في قضية اقامة مجلس العزاء على الصديقة الطاهرة لا شك ان الامام المنتظر صلوات الله عليه لن يترك هذا المجلس، ولا شك ان بعض هذه المجالس إن لم يكن جميعها ستكون مقصودة من قبله عليه السلام، وكثيراً ما تمنينا اللقاء بالامام روحي فدته، ومع مجالس الزهراء صلوات الله عليها اصبح مكانه معروفاً، ولاننا لسنا طلاب نظرة جسد بقدر ما اننا نطلب نظرة المعنى ونظرة الالطاف المترتبة على هذه النظرة، عند ذلك علينا ان لا نشك ان المجالس التي تقام على الزهراء بأبي وأمي مجالس يقصدها الامام ص، وهذا يرتب علينا اول واجب من واجبات الولاء وهو لا ان نحضر فحسب وانما علينا ان نلون حضورنا بقالب نريد من الامام عليه السلام ان يراه لاننا نريد مواساته واسعاد قلبه بانه ليس هو المحزون الوحيد، ففي رواية عن عبد الله بن سنان رض حينما ساله الامام الصادق ص عن مجلس الامام الحسين ص يرد في الرواية ان حضور الامام الصادق ص كان حضور المتفجع وحضور صاحب العزاء، نحن في قبال مثل هذا الحضور لو لم نرغب في البركة واللطف واجابة الدعاء وما الى ذلك يجب ان نذهب لغرض الفجيعة والحزن ، وكموالين في حضورنا لهذه المجالس نعتقد ان من حسن التادب ومن الاخلاقيات الطبيعية ان لا نخلط مع العزاء شيء اخر، لان الامام ص الذي نعزيه يعرف تماماً ما يجري في قلوبنا من حوائج وطلبات بل يعرف اكثر من صاحب الحاجة، بالنسبة لنا لايوجد خيار لنا في مجالس العزاء الا ان نكون من اصحاب العزاء في انكار الذات ووضع النفس في خدمة من يأتي للعزاء، الصبر والتحمل والانفاق كل هذه الصور هي من اولائكم الذين يريدون ان يكونوا من اصحاب العزاء، في موضوع ان نكون من المعزين نحتاج الى دموع واحزان لكي تترسخ فينا هذه العقيدة التي تحولنا من المعزين الى اصحاب العزاء فننتقل في اوضاعنا المعنوية من المرتبة الدنيا الى مرتبة هي الاعلى من ذلك، من يدخل هذا العالم باخلاص مجرد عن اي شائبة اوشرط يمكن ان يحصل على الطاف خاصة قد تختصر عليه درب الاقتراب من الامام ص ودرب العلقة معه ص، نحن نعتقد بان تعميم هذه الظاهرة في عالم الانتظار وفي قواعد المنتظرين لها اهمية بالغة في حركة نفس الامام ص ، نحن نزعم اننا نريد ان نكون من جملة القاعدة الحاضنة لمشروع الامام ص، هذه القاعدة تتشكل في البداية بسور عاطفي فيه محبة وبراءة قد تكون في البداية ساذجة لكن بادامة هذه الفعاليات يتحول السور الى جدار والجدار الى ما هو اكثر احكاماً ومتانة فيتحول المجلس الى مجلس يحبه الله والى شعائر يحبها الله سبحانه وتعالى، لذلك نعتقد ان من واجبنا إما ان نفعّل هذه المجالس، او نكرس وجودها خصوصاً ونحن في وضع لدينا فيه الحرية التامة لاقامة هذه المجالس .
مقتطف من محاضرة ملتقى براثا الفكري: الامام المنتظر عجل الله فرجه في يوم عزاء جدته فاطمة الزهراء عليها السلام
https://telegram.me/buratha