الصفحة الإسلامية

الشيخ الكربلائي بافتتاح مهرجان ربيع الشهادة: منهج التكفير يُهدد التعايش بين المسلمين

2398 06:10:32 2016-05-11

أنطلقت مساء امس الثلاثاء، في الصحن الحسيني الشريف فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالميّ الثاني عشر تحت شعار [الإمام الحسين عليه السلام مشكاة الحرية ونبراس الشهادة] بحضور عدد من الشخصيات الدينية وأدبية وأكاديمية فضلا عن الحضور الإعلامي الكبير ومن مختلف دول عالم.
وألقى كلمة الأمانتين العامّتين للعتبتين الحسينية والعباسية المتولّي الشرعي للعتبة الحسينيّة الشيخ عبد المهدي الكربلائي التي تحدث فيها قائلاً، إنّ "طبيعة التحدّيات والفتن التي يمرّ بها بلدُنا والعالم الإسلامي وإن اتّسمت في ظاهرها بطابع العنف الدمويّ من تفجير وقطع للرؤوس وخطف وتهجير إلّا أنّ منهج التطرّف والتكفير والإفساد العقلي والفكري والثقافي هو الذي يمثّل التحدّي الأكبر الذي ينبغي التوجّه اليه موقفاً وعملاً ورأياً وإعلاماً".
وبيّن الكربلائي: "نحن اليوم نعيش تلك المعركة وذلك التحدّي بين صورة إسلام مشوّه ممسوخ قدّمته مدارس ومعاهد ومناهج تعنونت بعناوين دينية برّاقة وأبواق إعلامية نفذت لقلوب الكثيرين المخدوعين بهذه المناهج التي تصوّروها أنّها خلافة الله تعالى في الأرض، ويعزّز هذا الفكر والإعلام أموالٌ كان من الواجب أن تُنفق لعمارة أرض الإسلام وتنوير عقول أهله، فإذا هي تعزّز منهج القتل وسفك الدماء في كلّ مكان من أرض الله تعالى الواسعة، معركة بين هذا الإسلام المشوّه وبين من يمثّل أصالة الإسلام وجوهر الفطرة الإسلامية والدعوة الى التعايش المبنيّ على الاحترام للآخر مهما كان رأيه".
وتابع: "لقد استطاعت مدرسةُ التكفير والتطرّف أن تهدّد التعايش السلميّ بين المسلمين، بل أن تجعل ثقافة التوحّش والقتل وانتهاك الأعراض سمةً تصطبغ بها صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل التثقيف الجماهيريّ الإسلامي".
واستدرك الكربلائيّ: "آلت الأحوال بسبب هيمنة هذا المنهج واستغلال أعداء الإسلام له ليؤسّسوا ويدعموا جماعات يتّخذونها وسيلة لضرب الإسلام من الداخل، آلت الى أن نجد البقعة الأكثر سفكاً للدماء وانتهاكاً للأعراض وسلباً للأموال هي أراضي ودول تمثّل قلب العالم الإسلامي، وحتى صارت أكلاً سهلاً لأعداء الإسلام مستغلّين هذه الجماعات المتطرّفة لتنفيذ مخطّطاتها في ضرب الإسلام من داخله، أيّها الإخوة والأخوات إنّنا أمام هذه الظروف المأساويّة التي تعيشها المنطقة والعراق بحاجةٍ اليوم وقبل الغد الى الانفتاح الأعمق والأوسع بين أتباع المذاهب الإسلامية بعضهم مع البعض الآخر، وخصوصاً أصحاب الفكر الديني والإعلام والثقافة لنجلس فيما بيننا ونتصارح ويبثّ بعضنا همومه الى الآخر، ولنتأمّل ماذا جنينا من تسلّط هذه القوى التكفيرية على مقدّرات الإسلام والمسلمين".
وأشار "لقد كانت إحدى الدروس المهمّة للإمام الحسين [عليه السلام] هو انفتاحه على الآخرين بمختلف انتماءاتهم واعتقاداتهم ودعوتهم الى اتّباع الحقّ بعد توضيح الحقائق وتميزها عن الإبطال والأراجيف".
ونوه "على صعيد العراق والصراع الدامي فيه فإنّنا بحاجة الى أمرين، الأوّل: أن نوضّح للآخرين حقيقة ما يجري على أرض العراق وطبيعة الصراع الذي ضلّلت حقيقته وسائلُ الإعلام التكفيرية، ولقد وجدنا حين التقينا بالكثير من الوفود الإسلامية ودول أوربية أنّ الحقيقة غائبةٌ عنهم بسبب التضليل الإعلاميّ الممنهج، لذلك فنحن بحاجة الى مزيد من التلاقي والتواصل والانفتاح على هذه الشعوب ووسائل إعلامها ومؤسّساتها الفكرية والبحثية لإطلاعها على حقائق الأوضاع".
وأضاف "اما الامر الثاني: أن نرسّخ تجربة المواجهة مع العصابات التكفيرية التي تحقّقت انتصارات مهمّة وكبيرة عليها عسكريّاً وفكريّاً، وذلك بتنبيه الأمّة على الأسس الصحيحة لإنجاح هذه المواجهة، وهي الانطلاق من القاعدة الروحية والمعنوية والإلهية التي وفّرت الزخم الروحي والعقائدي الصحيح وغير المحرّف للمقاتلين الأبطال في معركتهم مع عصابات داعش، ألا وهي تلك الفتوى التاريخية للمرجعيّة الدينيّة العُليا في وجوب الدفاع عن العراق ومقدّساته وأعراض مواطنيه".
وبين "أمّا ركن المواجهة الآخر الذي حقّق هذه الانتصارات العظيمة فهي تلك التضحيات الفريدة للأبطال المقاتلين التي فجّرتها تربيةُ المدرسة الحسينية لآباء وأمّهات المقاتلين وصبر الزوجات المجاهدات وثالثاً وطنية وغيرة أولئك المقاتلين من جميع أبناء العراق بمختلف مذاهبه وأديانه وقوميّاته، مضافاً اليها عون ومساعدة من كان مسانداً ومعاضداً لشعب العراق ووحدة أراضيه".
وأكّد الكربلائي: "هذه هي الأسس والمقوّمات المهمّة التي حفظت العراق وصانت مدننا المقدّسة وأعراض مواطنيه من الهتك والتدنيس وحفظت عاصمتنا بغداد من أن تدنّس بشرّ هذه العصابات الإرهابية، إنّنا بحاجة اليوم أن نكشف عن التزييف والتضليل الذي يحاول البعض أن يغلّف به هذه المسيرة الجهادية ضدّ عصابات داعش وغيرها فيحرفها عن جوهرها وحقيقتها الوطنية".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك