مازن البعيجي ||
محطةٌ طالما تكلَّمتْ عنها الروايات وحرصَ المعصومين "عليهم السلام" على بلوغها، وهي أخطر اسلحة المؤمن ، وقد أوجز خطر وعظمة تلك العلاقة التي تحتاج نوع تعلّق وغرام من طراز خاص!
مارُويَ عن النبيّ محمد"صلى الله عليه وآله" وهو يقول:
قال الله عز وجل: "ما تقرّب إليّ عبد بشئ أحب إلي مما افترضتُ عليه، وإنه ليتقرب إليّ بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحبَبتهُ كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يبصر به، ولسانهُ الذي يَنطق به، ويده التي يَبطش بها، إن دعاني أجبتُه، وإن سألني أعطيتُه" كتاب الكافي
لأن التعلق بالنافلة خاصة تلك التي تغادر بها العيون والشخوص، وأنت تمتطي صهوة الوحدة والاختباء والتوسل دون خوف الرياء والعُجب ،وفي هدأةِ الليل الذي له جاذبة وخشوع خاص ، لتهجرَ لذيذ منامٍ، ووافر فراش، ولعله في بردٍ قارص أو حرٍ لاهب ، تلهج وتنشج بعبارات وبكاء، إعترافًا بالتقصير عما مضى من اسراف أوتفريط، يدٌ مرفوعة نحو السماء، وأخرى تعدّ حبّاتٍ بأنفاس الاستغفار ( استغفر الله ربي وأتوب إليه) ومثلها العفو العفو العفو .. سياحة وتطبيب، وغرسُ سيقان تتجذّر في باطن الروح، لتصبح شجرةَ أُنس وعلاقة، ودرعٌ يصدّ عنك سهام إبليس، ويمنع من تسويلات النفس الأمارة بالسوء، فالذنوب عصيّة ولابد لها من سهام قوية الرماية والتسديد .
النافلة بإخلاص، هي أول رسائلَ الودّ والعشق بيننا وبين كنوزٍ لا شيء على الارض يُشبهها، وانت تتذوّق طعم مناجاتكَ شَهدًا،
(اِلـهي مَنْ ذَا الَّذي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً، وَمَنْ ذَا الَّذي اَنـِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغى عَنْكَ حِوَلاً)
شعور ملكوتيّ، سيمنحك اللذة الحقيقية التي تنعشُ الجوانح وتستريح إليه الجوارح، كما تُشعِرك بالندم على كل لحظة فاتت دون هذا الطعم الذي أعدّتهُ يد السماء حلال. طيّبا لمن هيّأ مائدة قلبهِ والروح لتستذوقه وتستقوي بها على حِملِ يومك.
( أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلًا يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَيَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَتَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ وَظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَشَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وَأَكُفِّهِمْ وَرُكَبِهِمْ وَأَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ يَطْلُبُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ وَأَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى وَمَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ ..)
إنها كنوزٌ فادّخروها لذلك اليوم وإن خير الزاد التقوى
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha