حیدر الرماحي
حينما رفض الامام الحسين (ع) البيعة لحكم بني امية وحفظ بذلك كرامة الدين والامة وكان ذلك الرفض معلنا منذ اول لحظة كان قد نوى بالخروج من مكة واتخذ عدة اجراءات لذلك الاعلان ومنها انه (ع) سلك الجادة العريضة، وتوجه نحو مكة المكرمة وفي موسم الحج الذي يلتقي فيه كافة طوائف وبلدان المسلين، واختار الوقت المناسب للخروج منطلقا نحو العراق من مكة.
وما اريد ان اتناوله في هذه الحلقة هو :
مفهوم (التسليم للقدر الالهي) فالامام سلام الله وصلواته عليه انطلق حينما خرج متجها نحو العراق لم يكن المستقبل والمصير امامه غامضا، فهو عهد عهده له رسول الله(ص) الذي لا ينطق عن الهوى، الا ان الامام (ع) سلم للقدر الالهي بغاية الحفاظ على كينونة الدين والشريعة، في مجتمع قال عنه(ع) ان فيه قد اميتت السنة واحيييت البدعة وسط المجتمع الذي وصفه (ع) بقوله"إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ".
ووسط كل هذه القراءات وتقييم السلطة والمجتمع الا انه (ع) سلم للقدر والتخطيط الالهي وكان على اتم التسليم بذلك.
اما كيف نستفيد من ذلك في عصرنا هذا ونحن قد اتفقنا ان في كل عصر وزمان هناك من يمثل الخط الحسيني وخط اخر يمثل خط ال امية، اما تشخيص الخطين فهو ليس بالصعب فالمرجعية هي الامتداد والنيابة الشرعية لاهل البيت(ع) ولابد من التسليم لها الذي يعد تسلما للرؤية والقدر الالهي ليكون ذلك التسليم تخليا عن الخط الاموي.والا فلا داعي للشعارات دون سلك المنهج ، فالامام كان يستطيع ان يواجه الحكم الاموي بالشعارات لكنه ضحى لاجل اعلاء كلمة الله.
https://telegram.me/buratha