الصفحة الإسلامية

أصحاب الحسين لم يتحالفوا على سطر واحد!  

1766 2020-08-04

أمل هاني الياسري ||

 

(كربلاء حين دخلها الحسين (عليه السلام) باتت مقدسة، وكذلك قلبك حين يسكنه الحسين يصبح مقدساً) وعليه فأصحاب الحسين (عليه السلام) لا نستطيع حصرهم بكربلاء وحدها، فالحسين مدرسة للانسانية جمعاء، وفي كل بقعة من بقاع العالم، تجد يزيد وعندها تحتاج الى وجود الحسين وأصحابه، فالأضداد هي مَنْ تؤلف الحياة، فكيف إذا كانت المواقف تتطلب الحب مقابل الكره، والحق مقابل الباطل، والمثل الاعلى الذي ترجم هذه الحياة، هو الامام الحسين (عليه السلام) وأصحابه، الذين بذلوا مهجهم دونه.

صحيح أن الحسين (عليه السلام) وأصحابه استشهدوا، لكن الراضين المرضيين لم يتحالفوا على سطور من الدراهم والمناصب، بل تحالفوا على ان يعطوا دروساً للحكام المستبدين، بأن كربلاء جذوة من الحرية والعبودية لله وحده، وحافظت على قيم الدين الحنيف، وكشفت فساد السلطة الحاكمة، فتحولت كل قطرة من دماء أجسادهم الطاهرة لفتيل ثورة معطاء، فكانت ومازالت نصاً مفتوحاً للجهاد والتضحية، ثم أن أصحاب كربلاء أنطلقوا كالموج الهادر، وأحيوا مواسم الحزن العاشورائي منذ الأزل، وسيتجدد الى يوم يبعثون.

هناك مَنْ يقول إن الحسين مات هو وأصحابه، وأقول لهم: (إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، بل في قضية الباقين) والحق يقال لا ملحمة خُلدت، ولا أسطورة تناقلتها دفات التأريخ، كقضية كربلاء وقائدها، والفتية الذين آمنوا بربهم، وعاهدوا الله على نصرة إمامهم الحسين (عليه السلام)، لأنهم يدركون جيداً الخط الذي أختاروه، ولأن كربلاء علّمت الأمة أنها ستخسر، إذا ولّت أمرها لمَنْ لا يستحق(يزيد الطاغية)، فأصحاب الحسين (عليه السلام) أصبحوا منبراً وبوصلة للأحرار العالم.

القضية الحسينية منحت الأحرار دروساً في طلب المجد والشهادة، وكانت ترنو إليها الأبصار والبصائر، لأن محورها رأس رجل يريد الإصلاح في أمة جده، فالصرخات المدوية في السماء (يالثارات الحسين وهيهات منا الذلة)، لم تكن مجرد نداءات عالية، وإنما هي شعائر خالدة أكبر من الطغاة الذين حاربوها، ومَنْ يحاربها سيكون مصيره الزوال لا محالة، وأن الموت المحتوم هو السلاح الوحيد للنصر، ولإحياء العقيدة والدين، فتصدى هؤلاء الكرام البررة لمحاولات هدم الأنسان، وتحريف معتقداته نحو الفساد والإنحطاط.

دروس عظيمة تعلمناها من الحسين(عليه السلام)وأصحابه، وهي أن تحالفنا مع الحق والعدل، يعني تحالفنا مع الله عز وجل، ورسوله وأهل بيته(عليهم السلام أجمعين)، ومتى ما كانت كربلاء هويتنا وبضمائرنا، سنكون على جادة الصواب، وفي رحاب الكرامة والحرية، وهي معركة ترعب الطغاة في كل زمان ومكان، ومعها سيضع الأحرار أقدامهم على طريق التغيير والإصلاح، لأنها السبيل الوحيد الذي يمكن معه بناء الإنسان والأوطان، بالتجربة وليس بالتنظير وخلط الأوراق، فكثير من الناس اليوم يرى الحق باطلاً والباطل حقاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك