مازن البعيجي ||
عندما نقول ان القرآن الدستور الإلهي وكلمات الخالق العظيم تبارك وتعالى الذي يعلم ما يصلحنا والمفاسد ويعلم كل طرق الخير التي لو سلكتّها البشرية التي تعاقب على تدريبها وتربيتها ( ١٢٤ ) الف نبي مرسل . الأمر الذي يعطينا مساحة تفكير إذا كم هي مهمة تربية الخلق وإيقافها عند ما ينفعها ويكمل مسيرها التكاملي نحو الإيمان الحقيقي المؤثر مهمة؟!
وهذا لا يحصل إلا بالتطبيق الفعلي والعملي لما ورد في القرآن الكريم ، "والحجاب" هو من المسائل الدقيقة والحساسة جداً والتي تُعتبر جوكر "الشيطان الرجيم" وأكبر أدوات اغرائه والمصيدة لمن لم يكتمل إيمانه العملي! فيكون الحجاب الغير "مستوفي للشروط" هو "ثغرة" في جدار الحائط الذي يمنع تسرب السلب للفرد ثم للمجتمع!
( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور ٣١ .
هذه الخريطة الأخلاقية الشرعية والمنهج الرباني الدقيق هو ما يجب الإلتزام به ، وهنا تعليمات حال تطبيقها الدقي سوف لن "نقع فرسية المخططات والمؤسسات" التي تعي مثل القانون لو طبق!؟ فهي تدير معركة شرسة مع كل قيم الأنبياء والمرسلين وتحارب كل الديانات بل واسقطتها وحرفتها وشوهتها حد لم تصبح مقنعة للجمهور!!!
وللضرورة التي واجهة الرسالات من قدرة على التحريف والتشويه لم يبقى أمام القرآن إلا التصريح بحفظه من "التحريف والدس" ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر ٩ . فلو لم يقطع - القرآن - الطريق على التحريف لن يؤثر كما يؤثر اليوم!؟
إذاً أمامنا طريقين فقط الأول هو صورة وشكل وقشرية الحجاب ، أو قل الحجاب الذي رسمتهُ الدوائر الاستكبار والمشرفة على إزالة كل تأثير "الحجاب العملي" فقامت بدورها لتصنع لهُ بديل مع زحزحة العقيدة به عبر ذات ذراع "منظمات المجتمع المدني يد السفارة والاستكبار الطولى" في القدرة التنظيمية على التشويش والتحريف! فكان هذا التعدد في "مصداق" الححاب وقد أخذ اشكالاً وأنماط وأنواع عند وضعها تحت مجهر الآية انفة الذكر لا يصمد اي منها على المستوى الظاهري قط! فما موجود في مظمون الآية غير الذي يظهره المجتمع النسائي على أنهُ "حجاب"!
او السبيل الثاني وهو الذي يعتمد القناعة الواقعية والإيمان الحقيقي والمعرفة العقائدية الحقة التي تدفع الإنسان طائعاً راغباً مندفعاً بحرص على تنفيذ أوامر الخالق العظيم جل جلالهُ فتكون الآية هي المنهج والخرائط الموصلة ، ثم بعد ذلك نعرف هل مقدار الجبة او العباءة الإسلامية او البنطال مع قميص قصير وحجاب او حجاب يظهر جزء من الشعر او ملبس شكله حجاب لكنه يظهر كل مفاتن المرأة وهكذا يعد من ضمن أهداف الآية؟! وهل مثل هذا الحجاب يبعث اليأس بقلب من في نفسه مرض وهو يبحث عن أي مغري في جسد المرأة الذي يوفرهُ مثل الحجاب الغير مكتمل الأركان الشرعية الأمر الذي يصبح وجودهُ والعدم من حيث انتفاء تحقق الهدف السامي من تشريع الحجاب سواء!!!
( البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..