياء ولعلمه ان المنصور غايته قتل من اوصى اليه ، فحينما سمع باستشهاد الامام جعفر الصادق (عليه السلام) كتب رسالة الى واليه على المدينة (محمد بن سليمان) جاء فيها ( وان كان اوصى الى رجل بعينه فقدمه واضرب عنقه) فأجبه سليمان (ان اوصياءه خمسة فأيهم اقتل) وحينما قرأ المنصور الجواب:(ليس الى قتل هولاء سبيل) وكذا كانت وصية الامام الصادق الى ولده الامام موسى (عليه السلام) عبارة عن لغز لم يتعرف عليه سوى اصحابه الخلص. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا ال محمد اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha