مازن البعيجي ||
قبل هذا العهد الذي تعيشهُ اليمن اليوم ، وعندما كان يحكمها العملاء والخونة ويحدّدون مساحات حركتهم، ويُحدّون من طاقات كل شريف فيها بقصد ترويع وترويض هذا الشعب القبائلي ذي المروءة والشجاعة والنجابة الفطروية بكل وسيلة متاحة! فقامت الحرب عليهم مطرًا يتواصل ، علّه يجد في أخاديد شجاعتهم وولائهم واديًا يسلكهُ ، حتى جاءت حرب التحالف العبري المتطرّف مستنفرة بما لديها من إمكانات بمعية أمة الأعراب، اهل النفاق والشقاق وخونة الأوطان! حرب تميّزت في حجم ضراوتها وقسوتها واستخدام الأسلحة المحرّمة الفتاكة فيها ، ولم تبقي حجرًا على حجر إلا نالتهُ صواريخ وقنابل الحقد الوهابي القذر واعداء الإسلام المستكبرين!
حرب لا تخفى أهدافها على ذي لبّ من حيث الظاهر أنها تهدف للقضاء على شرفاء اليمن، وقطع نسل اليماني وأتباعه ممن سيكون ذراعًا لوليّ العصر "أرواحنا لتراب مقدمه الفداء".
ولكن : في عمقها وفلسفة تلك الحرب المدمّرة هي كما صناعة الذهب عندما يأتي صانعه بأكوامٍ من الأحجار ، فيسلط النيران الحارقة عليها بانتظار سيلان ذلك المعدن الذي صهرته حرارة النار، فسرى في أخدود الحجر الملتهب قطرات من مثمّنات الذهب !
والفرق، أن الذهب اليماني المعنويّ قد فاجأَ العالم بأسره يوم تمخّض عن انصهاره عقيقًا يمانيًا أحمرا لايقلّ ثمنا وقيمة عن الذهب! مما أذهل الأعداء بتميُّزِ جماله المتفرّد،وبريق صفائحه المتراقصة مع كل شعاع ضوء.
أجل! أنها أمة اليمن ، قد أصبحت رغم الألم والقهر والعذاب ، تصنع ما يوقِف عند الحدود كل غاشم وطاغٍ وجبار ، معتمدة على ربّها اعتمادا عمليًا معجزًا ، مع نقص الموارد والادوات على الصعيد الحربي والمعيشي، هي أمة ملكت من اليقين بالله سبحانه وتعالى مايسدّ كل نقص ، ومن التوكل الحقيقي مايغني عن الأُكل . إنه الإعجاز ان تكون حرب اليمن هي معسكر تدريب مهدوي ، تربّت به شجعان اليمن بفئآتها العمرية وانتجت سواعد بقوة الصلد مما يجعلها هي وحدها جبهة محمدية حسينية اصيلة ، تضاف الى جبهات محور المقاومة في مسارح التمهيد تحت راية ولي الله ونائبه بالحق القائد المفدي الخامنئي .
معسكرٌ أشرَفَ عليه فتًى علويّ من سلالة طالبي الثأر ، اسمه أبا جبريل ، وبصموده وأخوته فتحوا لنا طريقًا لأملٍ جديد، يعرّفنا متنبّهين ، لماذا كانت الروايات تتجه بلفظها والمعنى نحو اليمن ؟! ، هل أنّ سرَّ جبرائيل الارض فيها جبرائيل السماء ! فحينما خرجت اليمن امس رافضة هذه الحرب في مشهدٍ مليونيّ رافضيّ حسينيّ ، وقد سدّ الأفق وكل العالم معها !!ترى هل لان منطِقها الحق والصدق والعدل! ام لانها كما تبدو مناورة مهدوية على مسرح الظهور وكل العالم بانتظار القائد الأقدس والأوحد ذو الطلعة البهية "ارواحنا لتراب مقدمه الفداء"وأمة اليمن وكل مستضعفي العالم ستنتصر ، إنّه وَعدٌ غير مكذوب.
( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) القصص ٥ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha