حيدر الطائي
نشأ معاوية بن أبي سفيان كبقية ابناء قريش في التحلي عن الفضائل النفسية. فقد انسابوا في ميادين الخلاعة واللهو والمجون ولم تكن في المجتمع القرشي أية ضوابط أخلاقية أو معايير إنسانية يسلكونها أُلعوا في شرب الخمر ومطاردة النساء وغير ذلك من مآثم الحياة.
على هذا النهج سار معاوية في جميع فترات حياته. فلم يؤمن بأية قيمة من القيم الإنسانية. وقد اتضحت سيرته كاملة حين مآل إليه الملك.
وهذه لقطات من سلوكه ونشأته
١. تعاطي الخمر : كان معاوية مدمنًا على الخمر. وكان يتعاطىاه علنًا بلا حياءٍ ولا خجل في أيام حكومته وولايته على الشام لايرى في ذلك بأسًا.
وقد رفع ذلك إلى عمر بن الخطاب الذي ولاه الشام وزاد في رقعة سلطانه فلم يحفل بذلك. وإنما أطرى عليه وقال ( دعونا من ذمّ فتى قريش١)
٢. الزنا: وظاهرة أخرى من نزاعات معاوية أنه من الزناة شابًا وكهلاً وشيخًا. وفي ايام حكومته قد تلاشت غريزته الجنسية لشيخوخته. فكانوا يأتوان بفتياتٍ عاريات فيتلذذ بالنظر إليهن وهو يقول( نِعم المتاع لو كان له متاع٢)
٣. النهم في الأكل : كان معاوية شديد النهم في تناول الطعام. فكان كما يقول الرواة يُقدّم له الطعام الكثير فيأكله ويقول
( ماشبعت وقد كلّت اضراسي) وقد بعث خلفه النبي. ص. فقيل إنه يأكل ثم بعث خلفه فاُخبر إنه يأكل فدعا عليه النبي وقال ( لاأشبع الله له بطنًا٣)
يُتبع في الحلقة الثانية..____
[مصادر البحث]
١. الاستيعاب/ لابن عبد البر ج١ص٤٤٥
٢. صحيح مسلم ج٨ص٢٧
٣. تفسير ابن كثير ج١ص٤٧٩
___
https://telegram.me/buratha