الصفحة الإسلامية

مجلس حسيني – ليلة 11 لماذا حدثت فاجعة كربلاء؟


الــبـدار الـبـدار آل نــزار ******* قـد فـنيتم ما بين بيض الشفار 

سـلـبتكم بـالـرغم أي نـفـوس **** ألـبـستكم ذلا مــدى الاعـمـار 

يـوم جـذت بـالطف كـل يـمين ***** مـن بـني غـالب وكـل يـسار 

لا تــلـد هـاشـمـية عـلـويا *** ***** ان تـركـتـم أمــيـة بـقـرار 

طـاطئوا الـروس فرأس حـسين ***** رفـعـوه فــوق الـقنا الـخطار 

هـتكوا عن نسائكم كل خدر ******** هـذه زيـنب عـلى الاكوار 

جينا ننشد كربلا مضيعينها ** بيها زينب كالو ميسرينها**يسروها ولا لها واحد فزع ** شال حادي ضعونها بليل وقطع** جينا ننشد وين أبو فاضل وقع ** ما تدلونا الشريعه وينها ؟/ بس أشوفه والعتب مني يزود**وادرى بو فاضل على النخوه يجود**عذره حقه يقول مقطوع الزنود**حال ملج الموت بينه وبينها 

جينا ننشد كربلا عليها نعتب** نقول هاي أرجال وتدور غلب **حرمه زينب بيش مطلوبه بذنب **فوق جتل حسين ومسلبينها**أرد أنشدج كربلا عن النزل **شلون ضعن الحرم شال بلا دليل؟**جان قلتي لي يعاونها العليل**بالمرض مشدوه وينه ووينها ** أرد أنشدج هم صدق بالشام عيد **وحطو بطشت الذهب راس الشهيد * 

ومن مشت زينب بديوانه يزيد **جاعده يا واجفه مخلينها ......... انا منين ابو فاضل اجعده.. واركب جفوفه فوك زنده .. واكله الحرم صارت بشدة ..ـــــــــــــــــــــــــــــ 

***ـــــــ هناك حقيقة يجب الالتفات اليها .. هي ان واقعة كربلاء لم تحصل لو أنّ الأمة قامت بواجب الولاء لأهل البيت (ع). لو استجابت الأمة لأمر نبيها ، وأعطت أهل بيته حقهم ومكانتهم، لما حصل ما حصل في كربلاء. 

النقطة الثانية :لو تحلّت السلطة الأموية بشيء من التعقل، لأمكن تلافي وقوع هذه الفاجعة، سيّما وأن الإمام الحسين(ع) لم يكن متعطشًا للسلطة، فهو كسائر أئمة أهل البيت لم تكن السلطة بالنسبة لهم مطلبًا أساسًا، بقدر ما هي تكليف شرعي يقومون به لو سنحت لهم الفرصة بذلك، وإلا فهم ليسوا في وارد التكالب عليها. وخير مثال عندنا الامامين امير المؤمنين(ع) والامام الحسن (ع) ولو كانوا متعطشين لمد علي(ع) يده يوم قال له عبد الرحمن بن عوف امدد يدك ابايعك على سنة الله ورسوله وطريقة الشيخين .. وكذلك الامام الحسن حين تقاعس الناس عنه .. ترك السلطة . مهما كانت الاسباب والنتائج ولكن لم نسمع ان الائمة متكالبون على كرسي الحكم.

** ثم إنّ الإمام الحسين لم يتحرك باتجاه الكوفة لو لم تأته كتب أهل العراق عشرات الآلاف، حتى بلغت أربعين أو خمسين ألفًا بحسب بعض الروايات، إضافة للوفود والمبعوثين والرسل الذين أقبلوا عليه في المدينة المنورة، ليدعوه "أنْ أقدم، ليس علينا إمام غيرك"، وبمعنى أدق، لقد كانت الأمة تريد منه تحمل المسؤولية تجاهها، وما كان له أن يتهرّب عن التصدي لهذه المسؤولية.. 

*** بنفس الوقت لم تكن له رغبة في قتال. حتى إنه رفض مهاجمة طلائع الجيش الأموي، حين دعاه بعض أصحابه لانتهاز الفرصة ومهاجمتهم، وأخذ سلاحهم ليكونوا بذلك عبرة لمن خلفهم، وقد كانوا حينها لا يتجاوزون الألف فارس، قد كظّهم العطش، وأنهكهم التعب، بقيادة الحرّ بن يزيد الرياحي، فما كان منه إلا أن أجابهم بالقول: "إني أكره أن أبدأهم بقتال"... 

**تكررت منه هذه المقولة في يوم العاشر . حينما أقبلوا يجولون حول البيوت، فيرون النار تضطرم في الخندق، فنادى شمر بأعلى صوته: يا حسين تعجلّت بالنار قبل يوم القيامة فقال الحسين: من هذا، كأنه شمر بن ذي الجوشن؟ قيل: نعم .. فقال له يابن راعية المعزى أنت أولى بها مني صليّا ورام مسلم بن عوسجه أن يرميه بسهمٌ، فمنعه الحسين وقال: أكره أن أبدأهم بقتال. 

** اذن غاية الحسين ليس القتل والدم لو تقبل الطرف الاخر الفكرة من ثورته فقد حرص الإمام الحسين على تجنّب الصدام والحرب، أن نأى عن الذهاب للكوفة، وقد كانت وجهته الأساس. ولطالما خطب في الجيش الأموي عارضًا عليهم أن يدعوه ينصرف، رغبة منه في العودة إلى المدينة المنورة، أو التوجه إلى أيّ مكان آخر. ولو كان لدى السلطة الأموية شيء من العقل والإدراك، لما تورطت في سفك دم الإمام الحسين وأهل بيته، ولوفّروا على الأمة مآسي هذه الفاجعة الكبرى. ولو شئنا الوقوف على سبب التعنّت الأموي تجاه الإمام الحسين ، لرأيناه يعود إلى رغبتهم في الانتقام من ال بيت محمد(ص) وانتزاع البيعة منه عنوة، ليكون ذاك لهم صكا انهم يستحقون الخلافة , وان رسول الله(ص) وعلي بن ابي طالب حين اقصوهم من ممارسة أي سلطة كانوا على خطأ ...هذا يعتبر قمة التعنّت السلطوي . 

لو نظرنا الى التاريخ الاسلامي ..فقد حصل في التاريخ أن رفض بعض الصحابة أداء البيعة للخليفة، وتأخرت بيعة بعضهم الآخر لم يبايعوا في البداية ..وقد حصل ذلك مع الخليفة الأول أبي بكر، كما حصل مع الإمام عليّ(ع)، دون أن يصل الأمر إلى هذا القدر من الوحشية تجاه الرافضين أو المتأخرين عن البيعة، فما الضّير في أن يترك الحسين للذهاب في حال سبيله، سيما وقد قال لهم : "فان كرهتموني فدعوني انصرفت عنكم إلى مامني من الارض ..او المكان الذي جئت منه إليكم". 

*** وجاء في آخر خطبة له يوم عاشوراء أنه قال: "أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو مال لكم استهلكته؟ أو بقصاص من جراحة؟ فأخذوا لا يكلمونه، فنادى: يا شبث بن ربعي، يا حجّار بن أبجر، يا قيس بن الأشعث، يا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا إليَّ أن قد أينعت الثمار، واخضرّ الجناب، إنما تَقْدِمُ على جندٍ لك مجنّدة , فقال له قيس بن الأشعث: أوَلَا تنزل على حكم بني عمّك، فإنهم لن يروك إلا ما تحبّ، ولن يصل إليك منهم مكروه، فقال له الحسين(ع) انت اخو اخيك , اتريد ان يطلبك بنو هاشم باكثر من دم مسلم بن عقيل .. 

"لا والله، لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقرّ لكم إقرار العبيد " وقد كانت جلّ دعوته في سبيل درء خطر النزاع ونشوب القتال بين أبناء الأمة. غير أنّ جوهر المشكلة الكامنة خلف التعنّت الأموي تكمن في المكابرة، والرغبة في الإخضاع، وفرض الغلبة فرضًا على الإمام الحسين . إنّ هذه العقلية الأموية المتعنتة تُعدّ سببًا رئيسًا من أسباب فاجعة كربلاء. 

*** المغالبة في العقل العربي .. في فاجعة كربلاء، يمكن الوقوف على نمطين من طرق حلّ النزاعات. الطريقة الأولى نحو إيجاد حلول للخروج من المشكلة..كان يمكن تسوية المشكلة قبل ان يرمي عمر بن سعد سهامه نحو معسكر الحسين(ع). 

الطريقة الثانية : الرغبة الراسخة في عقول الاموين بكسر الطرف الآخر والانتقام منه، ولا اهمية للتوصل معه إلى حلول معقولة. ولا شك بأنّ الطريقة الأولى في إدارة الصراع، يغلب عليها التفكير العقلاني، الذي يميل نحو ترجيح المصلحة، ويبحث عن التسويات المعقولة، وطرح التنازلات المتبادلة، بما يفضي إلى حلّ النزاع. وغالبًا ما يجري حلّ المشاكل على هذا النحو متى ما توفرت الرغبة الصادقة، 

ولكن العقلية الأموية هي العقلية العربية التي لم تتأثر بالنصوص الدينية التي تحرم القتل والتهور في الكلام مع الخصوم .. وقد كتب عدد كبير في هذا الزمان عن مَهزلة العقل العربي .. رغم التقدم التكنلوجي الذي ربط القارات كلها في عدة منظومات . وربطت الشمال بالجنوب والشرق بالغرب .. كل هذا التقدم لم يتمكن من تفكيك العقل العربي وتغيير منهج تفكيره.. بل زادته قناعاته القبلية إصراراً على بناء عقلية متحصنة بأعراف بعيدة عن العصرنة .. فهو يعيش مع ذاته فقط . 

*** اقرب مثال على تخلف العقل العربي دون الشعوب الأخرى .. انظر الى النزاعات العائلية ، حين ينشب خلاف بين زوج وزوجته، فإذا بالزوج يرعد ويزبد، مهدّدًا ومتوعّدًا امرأته بعظائم الأمور، والعكس بالعكس، فقد يجري الأمر نفسه على لسان المرأة تجاه زوجها، هذا النمط يسمى عقلية المغالبة والمكابرة، الذي يجرّ وراءه تداعيات مؤسفة، تلقي بظلالها السيئة على آخرين،كالأهل والأطفال .. عقلية المغالبة هذه إلى الماضي عبّر عنها الشاعر أبو فراس الحمداني: وَنَحْنُ أُنَاسٌ لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا * لَنَا الصّدرُ دُونَ العالَمينَ أو القَبرُ.ـهذه العقلية أبعد ما تكون عن الوسطية والاعتدال، فهي بين خيارين .إما الهيمنة على كرسي الحكم أو الموت دون ذلك..اذن لولا عقلية المكابرة والمغالبة عند فريق السّلطة، الذي قاد في نهاية المطاف إلى ارتكاب هذه الجريمة البشعة، بحقّ آل بيت النبي(ص) . 

عطاء الثورة الحسينية 

هناك جوانب مهمّة في ثورة سيد الشهداء(ع) ينبغي معرفتها، لنستفيد في حياتنا من عطاء الثورة الحسينية. لإنّ لكل حركة إصلاحية وثورة تغييريه كبيرة لها معطياتها، ولا يخفى على كل إنسان المعطيات التي أفرزتها الثورة الحسينية ومدى استفادة الأمة الإسلامية وغيرها من الامم من هذه المعطيات. 

فالتركيز على الجانب الإنساني والمأساوي في الثورة الحسينية من قتل وسلب ونهب وبكاء النساء ونحيب الأطفال لا يكفي لنهوض المجتمع من واقعه المرير، لأنّ الثورة الحسينية لم تحدّد بوقت معيّن وقد حدثت قبل ألف واربعمائة عام. 

بل استمرارية الثورة الحسينية من سنة ٦٠ للهجرة وحتى قيام الساعة، وما يعود على الناس من النفع والإصلاح في المجتمع .. 

هذه الثورة لها امتداد إلى قيام الإمام المهدي(عج) ، فهو أيضاً سيقوم بثورة ضد الظلم والاستبداد، كما جاء في الحديث الشريف: «أبشروا بالمهدي رجل من قريش من عترتي، يخرج في اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً" حريّ بنا أن نركّز على معطيات الثورة الحسينية العقائدية والأخلاقية والإصلاحية والمعنوية والروحية. 

المعطيات العقادية: ورد في التاريخ أن الإمام الحسين عليه السلام وهو في طوافه في موسم الحج عندما رفض أن يبايع يزيد بن معاوية قام بعمل اعلامي عقائدي كبير أن حلَّ إحرامه وأن يجعل حجته عمرة مفردة ...وإلاّ سوف يُقتل وإن كان متعلقاً بأستار الكعبة.وامتثل الإمام وترك الحج من اجل غاية اكبر وهي نصرة الدين , فما قيمة الطواف في مكة والدين ينتهك ..ولذلك تحقق عنده رؤيا جده رسول الله (ص) عندما كان في المدينة زار قبر جده ,غفا غفوة رأى فيها جده قائلاً له: «إنًّ لك منزلة عند الله لن تنالها إلاًّ بالشهادة».إنَّ امتثال الإمام الحسين(ع) وإحلال إحرامه وخروجه من مكة للحفاظ على حرمة الكعبة يعد قمة في إيمانه بقضاء الله وقدره مع علمه بأنه مقتولٌ لا محالة لرفضه مبايعة يزيد وتمرده على فسقه وفجوره العلني بل على الظلم والاستبداد. 

 

***الموقف الآخر حينما رُمي عبدا لله الرضيع (ع) بسهم حرملة أخذ الإمام دم الرضيع ورماه إلى السماء قائلاً:«هوّنَ عليَّ ما نزل بي إنَّه بعين الله».يعني يقول : كلّ ما ينزل بنا هو هيّن وسهل في جنب الله وفي سبيله، وهو القائل : «رضا الله من رضانا أهل البيت نصبر على بلائه فيوفينا أجور الصابرين». هذه مواقف تبين ان الحسين بلغ القمة في العقيدة .. 

المعطيات الأخلاقية : أعطت ثورة الإمام دروساً أخلاقية عظيمة مما يجعل المرء يتوقف عندها ويتأمل في تلك المواقف، موقفه مع جيش الحر وأصحابه عندما شارفوا على الهلاك من العطش .. في وقت هم جاءوا لقطع الطريق عليه . حين رآهم الإمام بحالة يرثى لها ,أنقدهم من الهلاك حيث أمر أصحابه أن يسقوا القوم من الماء ويرشَّفوا الخيل ترشيفاً... 

كان باستطاعته أن يفنيهم عن بكرة أبيهم ولكن الأخلاق الإسلامية الرفيعة تأبى ذلك.بل إنَّ الإمام(ع) مع عظمته وهيبته قام وسقى أحدهم هو علي بن الطعّان ومع شديد الأسف هذا اللعين شارك في قتل الإمام الحسين .. حين كان جالسا على الارض ينوء بنفسه .. سدد عليه بسهم من قريب واثبته في فمه ..هنا تظهر الأخلاق الحسينية مقارنة بالأخلاق اليزيدية ، فكأن بني أمية لم يقرأوا القرآن طيلة حياتهم، ولم يسمعوا باسم رسول الله(ص) بل وكأنّهم غير مسلمين من ملّة أخرى. 

** درسٌ آخر يعطينا إيَّاه الإمام في المساواة والتواضع عندما استشهد العبد جون وضع خدَّه على خده وهو يبكيه ويندبه تماماً كما فعل مع ابنه علي الأكبر. موقف آخر يدلُّ على عظمة أخلاقه ونبله , هو بكاؤه على أعدائه وقت المعركة عندما سُئل عن بكائه قال : «أبكي على هؤلاء سوف يدخلون النار بسبب قتلي». 

وموقف آخر من أبي الفضل العباس عندما نزل المشرعة بعد أن أجلى الأوغاد عنها لأنهم منعوا معسكر الحسين من الماء، وبينما كان العباس يملأ القربة أحسَّ ببرد الماء وهو عطشان عطشاً شديداً فملأ كفه ليشرب لكنه تذكر عطش أخيه الحسين حين ذاك رمى الماء من كفه وقال: يا نفس من بعد الحسين هوني ** وبعده لا كنت أن تكوني** هذا الحسين وارد المنون ** وتشربين بارد المعين ــــــــــــــ رفض (ع) شرب الماء قبل أخيه الحسين مع أنّ شرب الماء مباح له، لكن ألزم نفسه على أن لا يرتوي قبل أخيه والاطفال .. 

هذا الموقف العظيم يدلُّ على عظمة شخصيَّة العباس (ع) في التربية الإسلامية الأصيلة التي تلقاها على يد والده الإمام علي (ع) الذي زرع فيه تلك الروح الأبية والمبادئ الإسلامية النبيلة. 

التضحية :..موضوع التضحية والجهاد ومقارعة الظالمين، صدق الحسين بهذا اعظم صدق فقد قدَّم نفسه قرباناً في سبيل الدين حتى قيل:(الإسلام محمديُّ الوجود حسينيُّ البقاء) أي كان وجود الإسلام وظهوره بالنبي محمد(ص)واستمراره وبقاؤه بتضحيات الإمام الحسين(ع) ومواقفه حملت الشباب الذين في عمر الزهور تقدموا للاستشهاد في سبيل الحق، كعلي الأكبر والقاسم وعبد الله بن الحسن وغيرهم. هؤلاء الشباب كانوا من أوائل من استشهد من أهل البيت (ع) .. 

عندما غفا الإمام الحسين(ع) في مسيره إلى كربلاء رأى رؤيا استرجع الإمام منها بعد غفوته، وحين سمعه علي الأكبر سأله: لمَ استرجعت يا أبي، قال:«سمعت هاتفاً يقول القوم يسيرون والمنايا تسير بهم»، فقال الأكبر: ألسنا على الحق يا أبي؟ قال:«بلى يا بني»، قال: إذن لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا. 

تضحية كربلاء كلها مواقف عظيمة تصلح دروسا مدى الدهر .. مثل خروج القاسم بن الحسن للجهاد وطلب الشهادة .. لا توجد ثورة حوت هذه القيم .. 

*** عفة المرأة لا تعني الانكفاء والانطواء، ولا تعني الجمود والأحجام عن تحمل المسؤولية وممارسة الدور الاجتماعي، وقد رأينا السيدة زينب وهي تمارس دورها الاجتماعي في أعلى المستويات, لكن العفة تعني عدم الابتذال، 

*ـ*ـ*ـ* وقفة مع زينب : حين تفاجئك المصيبة شيء طبيعي .. ولكن انت تسير نحوها شيء اخر. ان تزف حبيبك نحو الموت وانت تبقى بعده حياً ..يتطلب الكثير من الصبر والشجاعة ..نشاهد اليوم زينب مع الحسين في حركته نحو الاستشهاد، إنها تزف اخوتها نحو الموت .. تنظر الى الحسين وهي تعلم انه لن يعود تكلمه وتساله وتبدي قوة عالية انها ستتكفل العيال .... اليوم ظهر معدن زينب ومستوى تربيتها وايمانها كيف جسدت الإيمان بأروع صوره وأسمى حالاته. 

** زينب صاحبة قضية وموقف. قضيتها هي قضية الحسين، قضية الاسلام المحمدي الأصيل وهذا شرف عظيم يوازي شرف المعصومين .. فكانت انطلاقها مع الحسين لم يكن عاطفياً بل بكل عقيدة تعتقد بها ..فاذا كانت نساء موكب الحسين قد تبعن الازواج، فحالة زينب كانت مختلفة. زينب قد تركت زوجها عبد الله بن جعفر بن في مكة ليكون وجودها في موكب الحسين وجوداً حركياً رسالياً تريد من خلال وجودها ان تثبت ان ال البيت اصحاب مسؤولية دينية اهم من مسؤولية بيوتهم وابناءهم .. هي تعلم ما سيجري عليها ..ولو لم تخرج زينب مع الحسين وبقيت في مكة لما إصابتها ما اصابها يوم عاشوراء .. 

تحركت مع الحسين ولو اكتفت بحركتها مع الحسين مواساةً له ولاهل بيته لكانت تلك فضيلة .. لكن صبرت على قتل الأحبة أمام عينها وهي تضحي بالولد والأخ وابن الأخ وهي امرأة وما أدراك ما عاطفة المرأة حين ترى اخوها وولدها وابناءهم يقتلون امامها .. فكانت متماسكة صبورة محتسبة وهي فعلا امراة حديدية ..ولذلك كل ما قامت به من اعمال عظيمة قبل الطف شيء وحركتها الاعلامية بعد ذلك شيء اخر. 

لم تكن الانسانه المكسورة التي فقدت الاحبة قريباً وانما كانت الصوت الاعلى في الكوفة والشام. زينب لم تكن ضعيفة، لم تنهار، لم تتزلزل. 

***** نعم بكت كثيرا وهي ترى ريحانة رسول الله مرميا على الأرض , وقد داست الخيل صدره وقطع رأسه ,وسلبوا رحله .. وحرقت خيامه .. فكانت مسؤوليتها اول سقوط الحسين (ع) وهجوم الخيل مسؤولية تزلزل الجبال .. 

حين هجمت الخيل على المخيم خرجت تركض وحدها , ليس لها حامي ولا مدافع . وقفت على التل , وضعت راسها على راسها .. اخي حسين .. حبيبي يا حسين .. نور عيني يا حسين .. لم تسمع صوته .. فنادت ان كنت حيا فادركنا فهدذه الخيل قد وصلت الى المخيم . وان كنت ميتا فامرنا وامرك الى الله .. لم تهدأ ولم يسكن لها حال , بل رجعت مهرولة الى المخيم لتحامي عن بنات رسول الله .. وابعدت الاعداء والحاقدين عن الامام زين العابدين .. رمت بنفسها على الامام وقالت : 

ان عزمتم على قتله فاقتلوني قبله .. موقف لا يمكن ان يوصف لهذه المراة وصلت بها الحالة ان تسترخص نفسها من اجل امامها زين العابدين .. 

ولما تراجع القوم وهدات ثورة الهجوم .. كان في نفسها ان ترى اخيها الحسين , وتودعه او تجلس بجانبه اخر مرة .. يصفهن ارباب المقاتل .. 

خرجن من الخدور .. على الخدود لاطمات .. وبالعويل نادبات .. والى جسم الحسين مبادرات .. رمين انفسهن على الجسد الطاهر ... لسان الحال :... 

 

سكنه يعمه خل نجعده === او مابيني او بينچ نسنده 

بلكن يفك عينه او ننشده === او نخبره علينه اشصار وسده 

تگلها يعمه اشلون اجعده === او سهم الذي واگع ابچبده 

أثاري الخرز ظهره تعده ..... تكلها وهو على هل مده ..... نكله الحرم صارت بشدة ...خويه أناديك ما يشجيلك أنداي – ولا تسمع عتابي ونجواي ... بيمن بعد يحسين منواي ....شتهيس يخويه بونتك هاي ... شنهو الذي ياذيك يحماي .. يكلها الضهدني السهم بحشاي ...وادري المصوب ينسكي ماي == والماي وينه بولية أعداي .. 

وداري يخويه تعلم بحالي وداري ... انا اساجف عن يتاماكم وداري... سميه دورهم تزهي وداري ... ضلت من عكب عينك خليه ... 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك