كم تمنيت أن أرى نفسي مع أحبتنا من مختلف الجنسيات الذين حرموا هذا العام من سلوك طريق الجنة المتجه الى كربلاء، وكم اشتقت الى الشهداء الذين كانوا يرافقونا في كل عام في الطريق الملكوتي المتجه الى قبلة العشاق ومهوى افئدة الوالهين في كربلاء،
ومع ادراكي لحكمة الله تعالى فلا شك ان له امر هو بالغه، ومع يقيني ان ارواح الوالهين والعشاق الذين غابوا هذا العام من طريق الرحمة الالهية العظيمة المسبوغة على الناس ستبقى ترفرف على جنبات هذا الطريق، فحاشا للحسين ع معين الرحمة وحاشا لابي الفضل ع معين الجود ان ينسوا عاشقا هفا قلبه اليهم وتوجع لاوجاعهم وتأسى لمأساتهم، ولكن مع ذلك كانت نوايانا وافئدتنا تلهج بالنيابة واقدامنا تتسارع لتحل محل اقدام الذين غابوا عن طريق العاشقين ومضمار السالكين وميدان المواسين لبنات الزهراء عليها السلام في طريق عودتهم من السبي الاثيم إلى مصارع الأحبة ومضاجع كواكب النور التي تركت في كربلاء..
اطمئنوا يا اخوة الولاء ويا أخوات العقيدة المحرومين هذه السنة من الزيارة ان غبتم جسدا فان آلافا وآلافا اصروا على ان ينوبوا عنكم ليستحضروا ارواحكم لتمضي معاً وهي تهتف بلسان الحاضر وبروح الغائب، وهي تلبي نداء الاستصراخ لواعية الحسين عليه السلام: أبد والله يا زهراء لا ننسى حسينا.
اسأل الله أن لا يحرمكم من ثواب كل قدم سارت وكل لسان عزى وكل قلب اضطرب وكل جوانح التهبت وهي تهتف يا حسين...
جلال الدين الصغير
https://telegram.me/buratha